لمن الشكوى؟

ن…….. والقلم

عبد الرحمن بجاش

لا يتعلق الأمر فقط بالدم الذي يسيل, بل بكرامة الإنسان !! , كان يحدثني, تراكمت أحاسيس القهر فوق مشاعر الغضب, سلاحي الوحيد قلمي, أنفث من رأسه كل القهر والظلم, وأنفس عن الناس ما استطعت من خلاله.
أتمنى كل يوم أنني خففت عن إنسان واحد ذلك يكفي, لقد تداخلت الأحاسيس بالمشاعر, بحالتنا التي وصلت إلى ما بعد الوجع, ولا تدري للحكاية أفقاً, غير الكم الهائل من التسريبات التي تخدر الناس كل لحظة في اتجاه !!!.
أعاني ويعاني غيري من كم الكذب المهول الذي يكدسه من يديرون السياسة أو السيابة لا فرق!! , فحين تقرأ ما يسرب وتقارنه بالواقع, تكتشف من جديد كم هو هذا الشعب مظلوم, فحيث قد منعت عن السماء والأرض, فتسرب إلى أذنيه ورأسه كل الموبقات ما تسمى أخباراً، وهي مجرد كذب رخيص يظنون به أنهم وصلوا به إلى مرامهم بينما هم كاذبون !!!.
صاحبي حدثني بألم قال: هم اثنان من الطلبة المبعوثين إلى ماليزيا, اضطرتهما ظروفهما للعمل, ليهبط عليهما القانون ويزج بهما السجن, قال: اعذر الماليزيين فهو قانونهم, لكن المؤلم إلى حد الوجع أن هذين الشابين بعد أن زج بهم في السجن ولثمانين يوماً, فقد أصيبوا بأمراض شتى, لم تحرك في ضمير السفارة هناك ما يقنع أي من دبلوماسييها بزيارتهم, فما بالك بإثارة مشكلتهما مع الجانب الماليزي, حتى تجمع الطلبة وجمعوا التبرعات من ما يصل إليهم من فتات المرتب, فأخرجوهم في حالة لا ترضي ذي ضمير حي, وهنا تبدأ المشكلة المتعلقة بالكرامة الشخصية وكرامة بلد اسمه أو كان اليمن!!!!, فلم تقبل الأردن أن ينزلوا في مطارها, ليذهبوا إلى السودان, ومنها إلى عمان, وندمنها إلى الرحبة الدولي !!! .
ماذا تعمل أي سفارة لأي بلد في البلد التي تمثل فيه البلد؟ سيقول الطفل: تحفظ كرامة رعاياها, للأسف الشديد لقد تحولت السفارات خلال سنين طويلة إلى مشيخات, وكل سفير شيخ إلا من رحم ربي!!!, فتجد في سلم أولوياتها أن المواطن يأتي في المرتبة ما بعد الصفر, أي لا وجود له, إذ أن كل من في أي سفارة يدرك أنه ذهب إليها تكريماً له, أو تخلصاً منه, لذلك فلا علاقة له بهذا الكائن المسمى  يمني!!!, ذلك في الأحوال الطبيعية, فما بالك الآن الذي لا تدري فيه من تتبع السفارات!!!, ولمن ولاؤها؟ لكنني كنت اعتقد أن السفراء والدبلوماسيين يدينون بالولاء للمواطن على الأقل, لكن لا ذا تأتى ولا ذا حصل.
ما حصل للطالبين صورة مصغرة جداً لما يحصل لليمنيين الآن, وخذ الأردن مثلاً ونموذجاً!!!, ماذا أقول غير: لله الأمر من قبل ومن بعد.

قد يعجبك ايضا