باحثون فرنسيون يحذرون من خطورة الوضع الكارثي لآثار اليمن

 

الثورة نت/..
طالب باحثون فرنسيون مجلس الأمن بإصدار قرار يقضي بمنع تهريب وتداول الآثار اليمنية على غرار الآثار العراقية والسورية ، محذرين من النتائج الكارثية التي تسببت بها الحرب على وضع تراث وآثار اليمن.

وأعربوا عن الأسف لتدمير بعض المباني الأثرية في مدينة صنعاء القديمة والأضرحة التاريخية في حضرموت وكذا سد مأرب التاريخي ومدينة براقش ومدينة صرواح التي تحتضن آثار تعود إلى ما قبل الميلاد وغيرها من الآثار على امتداد البلاد.

ونبهوا من خطورة استمرار الصمت إزاء ما تعانيه آثار اليمن من تدمير، مشيرين إلى ما تعرضت له عشرات المواقع بما فيها المتاحف منها متحفي ذمار وتعز والتي قصفها الطيران بشكل مباشر ما تسبب في تدمير اثني عشر ألف وخمسمائة قطعة أثرية في متحف ذمار تعود إلى القرون الوسطى ودولة سبأ.

جاء ذلك في مؤتمر استضافه البرلمان الفرنسي مساء أمس حول التراث الثقافي في اليمن نظمه ودعا إليه عضو اللجنة الثقافية في البرلمان النائب هيرفي فرعون والباحثة في المركز الوطني للبحوث والدراسات الفرنسي الدكتورة آن ريغورد.

وناقشت مداولات المؤتمر أوراق عمل ضمن محاور العمارة والآثار والمخطوطات والأرشيف والتراث اللامادي.

تناولت الورقة الأولى للباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي بول بننفان أثر الحرب على الفن المعماري في اليمن : صنعاء، زبيد ، شبام حضرموت، وتوقفت الورقة الثانية للباحثة في معهد الآثار الألماني الدكتورة ايريس غيرلاخ أمام تهديدات الحرب على الآثار اليمنية.

وركزت ورقة االباحثة آن ريغورد – المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي- على المكانة الاستثنائية للمخطوطات اليمنية على المستوى العالمي، فيما عنون الباحث جان لامبير من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي الورقة الخامسة ب”التراث الغني في خطر”.

الباحث بول بوننفان شدد في ورقته على قدسية التراث المعماري اليمني المدرج في قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو وضرورة الحفاظ عليه.. معربا عن أسفه لتدمير بعض المباني الأثرية في مدينة صنعاء القديمة ومدينة زبيد الأثرية والأضرحة التاريخية في حضرموت وكذا سد مأرب التاريخي ومدينة صرواح التي تحتضن آثار تعود إلى ألفين وسبعمائة سنة ومدينة براقش عاصمة مملكة معين التي نشأت في الألفية الأولى قبل الميلاد.

فيما نبهت الدكتورة ايريس غيرلاخ من خطورة الوضع الكارثي للتراث الثقافي في اليمن و وما نتج عن الحرب من تهريب وبيع الآثار اليمنية في صالات بيع الآثار وعلى الانترنت.. مطالبة مجلس الأمن الدولي إصدار قرار يمنع تهريب وتداول الآثار اليمنية على غرار قراره بشأن آثار العراق وسورية.

وأشارت إلى أن المعلومات المتوفرة تفيد بتدمير عشرات المواقع الأثرية في جميع المحافظات منها متحفي تعز وذمار والتي تم قصفهما بشكل مباشر بالطيران ما تسبب في تدمير اثني عشر ألف وخمسمائة قطعة أثرية في متحف ذمار تعود إلى القرون الوسطى ودولة سبأ.

وفيما أكدت ضرورة تكاتف الجهود لتسليط الأضواء على التراث الثقافي اليمني الذي ينبغي أن يعرفه الجميع ..دعت د.غيرلاخ المجتمع الدولي إلى العمل بقوة لوضع حد لتدمير هذا التراث الغني.

