الطلبة يخوضون غمار الامتحانات النهائية رغم كل التحديات

تحقيق : زهور السعيدي
مرة أخرى يعود الطلبة إلى مقاعد الاختبارات بعد عام دراسي اعترته كثير من الصعوبات والتحديات خاصة مع تقديم الامتحانات والضغوطات التي تعرض لها المعلم والطالب في نفس الوقت لاستكمال المنهج الدراسي ومراجعته إن أمكن قبيل الامتحانات في ظل الحرب المستمرة على البلاد منذ أكثر من 14 شهراً .
الأسرة رصدت بعض أجواء استعداد الطلبة لخوض الامتحانات في جميع المراحل الأساسية وكذلك دور الأسر في تهيئة الظروف المناسبة لاجتياز الامتحانات بنجاح وتفوق..

على الرغم من الجوانب الايجابية, التي عكست روح التحدي والصمود في مواجهة العدوان التي أبداها الطلبة وهم يصرون على مواصلة مسير التعليم فإن هناك تحديات وصعوبات كثيرة وقفت أمام مسيرة التعليم خلال هذا العام الدراسي .
عبدالرشيد عبده مشولي طالب بالصف السابع بمدرسة الاحقاف الأهلية يؤكد بأنه مستعد للمذاكرة على ضوء الشموع نظرا لغياب الكهرباء وانه على أتم الاستعداد لأداء الامتحانات هذا العام رغم كل الصعوبات والتحديات التي تواجهه. ويضيف بأنه قد نزح وعائلته من القصف في بداية هذا العام ولكنه عاد لاستكمال عامه الدراسي وأداء امتحاناته النهائية رغم كل الظروف.
وكذلك الطالبة حنان النوفاني بالصف الثامن بمدرسة الثورة للبنات أكدت بأنها على كامل الاستعداد لأداء اختباراتها النهائية وأنها عانت الكثير من الصعوبات خلال هذا العام والعام المنصرم نظرا لعدم توفر الكتب المدرسية و الأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد ولكنها تحاول أن تكمل سنتها الدراسية ومسيرتها التعليمية رغم كل شيء.
صعوبات وعوائق
من جانبها تؤكد الاستاذة عواطف فرج مدرسة بمدرسة عمار بن ياسر بأن المدارس قد عملت كل الوسائل الممكنة لضمان سير الامتحانات بشكل طبيعي وانه لم يبد هناك اي تراجع في مستوى الطلبة مقارنة بالعام الماضي بل لاحظنا الكثير من الأسر وأولياء الأمور يترددون على المدرسة للاطمئنان على أطفالهم وعلى مستواهم الدراسي مما يعكس اهتمام الأسر بمستقبل أبنائهم الدراسي.
وتضيف بأن الصعوبات التي مر بها الطلبة في هذه السنة ليست بالهينة فهناك الكثير من العوائق خلال هذا العام والعام المنصرم بسبب الحرب والعدوان وكان نقص الكتاب المدرسي العائق الكبير أمام الطلبة فنظرا للظروف الراهنة لم تتمكن وزارة التربية والتعليم من توفير الكتاب المدرسي لكل المدارس واكتفت المدارس بتوزيع الكتب المرجعة من الطلبة كما قام بعض الطلبة أيضا بطبع الكتاب على هيئة ملزمة للاستفادة منها ولكننا لاحظنا في أيام الاختبارات هذه الكثير من الحماس والانضباط وإصرار الطلبة على إكمال سنتهم الدراسية مهما كانت الظروف.
أما الأستاذ منصور النجار مدرس بمدرسة بلال بن رباح للبنين قال إن أداء الطلبة لاختباراتهم هذا العام ليس بأفضل حالا من العام السابق وذلك لأن الطلبة مروا خلال عام كامل بالكثير من الصعوبات وعانوا كثيرا من الحروب والنزوح ولكنهم رغم ذلك يؤدون امتحاناتهم الآن بكل ثبات ورغم ان العدوان قد استهدف الكثير من المدارس في كثير من محافظات الجمهورية والتي تقدم خدماتها للطلاب لذلك لزم الأمر أن تستوعب بعض المدارس هؤلاء الطلبة الذين تهدمت مدارسهم أو نزحوا من الحرب مما جعل المعلم يبذل جهودا إضافية لتوصيل المعلومة لكل الطلبة بكل إخلاص وصدق.
دور الأسرة
يقول المختصون بأن فترة الامتحانات تشكل ضغوطا وأعباء نفسية للطلبة وأسرهم ويكون القلق والتوتر مخيما على الجميع وتصبح الأسرة غير قادرة على القيام بواجباتها الاجتماعية أثناء الامتحانات ويكون هناك الوعيد الشديد للطالب إذا لم يجتز الامتحان بنجاح أو حصل على درجات ضعيفة مما يؤثر سلبيا على نفسية الطالب بسبب هذا الضغط هذا على الرغم من أن متابعة الطالب أو الطالبة أثناء أيام الدراسة تخفف بشكل كبير هذا العبء النفسي خلال الامتحانات بحيث تأتي بأثر ايجابي ويكون النجاح والتفوق حليف الطلبة.
وفي ذات السياق أكد الأستاذ محمد سليمان الحاصل على شهادة الماجستير في علم النفس التربوي بأن الأسر تستنفر كل إمكانياتها وجهودها لتهيئة الأجواء المناسبة لأبنائهم وتخفيف القلق الذي يصاحب أبناؤهم أثناء فترة الامتحانات والذي قد ينقلب سلبا على مستوى أدائهم في الامتحانات وقد يؤدي إلى النسيان والاضطراب النفسي فيجعل الطالب غير قادر على التركيز وللأسرة دور كبير في تهيئة أبنائها وتشجيعهم وتوقير أجواء من الطمأنينة والهدوء والابتعاد عن جو المشاحنات والمشاكل داخل الأسرة وتوفير جو اسري يسوده الحب والهدوء وتوجيه الأبناء للاعتماد على أنفسهم في المذاكرة وتقديم نمط غذائي متوازن خال من المنبهات حتى يحصلوا على الراحة والنوم الباكر وتشجيعهم واحترام قدراتهم ورفع معنوياتهم وتخصيص أوقات للراحة وعدم الضغط عليهم وتعزيز جانب الثقة بأنفسهم وتنظيم أوقات المذاكرة.

قد يعجبك ايضا