علماء الحديدة : الزكاة ركن من أركان الإسلام لا يمكن التهاون بشأنها

الحديدة ـ سبأ:
يتفق العلماء وخبراء الاقتصاد على أهمية وجوب دفع الزكاة وعدم التهاون بشأنها أو التقليل منها وتسليمها للدولة.
وأوضح إمام وخطيب الجامع الكبير بمحافظة الحديدة العلامة عبدالرحمن مكرم أن الله تعالى خلق الغني والفقير وجعل ما عند الغني من زكاة تكفي لسد حاجة الفقير .. معتبرا فريضة الزكاة ميزاناً تؤخذ من الأغنياء وترد للفقراء .
وقال ” لو اختل هذا الميزان لازداد الغني غناً والفقير فقراً وكذا سيختل ميزان الحياة وتنتشر الرذيلة والفواحش والسرقات وغيرها ” .. لافتا إلى أن الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه قاتل مانعي الزكاة وقال ” لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه”.
وأضاف ” نجد في فلسفة الإسلام بالنسبة إلى الملك للمال إنه ملك استخلاف وليس ملكاً حقيقياً وعليه فأنت مستخلف في هذا المال ويجب أن تنفقه فيما شرع له قال تعالى ” وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ” حيث تبين الآية بوضوح أن المالك الحقيقي لهذا المال هو الله عز وجل فكما أعطاك هذا المال وأغناك فهو قادر أن يأخذه منك “.
وأشار العلامة مكرم إلى أنه لا يمكن أن يحفظ الأغنياء حقوق الفقراء إلا في إطار الالتزام بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله قال تعالى ” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ “.
وأكد أهمية الابتعاد عن المحاباة والمجاملة .. وقال ” ينبغي على الأغنياء البحث بأنفسهم على الفقراء والمحتاجين أو الاستعانة لإيصال هذه الأموال إلى مستحقيها “.. مبينا أن توزيع الزكاة بما أمر بها الله ورسوله سبباً من أسباب الحد من الفقر في المجتمع .
وأضاف إمام وخطيب الجامع الكبير بالحديدة ” إن الزكاة عندما وزعت بالطريقة الصحيحة في عهد عمر بن عبدالعزيز قضت على الفقر وعادت أموال كثيرة بعد أن استكفى المسلمون منها إلى الخليفة الذي قال أعيدوها إلى فقرائهم قالوا لم يعد هناك فقير قال إذاً زوجوا بها شبابهم”.
وكيل أول محافظة الحديدة محمد عياش قحيم يقول ” إن هناك اعتقاداً خاطئاً لدى كثير من المكلفين وخاصة كبار المكلفين أن الدولة ليست الولي الشرعي لتحصيل الزكاة وأن ما يدفعه إليها يعد مالا وليس زكاة “.
وأضاف ” إن عدم تجاوب المزكين مع الدولة تعد إشكالية يعاني منها مكتب الواجبات في المحافظة ” . فيما أشار مدير مكتب الواجبات الزكوية بمحافظة الحديدة جمال الحميري إلى أن العلماء أجمعوا على وجوب دفع الزكاة باعتبارها فريضة من فرائض الإسلام .
ولفت إلى أن الكثير من الناس يجهلون عظمة هذا الركن وفوائده ويتجاهلون ويتقاعسون عن تأديته .. مبينا أن للزكاة فوائد وثمار جليلة في توحيد الأمة وتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع، كما أنها تجعل الغني يعطف على الفقير لأن الله تعالى جعل في مال الغني حق معلوم للفقير والمسكين والمحتاج .
وأكد الحميري أن التهرب والتحايل على دفع الزكاة من قبل المكلفين يعرضهم للعقاب في الدنيا والآخرة كون الزكاة ركناً من أركان الإسلام يظل معلقا في ذمة الإنسان إلى يوم القيامة.
وذكر أن الزكاة طهارة للإنسان والمال وتطهير للنفوس من البخل وهي حق معلوم في أموال الأغنياء للفقراء يكفر من أنكر فريضتها ويفسق من تكاسل وتقاعس عن دفعها.
ودعا إلى المبادرة بدفع الزكاة وما على الإنسان من متخلفات ومستحقات زكوية كون دفعها يجسد الإلتزام والسلوك القويم للمسلم الحريص على تزكية نفسه وماله ويقدم صورة ناصعة للإسلام في التكافل الاجتماعي والتراحم بين أفراد المجتمع.

قد يعجبك ايضا