لعنة الطائفية !

عبد الله الأحمدي
لا تبعثوها ذميمة. كان اليمنيون قد تناسوا الطائفية واندمجوا في المجتمع المدني، لكن الأزمات والاحتقانات التي تصنعها قوى الاستبداد والتخلف تبقي على أوسخ الأمراض في اليمن. في الأزمات يطفو أوسخ الأمراض التي تسكن قعر المجتمع. هكذا كلما احتدمت الأزمات السياسية كلما طفا إلى السطح مرض الطائفية الذميم.
ما هو قائم ليس حرباً طائفية، بل صراع سياسي على السلطة والثروة، لكن أعداء المشروع الوطني يحاولون استغلال العاطفة الدينية والجهوية للتحشيد والتعبئة من أجل بقاء مصالحهم.
كثيراً ما تسمع منابر تكفر، وتفتي باستحلال دماء وأموال الآخر، صناعة الحرب تحتاج إلى مبررات دينية، تسمع في بعض المحافظات من يقول: هؤلاء مجوس كفار، أيش جابهم من صعدة؟ هذا هو المنطق الطائفي الذي لا يستقيم. طيب سيرد عليك الآخر: وأيش جاب الأمريكي اللاتيني والسوداني والخليجي وغيرهم إلى اليمن؟ أو جاءوا سياح؟ يا هؤلاء قاتلوا بشرف ولا تهتكوا النسيج المجتمعي. تقاتلوا على برامج، قولوا ما في نفوسكم، لا تخدعوا الناس أن قتالكم من أجل الدين. وعاد بعضهم يقول لك بأنه يقتلك دفاعاً عن الأرض والعرض والدين، وهم أول من يهتكون عروض الناس، ويهدمون الدين بالقتل والنهب والسرق. أما الأرض فيدنسها الاحتلال الأجنبي فكيف يكون قتال اليمني لليمني من أجل الارض؟! يا هؤلاء اشبعتم الناس كذباً، لا أحد يقاتل من اجل الدين، ولا من أجل العرض ولا من أجل الارض، أنتم تقاتلون من اجل المصالح الخاصة. الذي يقاتل من أجل أرضه لا يستعين بمن يدنسها. المسألة واضحة لكل من له عقل أن الحرب القائمة محكومة بأجندات أجنبية، وأن اليمنيين هم وقود رخيص لهذه الحرب، وأنهم يخربون ديارهم بأيديهم وأيدي الاجنبي، ولن يفلحوا إذن أبداً.

قد يعجبك ايضا