المال السعودي وامبراطورية المفتي!!

أحمد عبدالله الشاوش
دعا مفتي السعودية آلـ شيخ إلى التبرع بالمال لصالح قوات الأمن المرابطة على الحدود الجنوبية للملكة مع اليمن للتصدي لما أسماه هجمات القوات الموالية لجماعة أنصار الله والرئيس السابق علي عبدالله صالح.. وجاءت هذه الفتوى المارقة والدعوة الشيطانية المحرضة على القتل والدمار واستمرار العدوان على اليمن في برنامجه الأسبوعي ” ينابيع الفتوى” الذي بثته إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة.
وقال آل الشيخ إن الجهاد بالمال جاء في القرآن أعظم من الجهاد بـ ” النفس” لأن المال يشجع ويقوي ويرفع الشدائد ويقضي ديون المجاهدين وتابع.. نسمع إن شاء الله اصواتاً مبادرة للبذل والعطاء.
فتاوى التبرع بالمال والنفس لم تكن جديدة وتوظيف آيات القرآن والسنة النبوية الشريفة بحسب الهوى لم يكن وليد الساعة.. وافتراش ساحات المساجد والصراخ عبر مكبرات الصوت واستعطاف المسلمين من خلال تذاكر الفوز بالجنة والنجاة من النار وتوزيع بنات الحور في المناسبات والمهرجانات والزيارات على مدار الساعة للشركات التجارية ورؤوس الأموال لم تكن غريبة على جماعات الفكر الوهابي التي نبتت عظامها من الدعم المشبوه منذ الأزل مروراً بفتاوى أفغانستان لـ آل الشيخ وبن عثيمين وبن باز والقرني التي دغدغة عواطف البسطاء من الرجال والنساء وطلبة المدارس حينها تحت دعوى ” الجهاد ” بالنفس والمال لمحاربة الشيوعية والإلحاد وفتح محطات تسفير الشباب اليمني والعربي المتحمس بطيش الشباب والمفعم بقشور الإسلام السياسي إلى مكة ومن ثم إلى ” بيشاور ” للزج بهم في الجحيم ضد الروس دفاعاً عن الجندي الأمريكي ومصالح العم سام.
ولم يتوقف الفكر الوهابي المنتج للقاعدة وداعش والنصرة وبيت المقدس وبوكو حرام وأحرار الشام وغيرها من المسميات المفخخة والناعمة ، بل واصل جمع المليارات في السعودية والخليج واليمن والوطن العربي لدعم تلك الجماعات المتطرفة تحت يافطة الجهاد والانفاق والصدقات والزكاة ونداء ” الأقصى ” زوراً وفقراء افريقيا والبوسنة والهرسك وتحريض الجمهوريات والقوميات الإسلامية حتى حدود روسيا وبعض مدن الصين، وواصل سناريو التمرد لتفتيت وحدة العرب والمسلمين على مستوى الفرد والأسرة والقبيلة حتى نهش في الدولة باليمن وسوريا والعراق وليبيا ومصر مدمراً الأمن القومي العربي بتلك الأموال المشبوهة التي ابكت وأدمت الشعوب وانتهكت الاعراض ووصلت مخالبها وتوحشها إلى أوروبا وأمريكا وغيرها من الدول التي احتضنت الكثير من أيادي الشر العابثة وأطلقت له العنان في تدمير الإنسانية.
ولو كانت دعوة مشائخ وفتاوى السعودية وغيرهم من علماء الإسلام السياسي في اليمن لجمع المال لنصرة الشعب ” الفلسطيني “وتحرير القدس الشريف لكانوا صادقين وأكثر أجراً عند الله واحتراما عند الشعوب ، غير أن الدعوات وفتاوى جمع المال وذبح البشر لم تكن خالصة لدين الله ونصرة الإسلام وتحرير الأوطان ، وإنما لتثبيت سلطات وكراسي ” طغاة” الرجعية الذين إذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ، خدمة للصهيونية العالمية.
ولذلك كم استغرب وغيري ذلك الإغواء والتسويف والمتاجرة بالإسلام والمسلمين، وكيف طالب آل الشيخ على التبرع بالمال فقط دون ” النفس “، بعد أن استأجرت السعودية آلاف المرتزقة من السودان والمغرب والسنغال وباكستان وارتيريا ومجرمي (داين قروب) وغيرهم لتدمير اليمن ، في حين كشرت عن انيابها بعد الهزيمة في اليمن وسوريا والعراق فسارعت للكشف عن علاقاتها الحميمة عبر منظومة ” عشقي” وغيره علناً مع العدو الصهيوني الذي يستبيح دماء الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وأخواتها ويدنس مساجد وكنائس ومقدسات ويصادر أراضيهم على مدار الساعة بدعم وتنسيق وتأييد آل سعود والفتاوى السياسية المشبوهة للضحك على الشعوب.
فهل يعي أبناء نجد والحجاز وغيرهما من العرب مكائد ودسائس حكامهم الذين يستبدلون الحرمين الشريفين بقبلة البيت الأبيض وتراتيل تل ابيب ولياليها الحمراء ؟.

Shawish22@gmail.com

قد يعجبك ايضا