الطاقة المتجددة.. بديل آمن وصديق للبيئة

* غياب التشريعات المنظمة للطاقة النظيفة يشكل عائقاً أمام استغلالها

وائل شرحة

تعمل الدول المتقدمة والمنظمات العالمية في الوقت الراهن على تشجيع الدول النامية بالتحول نحو الطاقة المتجددة لتوليد التيار الكهربائي بدلاً عن الطرق التقليدية الضارة للبيئة.
منظمة فريدريش آيبرت الألمانية مع شريكتها المحلية مؤسسة وجوه للإعلام والتنمية كانتا سباقتين في هذا الجانب إذ نفذتا برنامجاً تدريبياً مطلع الشهر الفائت بالعاصمة الأردنية “عمان” لـ 18 صحفياً وإعلامياً بينهم 15 يمنياً و3 أردنيين في مجال تغطية أخبار المناخ والطاقة المتجددة.
وتهدف الورشة إلى تأهيل كادر إعلامي متخصص في تناول تقارير حول المناخ والطاقة المتجددة بحرفية ودقة تخصصية عالية, لإيجاد ثقافة ووعي مجتمعي واسع بأهمية التحول التدريجي نحو العمل بالطاقة المتجددة واستغلال الطبيعة للحفاظ على البيئة.
وشمل البرنامج التدريبي زيارات ميدانية لمحطات الطاقة الشمسية والرياح بمنطقة معان والطفيلية الأردنية, لإطلاع الإعلاميين عن تجربة الأردن في الطاقة المتجددة ومعرفة كيفية توليد التيار عبر هذه المحطات.
ولمعرفة أهمية الورشة.. ومدى استفادة المشاركين منها.. وكيف سيعكس المشاركون الورشة على المجتمع.. وأين اليمن من الطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة..؟ أجرت “الثورة” استطلاعا مع المشاركين وهنا الحصيلة:
رئيس مؤسسة وجود للإعلام والتنمية منصور الجرادي يقول ” أهمية الورشة تكمن في أنها الأولى لتأهيل إعلاميين يمنيين في مجال الطاقة المتجددة..”.
ويؤكد الجرادي أن هناك ” فائدة عظيمة للمشاركين الذين وجدوا بابا واسعا يمكن الولوج منه إلى عالم الكتابة وتغطية أخبار البيئية والطاقة المتجددة التي تتنوع بتنوع الحياة، وذلك من خلال المحاضرات النظرية والتطبيقية والنزول الميداني”.
وينتقد الجرادي ” عدم استغلال اليمن للتنوع الجغرافي والبيئي ومصادر الطاقة المتعددة”.. مشدداً على ضرورة “الاستفادة من المصادر الطبيعية بما يعود بالنفع ويقلل مِن فاتورة استهلاك الطاقة لدى الدولة أو المواطنين”.
ويشير الجرادي إلى ” وجود خطة عمل طويلة بين مؤسسة وجوه وفريدريش ايبرت الألمانية لأستمرار تأهيل أول نخبة إعلامية متخصصة في مجال تغطية أخبار الطاقة المتجددة وتغير المناخ, حتى يصبحوا طاقة إيجابية ومحفزة للمجتمع والحكومة في تبني سياسات الطاقة المتجددة وتنمية المجتمع البيئي النظيف والاستفادة من وسائل وتعدد المصادر في هذا الجانب”.
ويؤكد الجرادي أن اليمن لم تخط بعد خطوات مهمة في مجال الطاقة المتجددة, مقابل ذلك بدأ المجتمع في السير نحو الطاقة المتجددة من خلال إنارة منازلهم بالطاقة “الشمسية والرياح” بشكل فردي وغير منظم..
ولفت الجرادي إلى أهمية إيجاد قانون للطاقة المتجددة في اليمن وإعداد مسودة حول ذلك ومناصرة إصداره من البرلمان، بحيث يهيأ الأرضية المناسبة للعمل والاستثمار في مجال البيئة والطاقة المتجددة في اليمن.

