في المحويت .. حين يمتزج العيد بطعم الانتصار والصمود

>معايدات لمناطق ترتقي للهم الوطني، وتبحث تعزيز الجبهة الداخلية
استطلاع/ ابراهيم الوادعي
مع غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان المبارك يبدأ الناس بالاستعداد للعيد والاحتفاء بإتمام ركن مهم من أركان الإسلام المبني على خمسة أركان , وفي اليمن فإن عيد الفطر لهذا العام يأتي بطعم مختلف في ظل عدوان وحشي منذ أكثر من عام وصمود منقطع النظير.
يمتزج عيد الفطر لهذا العام مع أخبار الانتصارات التي تتوارد من الجبهات والتي تنبىء عن فشل متكرر يمنى به العدوان بوجه شعب جل همه يقاوم وينتصر, في عيد الفطر لهذا العام لا حديث للناس في محافظة المحويت إلا عن بطولات الجيش واللجان الشعبية , وما يلاقيه العدوان ومرتزقته من مرارة الهزيمة في مقابل فتية عظماء يتسلحون قبل الحديد بالإيمان الراسخ بحقهم وحق شعبهم في التحرر من الوصاية والاستعباد لخدم أمريكا وإسرائيل.

مع إطلالة صباح يوم العيد وارتفاع أذان صلاة العيد تطلق تكبيرات العيد إيذانا بانطلاق فعالياته رسميا كما يحلو للبعض توصيف ذلك , وهي دقائق معدودة حتى تبدأ الشوارع باستقبال وفود الناس المتجهين نحو الجبانة الواقعة غرب المدينة , وتستمر الحشود في التدفق كل يتجمل بقدر استطاعة يده والبسمة تعلو وجوه الجميع والأيادي ممدودة للسلام والتهنئة بالعيد ونيل رضا الرحمن بشهر الصيام
* اليوم الأول
تفاصيل اليوم الأول من أيام عيد الفطر المبارك اختلفت عن الأعوام الماضية , وتحديداً عن الأعياد التي سبقت العدوان السعودي الأمريكي على اليمن , ومع انتهاء خطبة العيد انطلقت المواكب الرسمية والشعبية لزيارة الجرحى من أبطال الجيش واللجان الشعبية في عدد من المناطق من أبناء المحافظة.
كما غلب على أحاديث المعيدين قصص بطولات الجيش واللجان في صدهم لزحوفات العدوان ومرتزقته, وتأييد الله المطلق للشعب اليمني في مواجهة أذناب الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل وحلفهم الشيطاني.
* معايدات استثنائية
ومع حلول أيام العيد قامت مؤسسة الشهداء بتقديم واجب الزيارة لذوي الشهداء من أبناء المحافظة وتقديم عيدية رمزية لهم عرفانا وتقديرا من المجتمع لعظيم ما قدموه في سبيل الدفاع عن الوطن والشعب المظلوم.
ويقول عبدالمجيد شرف : العيد في يومه الأول في المحويت هو مخصص فقط لزيارة الأرحام وقد يكون بالنسبة للبعض قصيرا جدا وبحلول الساعة العاشرة صباحا مثلا يكون قد أتم زيارة أرحامه وعسبهن وعاد إلى منزله وإضاف قائلاً: لكن العيد هذا العام يحل بمذاق مختلف فهناك زيارات قمنا بها بمعية الوجاهات الاجتماعية لمنازل الجرحى في المدينة , كما قامت وفود أخرى برعاية مؤسسة الشهداء بزيارة لمنازل ذوي الشهداء , وكانت مبادرات مميزة خيرة اقتبسنا فيها من عظمة هؤلاء المضحين من الشهداء الجرحى وعوائلهم الكريمة, والذين لولاهم لما كان لعيدنا هذا الالق وهذه السعادة المرسومة على وجوه الأطفال والكل هنا.
* وللجبهة الداخلية نصيب
خلال اليوم الأول للعيد السعيد قامت الجهات الرسمية بمعية شخصيات اجتماعية في عاصمة المحافظة ومديرياتها بمعايدة أبناء القوات المسلحة والأمن , وانطلقت الوفود لمعايدة الثابتين في مواقعهم الجهادية في النقاط على الطرق ومداخل المدن والمديريات , وحفلت الزيارات بتقديم معايدات لهؤلاء الأبطال والتقدير لتضحياتهم بتمضية العيد بعيداً عن أهاليهم , وذلك حماية وصونا للجبهة الداخلية من الاختراق.
* سؤال يتكرر
محافظة المحويت ومنذ عقود تعاني من غياب الحدائق والمتنزهات , وهذا الأمر يطرح نفسه بقوة في كل عيد , ويستغرب خالد اللساني – مدرس- إهمال السلطة المحلية لعقود قضية توفير حديقة عامة تكون متنفسا لأبناء المدينة والمحافظة بشكل عام في أيام العيد وطوال العام .
ويقول : من المستهجن غياب هذا النوع من الترفيه عن محافظة بأكملها وتجاهل السلطة المحلية لذلك , واعرف عائلات تقوم بزيارة العاصمة صنعاء لغرض ترفيه أطفالها وإدخالهم إلى الملاهي والألعاب فقط .
مضيفا : أتمنى عبر صحيفتكم الغراء أن تلتفت الحكومة والسلطة المحلية بالمحافظة إلى هذا الجانب الذي ينقص محافظة المحويت وتوفيره بأسرع وقت كون المحافظة مصنفة سياحيا وهي مقصد مهم للسياحة الداخلية , خاصة في ظل العدوان والحصار الذي يمنع اليمنيين من خيارات ترفيهية شتى كالنزول إلى السواحل المدججة بزوارق الغزاة وسفنهم الحربية التي لا تلبث تزرع الخوف والدمار على طول شواطئنا وفي مدننا الساحلية.
