المختلون عقلياً.. مشردون بلا رعاية!!

حنان الصرابي

أعطوه… فماذا أعطاهم؟؟!!
أحبوه بصدق… فهل يحبهم كما أحبوه؟؟؟!!
يتلمسون حنانه في الأزقة والطرقات
يتعطشون لدفء أحضانه … فأين أحضانه منهم؟؟!!
بثياب ممزقة وبشعر أشعث أغبر وبجسد متعب وخطوات منهكة كان يمشي في أحد الأزقة تتبعته خطواتي ونظراتي، وبقلبي مزيج من مشاعر الحزن والرأفة به ومشاعر الخوف والرهبة منه، فانتهى به الحال عند أحد براميل القمامة ليبحث بداخلها عن كسرة عيش تشبع جوعه، التهمها بلا وعي منه ولا تمييز وبعدها افترش رصيف الشارع البارد ليلقي عليه بجسده المثقل بالأوساخ والأتربة.
هذا هو حال الكثير من المختلين عقلياً (المجانين) في بلادنا … حال تدمى له القلوب الرحيمة وتذرف من قسوته دموع العيون، لأنهم فقدوا عقولهم وليس لذنب آخر اقترفوه حرموا من كل حقوقهم كبشر فلا مأوى يقيهم برد الشتاء وحر الصيف ولا لقمة عيش كريمة ونظيفة تشبع جوعهم ولا شربة ماء هنيئة تطفي لهيب ضمأهم ولا قلوباً رحيمة تعطف عليهم وترعاهم.
سلبت منهم حقوقهم لأنهم ضعفاء لا يستطيعون المطالبة بما لهم من حقوق على أوطانهم، فأؤلئك المجانين جزء من أبناء الوطن ومن المؤكد أنهم ساهموا يوماً ما في بنائه وتطويره وبذلوا جزءاً كبيراً من جهدهم ووقتهم وحياتهم وصحتهم للمساهمة في تعميره.
أفبعد ما ضعفوا وفقدوا نعمة العقل ننساهم ولا نرعاهم؟!
من هنا أناشد الجهات المختصة باحتضانهم وتوفير الرعاية والاهتمام بهم في مصحات تحميهم من الأذى الذي يلحقونه بأنفسهم وصحتهم من دون وعي منهم وكذلك حماية الناس – خاصة الأطفال – من خطر وجودهم في الشوارع والأزقة.

قد يعجبك ايضا