الحدائق.. جهوزية تكسر حواجز الخوف وتقهر العدوان

> ترتدي أجواء العيد رغم الدمار الذي طال مرافقها وبنيتها الحضرية

> مختصـون:  الإدارة العامة للحدائق تسعى إلى دعم المتنفسات والمتنزهات بما يليق بوظيفتها الاجتماعية ومظهرها الحضاري

> الأُسـَر:  نتمنى من الجهات المختصة أن تراعي الظروف الاقتصادية وان لا تقلل من وقت الألعاب

تحقيق / وائل الشيباني

لم ينتظر الأطفال حلول العيد بفارغ الصبر لارتداء الملابس الجديدة والذهاب للحدائق والمتنزهات للعب وقضاء أوقات سعيدة  وتحدي كل الظروف المحيطة باليمن من حصار خانق وأزمة اقتصادية تسبب بها عدوان لا يرحم راح ضحيته الملايين من أبناء شعبنا الصامد والمثابر الذي زاد صموده وإصراره على تجاوز كل تلك العقبات في هذه الأيام المباركة … استعدادات الحدائق العامة لاستقبال الزائرين ورغبة المواطن الجامحة للفرح ونسيان كل الجروح وغيرها من التفاصيل تجدونها في سياق التحقيق التالي لنتابع..

