كيف نتعامل مع الخوف من الامتحان؟

>امتحانات الشهادة تقترب..

> الأسرة واللجان الامتحانية تقاسم مهمة تجاوز المعضلة

>طلاب : نشعر بالخوف الشديد وضيق في التنفس لمجرد دخولنا قاعة الامتحان
>تربويون: الطالبات أكثر عرضة لحالات الإغماء وآلام الرأس ونزيف الأنف
>أطباء : الطالب أيام الامتحانات يعتريه نوع من القلق والخوف يؤثر على العمليات الحيوية داخل المخ
تحقيق /وائل الشيباني

الخوف والتوتر والضغط الشديد الذي يتعرض له طلاب امتحانات الشهادة العامة ثانوي وأساسي أمر معتاد إلى حد ما ..لكنه يبدو أسوأ في أوضاع الحرب ..
وينسحب هذا الخوف والقلق على الأسرة التي ترى في هذه المرحلة حدا فاصلا بين زمنين بالنسبة لأبنائها..
ويفرض هذا الواقع تعاملا خاصا مع طالب الشهادة العامة من قبل الأسرة ومراقبي اللجان الامتحانية..وحتى من خلال طريقة وضع الأسئلة وبث الرسائل التوعوية من قبل وزارتي التربية والصحة تجاه هذا الحدث الفاصل في حياة الطلبة ..
ويصاب بعض الطلبة بعصبية زائدة وحالة من الانعزال قبل فترة الامتحانات الوزارية ليصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك خاصة عندما نشاهد حالات الإغماء والغثيان والمغص الشديد وطنين الأذن بسبب الضغط النفسي .
وفي هذا السياق نقترب من المشكلة ونحاول توضيح الصورة وصولا إلى حلول تخفف من حدة هذه الفوبيا المستمرة التي قد تؤثر على أداء بعض الطلبة في الامتحان.