الإعلامية أماني علون ـ إحدى المشاركات ـ تحدثت عن أهمية الورشة: مثلت الورشة أهمية بالغة لنا كإعلاميين كونها تضمنت مواضيع دقيقة ومهمة حول الطاقة المتجددة وعن تجربه الأردن الرائدة عربيا في استخدام الطاقة النظيفة وتعريفنا بأوراق عمل حول السياسات الدولية والعربية في المجال ذاته وأهم الاتفاقيات المتعلقة بالمناخ.
وتضيف علوان ” لقد استوعب المشاركون في الورشة كماً هائلاً من المعلومات العلمية عن الطاقة المتجددة,لا سيما النزول الميداني إلى المحطات الذي كان له الأثر الكبير في استيعاب المشاركين لطبيعة هذه المشاريع.
وتؤكد أماني علوان ” أن الورشة تميزت بوجود خبير إعلامي مواكب للمدربين المتخصصين بالطاقة, ما ساعد الصحفيين في كيفية مناقشه وتسليط الضوء على هذه المواضيع إعلاميا بحسب كل وسيلة, كون الطاقة المتجددة والتغير المناخي جديداً على المجتمع اليمني ولم تهتم به وسائل الإعلام أو واضعو السياسات في الدولة”.
وتشدد علوان على “ضرورة إيجاد إرادة سياسية تؤمن بالطاقة المتجددة وتولي البيئة اهتماماً أكثر للحفاظ على موارد البلاد والحفاظ على بيئتنا من خلال تبني الدولة سياستها من خلال إقرار قوانين منظمة للطاقة المتجددة”

المساهمة في إيجاد قانون

في السياق ذاته أشار الصحفي سليم الأسعدي ـ أحد المشاركين ـ إلى أن الورشة مثلت له أهمية بالغة كونها تلامس احتياجاً ضرورياً في المجتمع، نتيجة لتدني خدمة الكهرباء في اليمن بل وغيابها بشكل كامل منذ أكثر من عام بسبب الحرب.
الصحفي سليم الأسعدي ـ أحد المشاركين ـ يؤكد على أهمية ” القيام بأعمال إعلامية تدعم وتساهم في خلق قانون خاص بالطاقة المتجددة في اليمن لتشجيع رجال الأعمال على الاستثمار في هذا السوق الواعد، وتحفيز الدولة على تقديم التسهيلات المناسبة لذلك، بما يضمن حقوق الجميع”.
ويضيف الأسعدي ” للأسف لا تزال اليمن حتى اللحظة بعيدة جداً عن الطاقة المتجددة ورغم وصول الطاقة الشمسية خلال الحرب وتغطيتها للكثير من المنازل بشكل فردي، لكن لا يرتقي ذلك إلى أننا قد حققنا شيئاً”.

طاقة نظيفة وآمنة

الصحفية سارة الجعماني ـ مشاركة في الورشة ـ تقول ” أثرتني مؤسسة فريدرتش ايبرت من خلال الورشة بالعديد من المعارف وأجابت على تساؤلات تهم المجتمع وتساعد على تطوير وزيادة وعي مستخدمين الطاقة الشمسية التي تعتبر جزء من الطاقة المتجددة”.
وتضيف الجعماني ” هناك توجه وخطوات كبيرة من المجتمع اليمني باتجاه الطاقة المتجددة, إلا أنها بحاجة لتنظيم وترتيب وتشجيع من قبل الدولة”.
ودعت سارة الجعماني الجهات الرسمية في اليمن” إلى الاستفادة من تجربة الأردن في كيفية استغلالها للموارد الطبيعية لما تتمتع به اليمن من تنوع في الموارد الطبيعية التي يجب ترشيدها واستخدامها على النحو الأكمل”.
وتحث سارة الجعماني الجهات الرسمية على سرعة المضي في استخدام الطاقة المتجددة كونها طاقة نظيفة للبيئة وصحية وآمنه للمواطن والوطن وتراعي أيضا دخل الفرد في تناسب الأسعار على المدى البعيد وتقضي على أي احتكار وتهديد بشري وسياسي بعكس موارد الطاقة الإحفورية (النفط والغاز).

انطلاق وتقبل للطاقة البديلة

الإعلامية سمر العريقي تؤكد أن “التغير المناخي سبب في حدوث تغيرات خطيرة وربما دائمة في حالة كوكبنا الجيولوجية والبيولوجية والنظم البيئية من هنا تنطلق أهمية الورشة التي نظمتها مؤسسة وجوه ومنظمة فريدريتش الالمانية حول الطاقة المتجددة والمناخ للاعلاميين حتى يستطيع الاعلامي ان يتخصص في مجال المناخ ويهتم بجانب التوعية والمساهمة في صنع القرارات في هذا المجال”.
وتضيف سمر العريقي “موضع اليمن من الطاقة المتجددة متواضع جدا من حيث الإمكانيات والمعلومة ولكن الجميل أن اليمن بدأت تسير نحو الاستفادة من الطاقة المتجددة باستخدام المواطنين للألواح الشمسية وطاقة الرياح بدلا من الوقود في استخدام الكهرباء والطاقة لذا اعتبر اليمن في مرحلة انطلاق وتقبل كبير لاستخدام الطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة”.

قد يعجبك ايضا