ما نقوله لمن في الداخل وليس في الخارج

عباس الديلمي
يعرف كل يمني أن الوطن لا خوف عليه، ما دام أبناؤه مقتدرين على تحويله إلى مقبرة للغزاة متى تطلب الأمر ذلك،  وما يزعجهم بل ويخيفهم هو الانتقاص من سيادتهم على أرضهم، المراد لها من حكام المملكة السعودية أن تظل حديقة خلفية للقصر الملكي عبر عملائه ومن كبلهم بالتبعية والمذلة هذا ما يخيف اليمنيين إلى درجة ثلاشي عاطفة الأمومة، حيث صارت الأم تدفع بابنها عن قناعة تامة إلى ساحة التصدي للعدوان  والذود عن السيادة، ولا يكتفى الرجل بالذهاب إلى تلك الساحة المشرفة بل ويصطحب معه أبناءه.
من أجل سيادة الوطن واستقلال قراره واختيار النهج الذي يرتضيه هان كل شيء ورخص كل غالٍ عند كل يمنى غيور حريص على مستقبل الأجيال القادمة: هانت التضحية بالأرواح وبالأبناء وبالمال.. هانت التضحية والقبول بالجراح وحروق القنابل المحرمة، والإعاقات الدائمة، هانت التضحية بالمنشآت والبني التحتية، وحتى سكن العائلة، كل ذلك هان من أجل السيادة على الأرض واستقلال القرار، ورفض الوصاية والهيمنة .. ولولا ذلك لما تمكن اليمانيون من هذا الصمود الذي أذهل العالم بعد أن سر الصديق وأغاظ العدى وخيب ظنونهم.
هذا ما نقوله ليس لمن في الخارج ولا للامبراطوريات الثلاث التي تحاربنا (إمبراطوريات السلاح والمال والإعلام) بل نقوله لمن في الداخل، لمن يحملون أمانة قيادة البلاد في هذه المواجهة، وأمانة الحوار والتفاوض مع الأطراف المعادية ومن يطرحون باسمها مشاريع ومقترحات ومبادرات  السلام أو وقف الحرب أو إطلاق النار وغير ذلك من التسميات التي تطلق على ما يراد به إخراج العدو السعودي من مستنقع غرق فيه وإعادة شيء من ماء الوجه إليه، وإن من باب ( من دخل دار أبي سفيان) نقول لهم وإن كنا على معرفة وثقة تامة بوطنيتهم وإخلاصهم أن كل ما قدمه الشعب اليمني وتحمله، كان من أجل السيادة على الوطن وحرية واستقلال القرار ورفض التبعية، وأن لا تهاون في ذلك ولا قيد أنمله، فلم يعد لدينا ما نخسره كما أننا لسنا بحاجة لإعادة الكرة والتضحية من جديد بامتلاك السيادة ورفض الوصاية وسلامة الشرف الرفيع.

قد يعجبك ايضا