السنين الفاضحة ..!!

عبدالله الصعفاني
ما جرى ويجري منذ العام 2011 في كفة، وما سبق من أعمارنا كفة أخرى .. إنها ست سنين ليست عجافاً وإنما فاضحة .. وهي منعطف تاريخي خطير ومكير في حياة الشباب والكهول، وانعكاساتها أخطر على الأجيال وأحلامهم الواقعية والشاطحة .
يكفي أن هذه السنين وداخل إطار فشل القيم الأخلاقية والإنسانية للعالم بأكمله أوصلتنا خط الحديث الدائم عن متواليات التأسيس للفوضى والاستهانة بالتدمير، حتى عشنا أياماً يصفق يمنيون للعدوان الخارجي ولتدمير معظم إنجازاتهم فينزف الجسد اليمني دماء لا يسأل المحرضون عليها من أبناء الجلدة أنفسهم، من أين لكل هذا الدمار وكل هذه الدماء وكل هذا الحصار والعدوان أن يثمر وفاقاً وتفاهماً وبناء ؟
توضيحاً مختزلاً للصورة يكفي أن أحصنة طروادة اليمني أوصلونا إلى ما نحن فيه من أوضاع يتصدرها الحديث عن أكثر من مليوني نزحوا من منازلهم و 80% من المحتاجين للمساعدة الإنسانية .
وعند مفردة الإنسانية تتكثف الحقيقة .. حقيقة عالم الظلم والنفاق .. حقيقة شراء الذمم .. وحقيقة مجتمع دولي صارت تفاصيله الكثيرة وصمة عار في جبين كل أصنام الحديث حول القيم الغربية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
ولم تكن أحصنة طروادة اليمنية إلا نسخاً مشوهة من أحصنة طروادة عربية ظلمت ذوي القربى .. قتلتهم، وهدمت بنيانهم حتى أنهم خاضوا وما يزالون يخوضون السباق حول من هو الأكثر سرعة في فرش السجاد الأحمر للأغراب، ومن يفرط بأهله وعشيرته وجيرانه لينزفوا الكثير من شلالات الدم الأحمر .. هل استدعي عيونكم إلى خارطة عربية تمتد من ليبيا إلى سوريا والعراق واليمن وبلدان أخرى غير بعيدة عن براميل الديناميت المتفجرة حتماً ولو بعد حين .
في استعراض سنين ظلم القريب والبعيد ستصدمنا المفارقات كلما وجهنا البصر والبصيرة نحو ما حدث ويحدث .
تناقض وتشظي الشخص.. ومفارقات الفرد والفرد ، والجماعة مع الجماعة ، والأحزاب مع الأحزاب ، والنظام مع الآخر وسط إعلام مشترى، وذمم مبيوعة ،ومؤسسات دولية تطغى فيها أصوات مصانع السلاح وروائح النفط على حبر مرجعيات الديمقراطيات والحريات وحقوق الانسان.
في موضوع سنين من انحسار القيم والأخلاقيات وحلول مفاهيم الانتهازية والتفريط بالأخوة في الوطن والجار في الجغرافيا وشركاء الدين وأدعياء الانسانية نلاحظ كيف للمعايير أن تُضرب في مفصل كأن يرون في مجاميع الشعب مرة مجاميع ثورية ملهمة ومرة أخرى يرونها مأجورة لا تؤسس لشرعية حتى لو كانت مليونية ، حتى حل السؤال الاستنكاري.. أيهما أكثر عدداً .. الذين طالبوا بنزع الشرعية من صالح ” الأول ” في العام 2011 أم الذين أعطوا شرعية لمجلس صالح ” الثاني ” في 20 أغسطس الجاري ؟
في ذات المفارقات الكثيرة في سنين انحطاط المرجعيات والعقول يجثم على قلب كل متابع لدول العدوان والمحرضين عليه سؤال بارتفاع جبل النبي شعيب .. كيف يتم التباكي على اختراق حدود برية ولا يتم النهي عن استباحة أرواح ودماء ومقدرات عقود من الزمن بغارات الجو والبحر واليابسة؟
مصاب اليمنيين في الدماء والأرواح والمنشآت الحيوية كبير ولكن .. حسبنا اختبار أن الشدة تبقى مقياساً للصبر، وأن السنين تفضح النخب الفاسدة، ويكشف متكاثري التصفيق للباطل، ثم يكفينا تذكر الدعاء العظيم .. حسبنا الله ونعم الوكيل .

قد يعجبك ايضا