ما أن أدخل قاعة الامتحان حتى أشعر بجوع شديد وألم في رأسي يلازمني طيلة فترة الامتحان، وهكذا استمر بي الحال حتى تخرجت من الثانوية العامة في العام المنصرم وازدادت هذه المشكلة في الامتحان الوزاري العام الفائت، هذا ما أكده لنا محمد العراسي الذي حكى لنا ما حدث له في خلال الامتحان الوزاري العام الفائت وقال : الجوع وألم الرأس داهماني في امتحان مادة القرآن والإسلامية وقلت لنفسي إن هذا بسبب قلة الأكل فقررت أن آكل جيداً في الاختبار التالي ففعلت وما أن دخلت قاعة الامتحان حتى جعت وكأني لم آكل شيئاً وآلمني رأسي وشعرت بالغثيان
لا أعلم ما السبب وراء ذلك وكل ما أعلمه أن هذا الجوع والألم لا يؤهلني للإجابة بالطريقة الصحيحة وأعاني منه بشدة في كل امتحان أخوضه ويزداد كلما كان الامتحان مهماً ومصيرياً.
من الواقع
الطالبة سعاد ثالث ثانوي علمي مجمع الثورة التربوي للبنات, تقول أنها تعاني من التوتر الشديد بشكل دائم خاصة مع مادة الفيزياء وتكرر معها العام الفائت في ثاني ثانوي ,تضيف : عملت ما بوسعي طيلة العام لفهم المادة وسجلت في المعهد التقني في العصر من أجل فهم الأشياء الصعبة في مادة الفيزياء والرياضيات وهذا ما حصل بالفعل ولكن ما حدث لي عكس كل التوقعات, وتتابع سعاد: كان أبي وأخي الأكبر يحذراني من مادة الفيزياء وما أن استلمت دفتر الامتحان حتى عجزت عن فهم الأسئلة كلها قرأت القرآن وانتظرت كثيرا حتى خف ألم رأسي واستطعت أن أفهم بعض الأسئلة وأجيب عنها ولكن الألم عاد من جديد بالإضافة إلى ألم في العين وصوت طنين في الأذن لم أقو بعدها على المقاومة فشربت دواء يخفف من ألم الرأس ولكن دون جدوى لم أستطع أن أكمل الامتحان أو النظر للدفتر وما إن حان موعد الخروج حتى كنت من أوائل الطالبات اللاتي سلمن دفاترهن وعدت مسرعة للبيت وما أن دخلت غرفتي حتى بدأ أنفي ينزف وأغمي عليَّ ولم أعرف بعدها ماذا حدث.
لقد دخلت سعاد المستشفى وأكد الطبيب لوالديها أنها ضغطت على نفسها بصورة غير طبيعية في الامتحان فكانت هذه النتيجة .
في قاعات الامتحان
من المهم أن يراعي المراقبون حالات الطلاب المتقدمين للاختبار الوزارية بالتحديد والامتحانات بشكل عام داخل قاعات الامتحان، هذا ما أكد عليه جمال البارع مراقب امتحانات وأضاف : في العام المنصرم قمت بمراقبه الطلبة في قاعات الامتحانات للمرة الأولى وتفاجأت بان الكثير منهم يتسمون بتصرفات غير طبيعية ويشتكون من الآم الرأس والغثيان ويتحولون الى عدائيين، وكلما كان الامتحان أصعب كلما ارتفعت نسبة الخوف بين الطلبة والشكوى والتحجج بغياب المدرسين والصراخ وغيرها من سلوكيات التذمر التي كنت أسعى جاهداً إلى امتصاصها وتهدئة الطلبة قدر الإمكان .
ويتمنى البارع من كل المراقبين ان يرعوا حالات الذعر والتوتر عند الطلبة وأن يسعوا جاهدين لتوفير الأجواء الهادئة لهم بقدر الإمكان لأن الضغوطات النفسية التي يعانون منها خاصة الطلاب والطالبات الذين يخضون غمار الامتحانات الوزارية تكون أكبر.
لم تختلف معه انتصار الأديمي مراقبة سنويا في المركز الامتحاني ابن خلدون, التي أكدت على أن الطلبة يصابون بحالات غريبة داخل اللجان الامتحانية وخاصة الطالبات فالكثير منهن يبكين لأتفه الأسباب وغالباً ما تكون الطالبة داخل اللجنة الامتحانية منفعلة وتميل إلى الشجار, بالإضافة إلى حالات الإغماء الكثيرة والدوار وألم الرأس المصاحب لألم في العين .
واستطردت :لذا أذهب ومعي في حقيبتي مهدئات عامة وقارورتا ماء أعطيها للطالبات وأحاول جاهدة أن أمسك أعصابي في حالة قيام إحدى الطالبات بشتمي أو الصراخ داخل القاعة لتأخر أي شيء.
رأي الطب
الصحة الجيدة عامل رئيسي في المذاكرة السليمة التي تقلل من حدة القلق والتوتر لدى الطلاب أثناء فترة الامتحانات, أخصائي الطب البشري الدكتور( عبدالله الذبحاني) يوضح أن الطالب في أيام الامتحانات يعتريه نوع من القلق والخوف الذي يؤثر على العمليات الحيوية داخل المخ ,وهنا يكون البعد عن القلق هو الحل والطلاب الذين يستمرون في الاستذكار ولفترة طويلة عليهم أن يدركوا أن للتركيز في المخ قدرة معينة بعدها يقل التركيز والفهم والتذكر .
وينصح الطبيب الذبحاني بالتوقف لمدة عشر دقائق كل ساعة أو ساعة ونصف للاسترخاء والخروج إلى مكان مفتوح لا يتحدث خلالها الطالب أو يتفرج على التلفاز حتى تستعيد مراكز المخ نشاطها, وإذا وجد الطالب نفسه عصبيا أو خائفا أو جائعا فلا يذاكر في هذه الأثناء فالخوف من الامتحانات كما يقول الدكتور الذبحاني قد يجعل الطالب يصدر أصواتا نتيجة احتكاك الأسنان مع بعضها وهذا يعني أن الشخص بلغ درجة عالية من التوتر والقلق كما أن خلايا المخ لا تنشط, فتنتج صعوبة في الاسترجاع للإجابة وصداع وخمول وبعض الاضطرابات الانفعالية كالشعور بتسارع خفقان القلب وسرعة التنفس مع جفاف الحلق وارتعاش اليدين وعدم التركيز وبرودة الأطراف والغثيان.

رسالة الدعاة
من جانبه يرى الداعية محمد صالح بأن الخوف من الامتحانات أمر طبيعي وشائع بين الناس، ولكن الدعاء لله عز وجل من شأنه أن يخفف ذلك الخوف والهلع خاصة إذا ما آمن الطالب بأن الله عز وجل سيستجيب لدعائه ويملأ قلبه باليقين بذلك.
ويتوجه للطلبة بالنصح بأن يكثروا من الدعاء وقراءة الأذكار والصلاة والإيمان الكامل بأن الله بيده مفتاح النجاح والتفوق .
ويختم صالح برسالة لأولياء الأمور لأن يهتموا بأبنائهم وأن يخففوا عليهم الضغط النفسي الذي قد يصابون به من خلال تذكيرهم بقدرة الله واختيار الكلمات المناسبة لهم بحيث تكون تشجيعية وتعطيهم دفعه معنوية إيجابية تساعدهم على تقديم أفضل ما لديهم بعون من الله عز وجل.

قد يعجبك ايضا