مثل كل عيد تقريباً يقوم الطفل عبدالله حيدر بجمع عسْب العيد الذي يحصل عليه من أقاربه وجيرانه للذهاب لحديقة السبعين للعب مع إخوته وأبناء خاله وأضاف : انتظر العيد بفارغ الصبر من اجل الذهاب للعب وشراء الألعاب وقضاء وقت ممتع أنا وعائلتي في الحديقة .
لم ينحالفه في الرأي أبن خاله محمد الشميري حين قال: العيد بدون حديقة لا يكون عيد فأنا اجمع كل المال الذي احصل عليه من أبي وأخوالي وباقي افراد اسرتي  حتى اشتري بها تذاكر في العيد للعب صحيح ان الحدائق تكون مزدحمة لكن هذا لا يعني أنني لا اذهب وانتظر حلول دوري كباقي الأطفال للعب باللعبة التي اختار .
ازدحام شديد
أروى الغيلي معلمة تتحدث عن ذهابها للحدائق العامة في الأعياد مع أطفالها ككل عيد وتقول : الحدائق العامة مزدحمة للغاية وإذا ما أردنا الذهاب الى حدائق ومتنزهات أخرى كافان سيتي وماجكال بارك وغيرها فإن الزحام هناك أيضا كثيف لذا اضطر للصبر وتحمل عناء الانتظار وغيره حتى أرى  الابتسامة في شفاه ابنائي بعد ذلك يذهب كل العناء .
وعلى العكس تماماً ترى ام عبدالرحمن ربة منزل فهي كما افادت لا يهمها الزحام فهذا امر طبيعي فالجميع يريد ان يذهب بأبنائه للحدائق مستغلاً العطلة وانصياع لرغبات الاطفال لذا فهي ترى ان روية ذلك الكم الكبير من الأطفال يلعبون ويتسلون مع بعضهم البعض يزيد من رغبتها من الذهاب للحدائق رغبة منها بالفرح ونسيان الظروف القاسية التي تمر بها البلاد بسبب الحصار والحرب وأصوات الطائرات التي تخيف أطفالها وهي كذلك على حد قولها .
صعوبات
أتمنى أن آخذ أولادي للحدائق الحديثة ولكن وضعي المالي لا يسمح بذلك هكذا استهل إبراهيم مقبل عامل في إحدى البسطات حديثه وأضاف : اتمنى ان يزول الحصار وتنتهي الحرب حتى استطيع العمل كما كنت في السابق الحصار الخانق على بلادنا زاد من حدة معاناتي انا وأسرتي ولا يسعني سوى الدعاء على من قام بالحصار وقطع أرزاق الناس وختم حديثه بالقول : برغم من كل ذلك فإني سآخذ أولادي إلى الحدائق المجانية وسألعب معهم محاولاً اسعادهم مهما حدث.
اتفق معه الحاج عبداللطيف في مدى صعوبة الوضع بعد ان اشتدت حدة الحرب وزاد امد الحصار على بلادنا وقال : لم نعد نعرف ما هو الهدف من تضييق الخناق على المواطنين من قبل العدوان ولماذا يقومون بمثل هذه  الاعمال حتى في اعياد المسلمين الذي يفترض ان يتراحم به الجميع ويتلاحم ويضيف اولادي يريدون الذهاب الى الحديقة كباقي الاطفال وانا لا املك الكثير من المال لأخذهم الى هناك لأن مقر عملي اغلق بسبب الحصار والحرب ولكن أملي في الله كبير أن تفرج الامور واذهب بهم للعب في الحدائق كباقي الاطفال وثقتي بالله كبيرة.
مناشدات
شفيق محمد موظف حكومي يتمنى من الجهات المسؤولة عن الحدائق والمتنزهات ان لا يبقوا وقت الالعاب كما هو في الايام العادية دون ان يقللوا من الاوقات المعتادة بسبب الزحام على حد زعمهم فالأطفال يريدون اللعب والاستمتاع وهناك الكثير منهم لا يخرج لتلك الحدائق سوى في الاعياد.
لم يكن شفيق الوحيد الذي ابدى استياءه من تقليل وقت الالعاب فقال :  اوقات توقف الالعاب في الاعياد اقل من الايام العادية وحينما نشكوا الى المسؤولين على الالعاب ذلك يعللون ذلك بالقول: الزحام هو السبب وإذا ما افترضنا صحة هذا التبرير لماذا لا يقوم المسؤولين عن الحدائق العامة بخفض سعر التذاكر بالتزامن مع تقليل الاقوات ..؟
(تجهيزات حثيثة )
ومن جانبه  اكد  مدير عام الحدائق والمتنزهات بأمانة العاصمة المهندس حسين الروضي في تصريح سابق  لـ (سبأ)  أنه تم تجهيز وإعادة صيانة وتأهيل عدد من الحدائق التي تضررت جراء العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على اليمن ، حيث تم إعادة ترميم وتأهيل السور الشرقي لحديقة السبعين أكبر حديقة نموذجية في العاصمة صنعاء واليمن عموما.
وقال: إن الإدارة العامة للحدائق عملت وبدعم السلطة المحلية بالأمانة وبتوجيهات من أمين العاصمة عبدالقادر هلال على توفير وتركيب اربعة مولدات كهربائية كبيرة بتكلفة 250 ألف دولار بتمويل السلطة المحلية بالأمانة لحدائق السبعين والثورة والحيوان وحديقة برلين من أجل إعادة تشغيل ضخ المياه التي جفت فيها الآبار وكذا تشغيل الإنارة و الألعاب المجانية المتنوعة للمواطنين.
وأوضح المهندس الروضي”: أن الإدارة العامة للحدائق والمتنزهات وتنفيذا لتوجيهات قيادة أمانة العاصمة بصدد مواصلة عمليات تطوير وتحديث ودعم الحدائق عقب عيد الفطر ، وتوفير الخدمات والمرافق العامة والألعاب المجانية المتعددة وبما يجعلها متنفسات ذات مظهر حضاري وجمالي يمتع جميع الزوار وبما يليق بمكانة عاصمة كل اليمنيين”.
( اجراءات السلامة)
وفيما يتعلق بإجراءات السلامة والأمن في الحدائق أكد الروضي أن هناك عدد من الإجراءات الاحترازية والضوابط والاشتراطات الفنية والقانونية للمنشآت والمرافق العامة التي أقرتها السلطة المحلية سابقا ولازالت تسري تلك الإجراءات على جميع المستثمرين في الحدائق والمتنزهات دون استثناء.. لافتاً إلى أن هذه الإجراءات تأتي في إطار اهتمام قيادة أمانة العاصمة وحرصها على تطوير وتحسين الحدائق والمتنزهات وتعزيز إجراءات السلامة والأمن لروادها وبما يوفر فرص الراحة والترفيه للمواطنين وأسرهم.
ودعا مدير عام الحدائق والمتنزهات بأمانة العاصمة كافة المواطنين من الزوار والمترددين الحفاظ على ممتلكات ونظافة الحدائق والمتنزهات والشكل الجمالي لها و عدم العبث بالأشجار والأزهار ، وعكس الصورة الحضارية التي يتحلى بها المواطن اليمني الأصيل كون الحدائق متنفس عام للجميع.

قد يعجبك ايضا