نصف مليون يمني يعانون نقصا◌ٍ في الاحتياجات


بلقيس ناصر –
كشف التقرير الذي أصدرته مفوضية الأمم المتحدة الاثنين الماضي أن النازحين يعيشون حالة من الضعف في مناطق نزوحهم بسبب الصراعات التي نشبت خلال السنوات الماضية لعدد من المناطق اليمنية¡ إضافة إلى التجربة المؤلمة التي يعيشها النازحو¡ن هناك تأثير كبير بسبب النزوح الداخلي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر¡ فمن بين 21 محافظة يمنية تتأثر 13 محافظة سواء كانت مصدرا للنزوح الداخلي أو مكانا فر إليه النازحون بحثا عن السلامة.
وي◌ْعد التقرير الذي صدر مؤخرا من قبل مكتب المفوضية بصنعاء انطلاقة جديدة لإدماج النازحين في بناء الدولة القادمة¡ فقد شمل التقرير كل المعلومات المتصلة بسلسلة اللقاءات وورش العمل التي قامت بها المفوضية مع النازحين في عدد من المحافظات في (صنعاء – عدن – عمران – حرض) هدفت تلك اللقاءات إلى الخروج برؤية النازحين لبناء الدولة ورفع كل التوصيات إلى مؤتمر الحوار الوطني باعتبارهم فئة من المجتمع عانت كثيرا أثناء الصراع ومازالت معاناتها قائمة بسبب النزوح داخليا¡ إضافة إلى النقص في تقديم الاحتياجات الرئيسية لهم, وقد بلغ عدد النازحين الذين شملتهم اللقاءات وورش العمل بـ(3.646) نازح بينهم (1.483) امرأة في (30) فعالية لتخرج بعدد من التوصيات ذكرها النازحون¡ وكانت من أهمها ضرورة ضمان وسلامة وأمن المدنيين من قبل كل الأطراف في كل مراحل النزوح بموجب حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي وأهمية تطوير وتنفيذ إطار عمل قانوني وسياسية وطنية من قبل الحكومة للاستجابة لقضايا النزوح الداخلي ومعالجتها إضافة إلى إيجاد نظام إنذار مبكر وآليات وخطط الجاهزية والاستجابة للكوارث على المستويين الوطني والمحلي وذلك من أجل الاستجابة للنزوح الذي تسببه الكوارث الطبيعية والصراعات .
وزيادة الاهتمام بالقضايا المحددة الخاصة بالنازحين من النساء والأطفال وكبار السن المعرضين للخطر إلى جانب الفئات الأخرى التي تعاني من حالات ضعف محددة وأيضا تعزيز التشاور وتبادل المعلومات مع النازحين بما في ذلك إطلاع المدنيين على أوضاع الصراع القائم وإشراك النازحين في برامج وضع وإيصال المساعدات وضمان حصول النازحين على معلومات كافية حول الظروف في الأماكن المحتمل أن يعودوا إليها .
وأكدت التوصيات ضرورة مساكن وممتلكات النازحين أو تعويضهم من خلال إيجاد آلية خاصة والمعالجة الفعالة لانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها النازحون بما في ذلك الحصول على الدعم القانوني وإعادة تأهيل ضحايا الانتهاكات .
وأضاف التقرير أن هناك أسبابا◌ٍ رئيسية تجعل معالجة النزوح الداخلي أمرا◌ٍ ضروريا للسلام¡ حيث يمكن أن يكون النازحين طرفا مهما في عمليات السلام باعتبار أنهم من لاقى المعاناة جراء الصراع وأصبح وضعه على المحك وربما انخرطوا بالصراع وهذا يعد سببا رئيسيا .
كما أن النازحين يمكن أن يؤثروا داخليا بشكل مباشر سلبا أو إيجابا على السلام¡ وإنهاء النزوح مستحيل بدون سلام ومعالجة أوضاعهم ضروري لبناء هذا السلام
كما أن معالجة احتياجات هؤلاء النازحين لا يكون إلا في حال وجدت عملية سلام واتفاق بشكل محدد حيث إن النزوح الداخلي بحد ذاته يشكل عبئا كبيرا على المجتمعات المحلية خارج إطار الصراع وإدماجهم يفتح الباب مستقبلا للمشاركة السياسية.
وقد أوضح السيد نفيد حسين ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين باليمن أن التقرير الذي شمل توصيات النازحين سي◌ْقدم إلى أعضاء مؤتمر الحوار الوطني كي يعرفوا آمال وطموحات النازحين الذي عانوا كثيرا وما هي طموحاتهم وتصورهم للدولة القادمة.. كان ذلك في افتتاح المؤتمر الصحفي الذي عقد بصنعاء الاثنين الماضي
وتمنى في ختام حديثه إلى أن المساعدات الإقليمية والدولية التي ستقدم لليمن خلال المرحلة المقبلة أن تخصص ولو الجزء البسيط منه لمساعدة النازحين ومعالجة أوضاعهم .

قد يعجبك ايضا