نصف ساعةٍ وأفراخ داعش

محمد خالد عنتر

– نصف ساعة:
كانت نصف ساعةٍ فقط اجتمع فيها ممثلو المؤتمر الشعبي العام وممثلو أنصار الله ووقعوا اتفاقاً سياسياً وحدوا موجبه القوى رسمياً هادفين إلى تشكيل مجلس سياسي يدير شؤون البلاد..
إنها نصف ساعةٍ جعلت مجلس الأمن والمبعوث الأممي وحكومة الرياض وتحالف العدوان جميعهم يثورون ويقلبون الدنيا رأساً على عقب..
وتحرك مجلس الأمن مديناً ومستنكراً لهذه الخطوة وهو الذي تمسك بصمته وتجاهله للمجازر التي أرتكبها الدواعش في الصراري حين عملوا على تصفية آل الجنيد وطمس هويتهم التاريخية في قرية أجدادهم..
نصف ساعة جعلت الحاوري وشلة أراجوزات قنوات الإخوان ينتجون حلقاتهم الساخرة وسيناريوهاتهم السمجة للسخرية من هذا الاتفاق..
نصف ساعةٍ جعلت ناشطي العاصفة يستشيطون غضباً ويهلسون على الملأ..
إن هذه النصف ساعة التي خطت فيها أقلام المؤتمر وأنصار الله توقيعاتهم الأخيرة جعلت قناة الحدث وعبدالملك المخلافي ينتفضون ويدعون إلى موقفٍ صريحٍ وعاجل من تلك الورقة..
وبدأت شماعة إيران تظهر على الملأ مجدداً بعد أن انعدمت الوسائل والحجج..
نصف ساعةٍ أثبتت أن هذا الاتفاق مثل صفعةً للجناح الموالي للسعودية بكل ممثليه..
أي نعم لقد جاء هذا الاتفاق متأخراً لما يزيد عن عام ولو أنه تم قبول استقالة هادي في ذلك اليوم لما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم..
ولو أنه تم تشكيل مجلس مماثل ليتولى أمور البلاد قبل تكالب محور الشر العالمي علينا لنجونا ممن يلتهم أرضنا اليوم ..
لقد تأخر هذا الاتفاق كثيراً وكنا ننتظره من وقتٍ طويل.. لكنه مع ذلك أتى والفرصة لا تزال أمامه لخلق التوازن المرجو وإجهاض المخطط السعودي الأمريكي في اليمن..
– أفراخ داعش:
ظهر زعيم ومؤسس المافيا الوهابية محمد بن عبدالوهاب بفكرٍ دخيلٍ ليس على العالم العربي فقط بل على أرض نجد والحجاز نفسها..
وأخذ يحرم الحياة ككل ويدفن كل ما فطر الإنسان عليه بفتاواه الشيطانية.. وتتمة لما أسسه شيخ الضلال قام آل سعود بتهديم قبور آل البيت في البقيع وغيرها وسووها بالأرض بحجة أن القباب والأضرحة شركٌ وبدعة..
وبدأ هذا الفكر السقيم يتفشى وأخذ أفراخ ابن عبدالوهاب بهدم الأضرحة الصغيرة قبل الكبيرة منتهجين نهج أباهم الروحي وقد رأينا ما أحدثته داعش في سوريا والعراق من تهديم لقبور وأضرحة الصالحين وصولاً إلى حضرموت والمناطق الجنوبية ومؤخراً تعز..
نعم..
فمقاومة تعز وجميع مؤيديها وداعميها والمدافعين عنها هم أيضاً داعش بل وجزءٌ لا يتجزأ أو ينفصل عن داعش التي أتت بفكرٍ وهابيٍ مرعب هذا الفكر الذي خرج من رحم السعودية عدوة الإنسانية ككل..
فبعد جرائمهم الوحشية بحق آل الرميمة وآل الجنيد التفتوا الآن لتهديم الرموز الدينية والتاريخية للمدينة التي يدعونها بمدينة الثقافة والمدنية..
وهللوا بفرحٍ لتهديم مساجد خصومهم مع أنهم تباكوا فيما مضى حين هدمت مساجدهم وقالوا إن تلك الأفعال منافية للإسلام وأن دور العبادة لا يجب أن يتم إقحامها في الصراعات السياسية..
تناقص صح؟؟
هي حسينيات.. نعم قالوا كذلك ليبرروا ما فعلوه لكنهم قالوه عن جهلٍ بما أدعوا فما هي الحسينيات وهل يجوز التطاول عليها؟؟
وهل يجوز هدم معبد هندوسي أو يهودي أو كنيسةٍ مسيحية؟؟
وهل يحق لكم دعوة مساجد غيركم بمسميات خلقتموها أنتم كي تبرروا التعدي عليها؟؟
قلت لكم..
هو منهج محمد بن عبد الوهاب.. الذي يراد له أن يسود الشرق الأوسط..
ولكن الجناح المناهض لداعش وأربابها لا يزال لتلك النوايا بالمرصاد.. وستسقط كما سقطت قبلها نوايا أخرى..

قد يعجبك ايضا