مارادونا.. أسطورة الأساطير..

رؤية وفلسفة مهنية – شاجع الطيري

لأي مهنة احترافية – هنـــاك ثلاثة أشخاص يودؤنها:
1) مجتــــــــهد: يؤدي ما عليـــــه بإتقــــان وتفان
2) نجـــم محترف: سَـــطع ضوءه وتـــلألأ في السماء – لكن أحياناً النجوم في سمائها تأفل وتغيب.
3) أســــطورة يصنع المجد في مهنتـــه
فعلى سبيل المثال في كرة القدم العالمية يظل اللاعب رونالدو الذي هز العالم بنجوميته نجما – وكذلك زين الدين زيدان ورونالدينو وكرستيانو رونالدو وميسي وصمؤيل إيتو ودروقبا وكثيرون كثيرون يظلوا نجوما – تلألأت نجوميتهم في يومٍ من الأيام – لكنها غابت وصارت تلك الشخصيات جزءاً من الماضي – اتجهت الأنظار نحوهم في تلك الأيام فقط.
لكن يبقــــى دييقـو مارادونا رمز كرة القدم الأروع – وهو أسطورة أساطير كرة القدم – وهو فاكهـــة كرة القدم – الشخصية المهنية الكروية الأكثر صولة وجولة في تاريخ كرة القدم – والشخصية الأكثر جدلا فيها – الشخصية المهنية الذي لم يكن له بصمة على الكرة فقط على المستطيل الأخضر – بل كان شخصية صعبة مشاغبـــــة مجنونة – صاحب شغف بلا حدود في هذه المهنة – شخصية أثرت على الصعيد الاجتماعي والرياضي – فحين يطل على الشاشة حتى ولو بعد اعتزاله – يظل المارد الساطع في كرة القدم – صاحب العيار الثقيل فيها – فحين يشـــاهد لاعبو الجيل الجديد – فهو يتأمل – وكأن تقاطيع وجهه ووجدانه تقول “أنا مارادونا الأروع – أنا الماضي والتاريخ والحاضر – لا تستطيعون نسياني”.
حين تلقى طلب بعقد من نادي نابولي الإيطالي في الثمانينات – ذلك النادي الذي شارف على الإفـــلاس بسبب تدني مستوياته في الدوري الإيطالي حتى وصل إلى دوري الدرجة الثانية – فكان مارادونا أول رياضي يصل عقده في نادي نابولي إلى 14مليون دولار – لم يستطع ذلك النادي بسداد قيمة العقــد -فدعى كافة أهالي مدينة نابولي بالمشاركة في قيمة عقد مارادونا – حتى ضواحي مدينة نابولي الإيطالية – يومها لم يكن ذلك المبلغ بالامر السهل في تاريخه – لم تصل قيمة رياضي بهذه القيمة – شخص ولاعب واحد (مارادونا)/ استطاع أن ينقل نادي نابولي من دوري الدرجة الثانية في دوري إيطاليا إلى الدوري الممتاز – إلى حامل كأس دوري إيطاليا – إلى بطل كأس أندية أوروبا كلها – مارادونا لاعب لكن بثقل فريق كامل -هنا تكمن الأسطورية في مهنته – يومها طلب أهالي مدينة نابولي إدارة النادي بتجهيز وصناعة تمثـــــــال للأسطورة مارادونا داخل النادي ومازال هناك إلى يومنا هذا.
أستطاع أن يصل بمنتخب الأرجنتين في مونديال المكسيك العام 1986م إلى (حامل الكأس المونديالي) – فكرموه في ذلك المونديال باعتباره كابتن المنتخب بأنه (حامل الكأس – وجائزة أفضل لاعب – وأفضل هداف -و…….) في مونديال واحد حصد جوائز متعددة في شخصيته هو فكان لاعباً بحجم مونديال (وأطلق على ذلك المونديال بمونديال مارادونا) – كذلك أوصل المنتخب الأرجنتيني في مونديالات متلاحقة إلى المربع الذهبي بل وصيف البطل لكأس العالم.
حين عاد من مونديال المكسيك إلى “بيونس أيرس” عاصمة الأرجنتين/ أُستقبِل من الملايين من الشعب الأرجنتيني واعتبروه بطلاً قومياً – ليس مجرد بطل رياضي يحمل كأس العالم – (وذلك لأنه هزم الإنجليز في ذلك المونديال بطريقته حين سدد هدفا بيده – نكاية بالإنجليز – ولم تكشفه عدسات كاميرا التصوير – وكذلك الحَكم لتلك المباراة (وذلك بحكم العداء التاريخي بين الإنجليز والأرجنتين في حروبهما على الجزر في المحيط).. فكان يحمل روح الوطنية والانتماء والولاء لبلده ورفع شأن بلده معنويا وصناعة السعادة المعنوية لجماهير بلده.
وهو أكثر رياضي نال على نسبة دعاية للملصقات والبروشورات والأقلام والمجلات والكشكات وغيرها في الثمانينات وحتى أواخر التسعينيات في كل مدن العالم.
ارتسمت معالم مجد كرة القدم في شخصيته مارادونا – تربع على عرش ومجد كرة القدم – صَـــنع هلمّه كبيرة لكرة القدم – ولفت الأنظار لتلك الرياضة يومها – مارادونا صانع مجد كرة القدم (مهما أبدع الآخرون من الجيل الحالي) فما زال يحمل روح الثقة في نفسه وماذا قدم – وكيف أجاد وأبدع.
مارادونا يحمل الفكر التحرري من الرأسمالية والهيمنة الإمبريالية (وذلك بمشاركته في مناهضة الإمبريالية مع أصدقائه من زعامات دول أمريكا الجنوبية.. أمثال الزعيم الكوبي كاسترو والفنزوالي شافيز، والرئيس الكولومبي..باعتبار شعوب أمريكا اللاتينية بشكل عام (شعوباً تحررية) – حاربته الرأسمالية ودمرته بالمخدرات – حاربوه كبار تجار الأندية الرياضية العالمية – مارادونا أسطورة مهنية أكثر من رائعة – يعبر عن تلك الشعوب المتحررة من الهيمنة الإمبريالية في مهنته العالمية فهو يعبر عن (الشعوب اللاتينية والعربية والآسيوية والأفريقية).
مارادونا واجه الاستبعاد – من جميع المنظمات الرياضية العالمية
مارادونا مجد كروي لا يُنسى – مارادونا الكثير الكثير من وجهة نظري – ( كتحليل مهني فلسفي ينطبق على أي مهنة أخرى احترفها الآخرون (كــ محمد علي كلاي في الملاكمة العالمية – وهــــــــوقن في المصارعة الترفيهية.. رغم أنني لا أحب كرة القدم ولست رياضياً.
لا أمجد مارادونا – ولكنني أنصفه في مهنته – ومقالي هذا هو نقد أو رؤية مهنية أردت أن أسردها – فلا دخل لي بعقيدته ولا سلوكه ولا أخلاقياته.
مارادونا الكفاح والمسيرة التي تؤخذ بالاعتبار

قد يعجبك ايضا