14أكتوبر .2016م

مظهر تقي

أحتفل شعبنا بالأمس القريب بسبتمبر الثورة الأم واليوم يحتفل بثورة أكتوبر الابنة الشرعية لسبتمبر التي شارك في صنعها كل أبناء الشعب اليمني فقد فتحت الحدود الشطرية وقتها لتدفق السلاح والرجال وأصبحت مدينة تعز الأبية مركزا لقيادات تحرير الجنوب اليمني المحتل حتى تم تحرير الأرض الطاهرة من رجس المحتل البريطاني (1963-1967م) وتم إعادة اللحمة للأرض بإزالة المسميات والحدود الوهمية لـ23 سلطنة ومشيخة اتحادية حاول المستعمر من خلالها تفتيت الأرض والإنسان في الجنوب كما يحاول اليوم بعض من الانفصاليين جهلاء السياسة والجغرافيا صنع ما يسمى باليمن الاتحادي ليعيدوا تشرذم الأرض ولكن هذه المرة على مستوى اليمن الكبير وكأنهم قد دعاهم الحنين لخطة بريطانيا التي اعتمدت على سياسة فرق تسد.
للأسف يحتفل شعبنا اليمني اليوم بالرابع عشر من أكتوبر وشعبنا اليمني يعيش حالة من الفرقة والقتال بين أبناء الوطن الواحد ويتعرض كذلك لأعظم عدوان وحصار عاشه شعب من شعوب الأرض وتأتي للأسف أيضا هذه المناسبة ومحافظاتنا الجنوبية الشرقية تحت احتلال جديد وسيطرة أكثر خطرا وفتكا بإخوتنا أبناء المحافظات الجنوبية من قبل أكثر من دولة وأكثر من فصيل مسلح إنفصالي ناهيكم عن سيطرة داعش والقاعدة حتى وصل أمر تلك القوى المحتلة أن وزعت نفوذها وسيطرتها وإرهابها على مستوى كل محافظة بل أن المحافظة الواحدة يتوزع أحياؤها أكثر من فصيل وعصابة مسلحة كما هو حال عدن اليوم وأصبح إخوتنا في تلك المحافظات في خوف من إيذاء تلك المجاميع المسلحة وحذر في تحركاتهم وممارسة حياتهم وحيرة من الوضع الذي وصل بهم حد انتزاع الهوية الوطنية من فكرهم وحتى ألسنتهم وأصبح المواطن مشتتا وهو يرى اعلام الإمارات والسعودية والسودان وحتى البحرين ترفرف فوق رؤوسهم ناهيكم عن رايات داعش والقاعدة بلباسها الأسود تجوب قرى ومدن لحج وأبين وشبوة وحضرموت ولم يعد لدولة الجمهورية اليمنية من أرض سوى أرضية معاشيق التي ضاقت بعشرات المسؤولين في غرف يحشر في كل غرفة منها بثلاثة أو أربعة من الوزراء والموظفين  ولا يجرؤون أمنيا من التنقل خارج معاشيق وفي حدود ضيقة إلا تحت حماية الإمارات العربية وجنودها الذين يتمركزون في حزام أمني خارج عدن وفي نطاق مطار عدن ومينائها ويحتلون جزيرة سُقطرة بموجب عقد إيجار كما يقال في تأجير لسيادتها غير شرعي من رجل لم يعد يحمل أي شرعية بعد أن إستقال وسلم الحكم وترك شعبه محاصراً وتحت جبروت طائرات التحالف وسيطرة قوى أجنبية وعصابات مسلحة تتحكم في مقدرات عدد من محافظات الجمهورية.
هكذا يحتفل شعبنا اليمني المكلوم باكتوبر العظيم في ظل ظروف إستثنائية مرعبة من المجازر والدمار والجوع والمرض تحت مرأى ومسمع إخوتنا أبناء العروبة والإسلام وللأسف الشديد أن من يرفع صوته منددا بإبادة الشعب اليمني أو يكتب قلمه إستهجانا وتنديدا بالعدوان على اليمن هي تلك المنظمات والشخصيات المسيحية في بعض الدول الغربية وهي كذلك التي تحذر من أخطار  إرهاب داعش والقاعدة في المحافظات الجنوبية من اليمن.
وبهذه المناسبة العزيزة على قلب كل يمني لا يسعنا  إلا أن نترحم على ثوار أكتوبر  الوحدويين الوطنيين الشرفاء ونؤكد بأن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ستستمر القاسم المشترك لكل أبناء اليمن كما نؤكد أن ما أصاب إخوتنا في المحافظات الجنوبية والشرقية من الوطن من إغتيالات وأعمال إرهابية من داعش أو القاعدة أو من أي عصابة محلية أو جيوش محتلة يئن لها كل أبناء اليمن شماله وشرقه وغربه وسيظل الأمل يحدو كل أبناء اليمن أن المصالحة الوطنية بين الإخوة الأعداء هي الحل الوحيد لمستقبل اليمن وأن الأمن والسلام آت لا ريب فيه وأُمنية كل يمني أن يحتفل الشعب اليمني العام القادم وقد حررت كل الأرض اليمنية من الدخلاء وكل حاملي ألوية الإرهاب والقتل من كل أرضنا اليمنية .
والله من وراء القصد.

قد يعجبك ايضا