العدالة آتية لا محالة

حمدي دوبلة
بالغت وسائل الإعلام التابعة لتحالف العدوان السعودي كثيرا في التغني والتباهي بقرار الأمم المتحدة القاضي برفع اسم السعودية من القائمة السوداء لمنتهكي الطفولة ..وكأن في ذلك شهادة الهية بالبراءة أولكأن بان كي مون ومنظمته المترهلة من يملكان الحق في التنازل عن دماء الناس وإعطاء العفو والمغفرة عن القتلة والسفاحين والعابثين بأرواح بني البشر ومقدرات حياتهم الإنسانية.
كان التراجع الأممي عن إدراج التحالف في هذه القائمة السوداء سريعا جدا ومدويا ولم يتطلب أمر الإدراج والرفع غير ساعات فقط لكن محاولة التنصل من تحمل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية وتبعاتها الجنائية من قبل بان كي مون جاءت سريعة أيضاً وراح الرجل الأول في المنظمة الدولية الأهم يتحدث عن ضغوطات رهيبة لاطاقة لبشر على مقاومتها والصمود أمامها هي السبب الأوحد في هذا القرار الأعجوبة الذي اُتخذ لضمان استمرار تمويل مشاريع إنسانية هامة في مختلف أنحاء الأرض وتلافيا لفتاوى علماء”الوهابية السعودية” الجاهزين لتلبية أوامر أسيادهم في إصدار الفتاوى التكفيرية ضد الأمم المتحدة واعتبارها عدوا للإسلام كما هي شأن فتاواهم الجديدة بتمجيس وتكفير شعب الايمان والحكمة وتحليل سفك دمائهم واستباحة أموالهم لا لشئ إلا لأن “ولي الأمر” أراد ذلك.
لعل أحبار الشيكات السعودية لم تجف بعد عندما باشر الكوري مون في تنصله وإعلان براءته ونظافة يديه من السعودية وجرائمها لينضم إلى قائمة طويلة من الأحلاف والمتمصلحين الذين بدأوا يتخلون عن ربيبتهم المدللة في جزيرة العرب ويحاولون النأي بأنفسهم بعيدا عن حماقات ومغامرات نظامها المتهور وما يقترفه من انتهاكات مروعة وجرائم حرب بحق الإنسانية لتجد نفسها وحيدة في مواجهة العدالة الحتمية والمصير المحسوم..بل ولن تسلم حتى من عقاب وتعنيف شركائها في الخطيئة ولن تشفع لها أبدا ما دفعته إليهم من الأموال والثروات الطائلة.
سيُساق النظام السعودي وحيدا إلى مشانق ومقاصل العدالة وسينال عقابه الرادع طال الزمن أو قصر إزاء ما ارتكبه من جرائم بحق اليمن وأهله.
سيأتي ذلك اليوم حتما سواء كان اسم السعودية ضمن قائمة بان كي مون السوداء أو تم حذفه منها ولن تجد هذه “الآفة” المزروعة في خاصرة الأمة رحمة من أحد لا من طالبي المال ولا من مريدي تحقيق العدالة والقصاص
ويبقى القول بان “البيكمون” الكوري ليس وليًا لدماء أطفال اليمن الذين استباحت دماؤهم صواريخ الرياض ولاقوائمة السوداء أو البيضاء من تدين أو تبرئ المتورطين في الجرائم والانتهاكات التي طالت الإنسان والإنسانية في هذا البلد الفقير ..
قريبا سيرحل بان كي مون عن المنظمة الدولية محملا بكميات من المال السعودي “القذر” و بالكثير الكثير من لعنات التاريخ وستبقى تتراءى أمام عينيه الغائرتين كوابيس مرعبة لدماء صغارنا التي ستظل تلاحقه حتى يصير إلى ما صاروا اليه..أما النظام السعودي فسيكون عليه الاستعداد لدفع المزيد من الأموال لمنظمات حقوقية دولية لاحصر لها قبل أن يساق ذليلا إلى مقاصل العدالة حيث لن تغني عنه أمواله شيئا..قال تعالى:
“فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون”صدق الله العظيم

قد يعجبك ايضا