* اليوم الثاني
مع حلول اليوم الثاني لعيد الفطر تتعدد الخيارات أمام الناس هنا في المحويت , وبالإضافة إلى زيارة الأماكن السياحية كل برفقة أسرته , تنشط عادة لها خصوصيتها في المحافظة , حيث تنطلق مواكب شعبية , مهمتها معايدة وجاهات المدينة أو المناطق المجاورة , وخلال هذا العام تكتسب الزيارات خصوصية اللقاءات وتبادل المشورات والآراء في شأن العدوان وجرائمه المستمرة على الشعب اليمني , بعد أن كانت الأعوام السابقة تقتصر على القضايا المحلية للمحافظة فقط.
* عادات متفردة
ويتحدث الشيخ احمد مفلح عن العادات الخاصة بمدينة المحويت ويرى أنها عادة تكاد تختص بها محافظة المحويت وعدد قليل فقط من المناطق في اليمن, ويقول: يبدأ الناس في التجمع ثاني أيام عيد الفطر المبارك في ساحة المدينة الرئيسي ويقوم – المزين – بدق طاسة البرع لجمع الناس واستعجالهم بالخروج مع حلول الساعة الثامنة والنصف صباحا , وخلال نصف ساعة إلى ساعة يتم أداء الرقصات الشعبية ممن حضروا حتى يكتمل عدد لا بأس به , ومن ثم يتحرك الجمع ومن يلحق بهم بعدها إلى منازل محددة من كبارات العائلات في مدينة المحويت أو من الشخصيات الاجتماعية , والذين يكون لديهم علم مسبق بهذه الزيارة بحسب ما درجت عليه العادة أو إبلاغهم إن جرى استحداثهم هذا العام , وفي منزل المضيف يتم تقديم سلام العيد باسم أبناء مدينة المحويت ويقوم المضيف بتقديم جعالة العيد والعصائر , ومن ثم يجري اصطحابه إلى منزل شخصية أخرى , أو التوجه إلى ريف مدينة المحويت للتهنئة وتقديم سلام العيد حيث يجري استقبال اكبر وله طقوس محددة ومرتبة ومتعارف عليها منذ سنوات.
ويرجع الشيخ مفلح أصول هذه العادة الجميلة إلى عقود مضت والى عهد بيت حبيش – كما يعرف في مدينة المحويت وماجاورها وهي أسرة كبيرة في المحافظة كانت إلى وقت كبير تمتلك معظم الأراضي في مدينة المحويت وضواحيها وصولا إلى حدود محافظة المحويت مع محافظة الحديدة ,ويقول : في أحد الأعياد مرض النقيب احمد حبيش – صفة النقيب اجتماعية فقط- فارتأى أبناء المدينة حينها تشكيل وفد وزيارته للسلام عليه بالعيد وتمني الشفاء العاجل له وفي السنوات اللاحقة استحسن الناس الفكرة وطوروها وحافظت عليها الأجيال المتعاقبة , كونها أيضاً تمثل متنفسا عيديا في محافظة لا تتوفر فيها أماكن التنزه كالحدائق والألعاب.
* تدعيم الجبهة الداخلية
وعن خصوصية الزيارات العيدية لهذا العام يشير إلى أن الحال وهو زامل يلقى للترحيب أو افتتاح اللقاء الشعبي , أضحى هذا العام ذا بعد وطني , ويتناول الإشادة بالصمود الأسطوري للجيش واللجان الشعبية , كما أن لقاء الوجاهات الاجتماعية ,أضحى يتضمن هو الآخر النقاش حول ضرورات تدعيم الجبهة الداخلية للمحافظة وأهمية إغلاقها أمام المرتزقة التي يحاول الزج بأبنائها إلى أتون الارتزاق خدمة للعدو السعودي , كما تتم خلال الزيارات الإشادة بمن قدموا الشهداء أو دفعوا بأبنائهم إلى جبهات الشرف والعزة دفاعا عن ثرى الوطن.
* اجتماع الأهل
وكما أن العيد يمثل فرحة بلم الشمل فهو كذلك يمثل معاناة تستدعي الاعداد المسبق له من رب الأسرة بتوفير مستلزمات الضيافة للأهل والأبناء والإخوة كذلك الذين يفضلون ترك العاصمة صنعاء وقضاء العيد بين أحضان ريف المحويت الجميل والتمتع بهواء مدينة المحويت العليل وطابعها المدني والريفي الممزوج معا بنكهة تجعل للعيد مذاقا خاصا في المحويت .
وخلال أيام العيد تلمس ازدحاما وحركة كبيرة في المحويت وشوارعها وسوقها بسبب توافد أعداد كبيرة ممن يقضون أيام العيد في أحضان أسرهم الكبيرة , وترى وجوها لا تراها غالبا إلا في العيد .
* الانتصار الحقيقي
برغم العدوان المستمر على اليمن وجرائمه البشعة إلا أن البهجة والفرحة لا تفارق وجوه اليمنيين وهم يستمتعون بعيدهم , وهذا يحمل معنى واحداً , وهو أن العدوان ورغم كل ما فعل فقد هزم قبل هزائمه في الميادين , هزم في قلوب اليمنيين , وبعد الله سبحانه وتعالى يمتن اليمنيون في عيدهم للأبطال المرابطين في جبهات القتال من يلقنون العدو ومرتزقته الهزائم اليومية.
في عيد الفطر ليس على لسان المواطنين هنا في المحويت سوى أمنية واحدة وهو أن يحل عيد الفطر المقبل وقد من الله سبحانه على هذا الشعب المظلوم بالنصر الحاسم .

قد يعجبك ايضا