حدث الساعة.. تركيا وكتاب (صدام الحضارات)

اسكندر المريسي
ثمة تساؤلات مشروعة عن حقيقة الانقلاب الأخير الذي شهدته جمهورية تركيا الاسلامية وعما إذا كان ذلك الانقلاب صحيحاً أم مجرد تمويه سياسي، لذر الرماد على العيون وإخراج أزمة اليهود في تركيا وليس ذلك إلا في سياق الأزمة الداخلية التي تشهدها البلاد .
سيما وتلك التساؤلات المشروعة تضع علامات استفهام كبرى من الجهة المستفيدة من ذلك الانقلاب ؟ مع افتراض انه حقيقة والافتراض حمل أوجه على علاقة مباشرة بأن يكون مزعوماً ، خصوصاً وقد فوجئت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووزارة خارجيتها بذلك الذي حدث لأن اليهود لم يبلغوا واشنطن بما قاموا به داخل تركيا وما ذلك إلا نتيجة ترتبت على أدوارهم المشبوهة عندما كانوا ينفذون أعمالا قبل الحرب العالمية الأولى داخل تركيا دون علم اليهود الذين يقومون بتنفيذ ادوار داخل بريطانيا على أساس أن يتم جمع ذلك إلى المجلس اليهودي الأعلى الذي يدير القرار السياسي في تركيا وانجلترا عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى .
ومعنى ذلك ان الاستفسار الملّح ما الذي تريده تركيا حالياً ؟ بالتأكيد تريد ان تكون دولة اسلامية لأنها بلد اسلامي لكن الواضح أنها تريد أن تكون دولة اسلامية وفقاً لرغبة اليهود ولتصبح أداة أو خنجراً مسموماً تتآمر على الإسلام باسم الإسلام وتنفذ تعاليم اليهود دونما أي مراجعة لسياساتها الداخلية والخارجية .
وليس ابلغ دليل على ذلك أن ما حدث كان بكل وضوح تعزيزاً لمركزية اليهود وسيطرتهم على تركيا دونما تبيان لحقيقة الاتفاقيات الموقعة بين الجيش التركي وجيش الكيان الصهيوني أبرزها اتفاقية الدفاع المشترك والتعاون بين الجانبين لمنع حدوث أي توترات داخلية قد تهدد النظامين أو تزعزع امن واستقرار كلى البلدين .
إذاً كيف يتم تصديق أن اليهود لا يعلمون بما حدث ؟ إنه بكل تأكيد ليس تمثيلية نفذها اليهود لتحقيق أهداف مرحلية وآنية أولها تثبيت الاتفاقيات العسكرية بين الجيشين واستمرار تلك الاتفاقيات المجحفة لتركيا والتي تخدم الكيان اللقيط علماً بأن نسبة الصادرات التركية لا تساوي ستة في المائة إلى البلدان الاسلامية مقارنة بالصادرات إلى إسرائيل والتي تبلغ 60 ٪ من صادرات الاقتصاد التركي أكانت زراعية أو صناعية وكذلك صادرات اليهود إلى تركيا ضمن ما يسمى بالاقتصاد الموحد .
وهو ما يعني في ابسط وصل موضوعي يتصل بالمعرفة العامة أن تركيا بلد موحد مع اليهود في تل أبيب فهل يعقل أن يكون ذلك الانقلاب المزعوم تآمراً على تلك الدولة الاسلامية من اليهود وهو تضليل واضح ليس للرأي العام التركي ولشعب تركيا المسلم فحسب ولكن ذلك عدوان واضح على الحقيقة لجهة الأمتين العربية والاسلامية خصوصاً الذين صدقوا تلك الفرية التي من أهدافها أيضا أن يلتف المسلمون ويعلنوا أن تركيا مركز اسلامي وأنها مرجعية للمسلمين يجب أن يرجعوا إليها في السراء والضراء .
وذلك تنفيذاً لخطة يهودية مسبقة ليست سرية ولكن يعلمها القاصي والداني في كتاب صمويل هنتنجتون اليهودي الذي يحمل الجنسية الأمريكية الذي سمى كتابه ( صدام الحضارات وإعادة تشكيل وبناء النظام العالمي الجديد) الصادر في ترجمة لدار الكلمة في دمشق عام1996م وفي ترجمة مصرية أخرى صادر عن دار (سطور) من العام نفسه يقول بالحرف الواحد إن المملكة العربية السعودية لا يمكن أن تكون مركزاً للاسلام والمسلمين ثم ينفي مسمى مصر ومسمى بلاد الشام وجزيرة العرب وبلاد الرافدين قائلاً إن الاسلام بلا مركز ويجب أن يكون ذلك المركز تركيا .
فهل ما أعلن عنه اليهود في مسمى الانقلاب بأنه يأتي في سياق الترتيبات التي دعا إليها صمويل هنتنجتون في كتابه آنف الذكر متحاملاً على الاسلام بقوله إنه نشأ في بيئة بدوية تحض على العنف ولا يمكن ان تكون له حضارة ما لم تقد تركيا الاسلام بمعنى أن يتآمروا على الاسلام من خلال تركيا بالنظر إلى الكتاب المشار إليه ويجب على المطبوعات العربية أن تنشر ما جاء في ذلك الكتاب لتفضح الانقلاب المزعوم الذي لا يخدم إلا سياسات وتوجهات اليهود المعادية للاسلام والمسلمين باسم الاسلام والمسلمين .

قد يعجبك ايضا