وفي محور الأرشيف عرضت ورقة العمل الوضع القائم للأرشيف في اليمن وخصوصا المركز الوطني للوثائق الذي يحتوي على سبعة آلاف و655 متر طولي من الوثائق وتسعة آلاف و98 سجل يعود أقدمها إلى العهد العثماني الأول في اليمن.

وأشارت الورقة إلى تعرض عدد من المباني للتدمير خلال العام الماضي في عدن منها مبنى المركز الوطني للوثائق ومركز الدراسات والبحوث بجامعة عدن الذي يحتوي على عدد كبير من الوثائق تعود إلى تاريخ الاحتلال البريطاني بالإضافة إلى المكتبة الوطنية (باذيب) والتي تعرض عدد من وثائقها للنهب والسرقة بعد تعرض المبنى للقصف.

وبينت الورقة حرق عدد كبير من الوثائق في المكلا عقب سيطرة القاعدة عليها منها وثائق تابعة لمبنى إذاعة المكلا وعدد من المكاتب الحكومية تعود إلى الدولة القعيطية, فضلا عن تدمير وحرق مبنى مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة في عامي 2015 و 2016 والتي تضم وثائق تاريخية وأرشيف سمعي وبصري.

ولفتت إلى إن أكثر من ثلاثة وعشرين مؤسسة حكومية تعرضت للتدمير ومعظم مباني الجهات الحكومية تضررت في مدن تعز وعدن وصعده منذ بدء غارات العدوان على اليمن بالإضافة إلى ثمانية وثلاثين جهة حكومية في مدن صنعاء وعمران والحديدة ومأرب وذمار والمحويت والبيضاء وهو ما عرض أرشيف تلك الجهات للتدمير والتلف.

وفي الورقة الرابعة، أشارت الدكتورة آن ريغورد إلى أن اليمن تكتنز مخزون كبير من المخطوطات منها أربعة عشر ألف مجلد محفوظ في مكتبة الأحقاف بحضرموت وأربعة آلاف عنوان في دار المخطوطات بصنعاء، منها مخطوطات قديمة تعود إلى بداية الإسلام، فيما لاتزال آلاف المخطوطات تحتفظ بها بعض الأسر اليمنية، وعبرت عن خشيتها من استمرار عمليات تهريب المخطوطات إلى خارج اليمن في ظل الصراع الدائر في البلد.

في محور التراث اللامادي أشار الباحث جان لامبير إلى ثراء التراث الشفهي وغير المادي في اليمن والذي يعكس التنوع الجغرافي في اليمن فضلاً عن تأثره بالتراث العربي والإفريقي والتركي والهندي باعتبار اليمن ملتقى الحضارات بين القارتين الأسيوية والإفريقية.

وأوضحت الباحثة آن ريغودي في تصريح لوكالة الإنباء اليمنية (سبأ) أن هدف المؤتمر هو التعريف بتراث اليمن الغني الذي يجهل قيمته المجتمع الفرنسي بشكل خاص والأوروبي بشكل عام.

وشددت على أهمية تكثيف العمل في هذه الفترة الحرجة التي يتعرض لها التراث والحضارة اليمنية للخطر وتسليط الضوء على وضعه الكارثي بغية إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وأشارت إلى أنها لمست تفاعلا كبيرا وسيتم استغلال هذا التفاعل في تنظيم أنشطة أخرى لاحقة للمؤتمر وبرامج تلفزيونية بغية تعريف المجتمع الفرنسي بفئاته المختلفة بتراث اليمن.

تخلل المؤتمر مداخلات وعرض صور لمواقع أثرية ومراكز وثائق تاريخية تم تدميرها.

حضر المؤتمر رئيسة لجنة الصداقة البرلمانية الفرنسية اليمنية في البرلمان الفرنسي فرانسواز ديكامب وممثل مكافحة تهريب التراث العالمي بمنظمة اليونسكو وعدد من الباحثين في الجامعات الفرنسية والمهتمين.

قد يعجبك ايضا