اخصائيون: 70 % من طلبة المدارس بحاجة ماسة للدعم النفسي لتخطي آثار العدوان

*الدعم النفسي لطلاب المدارس..”الضرورة القصوى” لمحو آلام الحرب
*مدراء مدارس : حلقة الدعم النفسي المساندة لابد أن تبدأ من الأسرة
*اليونيسف : المساحات الحاضنة ستساعد الطلبة على التفريغ النفسي وخلق روح متفائلة وإيجابية مسيطرة على بؤر القلق والخوف

تحقيق /
أسماء حيدر البزاز

أصبحت عملية الدعم النفسي الذي تبنته وزارة التربية والتعليم مؤخرا بالتعاون مع مختلف المنظمات المحلية والدولية المتخصصة في هذا المجال ضرورة ملحة للطلبة لضمان تغلبهم على الآثار المترتبة على العدوان الذي تشنه السعودية على اليمن وخلق روح إيجابية للتعلم والعطاء والمثابرة والاجتهاد بعيدا عن العزلة والانطواء أو ترك التعليم نتيجة حالات القلق والاضطراب. .
تربويون ونفسيون يرون أهمية هذا الدعم النفسي في ظل ظروف العدوان الذي يهدف بشكل أساسي إلى القضاء على حاضر ومستقبل الأجيال. . نتابع:

التربويون والمدربون في مجال الدعم النفسي هم الأقرب من صلب المشكلة وتقييمهم لأهمية وحاجة الدعم النفسي لطلبة المدارس ركيزة أساسية حيث تؤكد المدربة النفسية والتربوية فايزة الحمزي – مدرسة كامبردج الدولية أهمية وجود برامج دعم نفسية لكافة الطلبة خاصة في ظل هذه الظروف المضطربة والتي خلقت بيئة غير آمنة والقت بظلالها على كافة نواحي الحياة.
وتطرقت الحمزي إلى أهمية هذه البرامج التأهيلية في الجانب النفسي بالقول: إن هذه البرامج سبب رئيسي في التغيير الإيجابي لنفسيات الطلاب والطالبات و إعاد ةالثقة في أنفسهم من جديد. بالإضافة إلى تقبل الدروس والنصائح من قبل المعلم للطالب بكل سهولة ويسر واحتوائهم وترك اَثار إيجابية تخفف من حدة الأثار السلبية للحرب والعدوان ولها الدور البارز في تحول السلوك العدواني إلى سلوك ودي بين الطلبة.
الطلبة النازحون
من جهته أوضح ناجي المدري – مدير مدرسة 14 أكتوبر: ان هناك مئات الآلاف من الطلبة النازحين جراء الحرب والعدوان أو من الأماكن التي تشهد صراعات واقتتالاً عشوائياً وهؤلاء الطلبة هم بأشد الحاجة إلى المساندة والدعم النفسي لما يعانونه من حالات اضطراب وخوف وقلق مما يجعلهم أحيانا يعزفون عن مواصلة تعليمهم وانشغالهم بظروفهم المعيشية وهنا يأتي أيضا دور التربويين والآباء بتشكيل حلقة دعم واسعة للتخفيف من معاناتهم النفسية أولا لماشاهدوه من مشاهد عنف وقتال وقصف ودماء لم نستطع نحن الكبار تحملها فما بالكم بهؤلاء الأطفال الأبرياء الذين لاذنب لهم سوى أنهم من أبناء هذا الوطن.
ومضى المدري يقول: وقد تلمست وأدركت قيادة وزارة التربية والتعليم خطورة وأهمية هذه المسألة في ظل هذه المرحلة وعمدت إلى إعداد برامج تأهيلية للطلبة وتقديم الدعم الكامل لها وقد حققت الى الآن نجاحات مبهرة سواء على الصعيد النفسي أو التعليمي.
جلسات حوارية
وأما المدربة والتربوية أمل حيدر – مدرسة الرشيد الحديثة فقد بينت أن 70% من الطلبة بحاجة للدعم النفسي أكثر من غيرهم للتغلب وتجاوز الآثار السيئة للحرب وان الجلسات الحوارية مع الطلبة هي من أكثر البرامج النفسية نجاحا في التغلب على حالات الخوف والقلق والاضطراب والتبول اللاإرادي أو الإغماء والتلعثم نتيجة الحرب وهو نوع من انواع الفضفضة التفريغية للطلبة نتيجة لخوفهم وقلقهم وهنا يأتي درو المدرس المؤهل في وضع حلول مناسبة حسب حالة الطالب ،حيث ان المدرس الذي لم يتم تأهيله نفسيا قد يعقد الأمور ناهيك عن عدم قدرته على حلها ولهذا نناشد وزارة التربية والتعليم بمضاعفة هذه البرامج للتربويين لأهميتها:
الجو المنزلي
أما نجاة النجار – مديرة مدرسة سالم الصباح أكدت على ضرورة توفير الجو المناسب في المدرسة وتأهيل المدرس قبل الطالب وتوفير الكتاب المدرسي الجديد وزيادة الأنشطة المختلفة في المدرسة وتوعية أولياء الامور في كيفية التتعامل مع الطالب وأهمية توفير الجوي المناسب قدر الامكان في البيت وغرس حب الوطن بالدرجة الأولى عندهم وتعريفهم بالعدوان وماخلف من تدهور في جميع المجالات.
الإذاعة المدرسية
يحيي العلفي مدير مدرسة القادسية تحدث عن أهمية الإذاعة المدرسية بكونها الأكثر تأثيرا في مناقشة الوضع المحيط بالطالب والتحديات بكل سهولة ويسر وإزالة المخاوف في نفسيته من خلال تكليفه بنشاطات عملية تهدف إلى غرس الثقة في نفسه واحتوائه بالحب والعطف والحنان وإشعاره بالأمان.
نواة صالحة
أحلام الحكمي -إدارية بالمدرسة الماليزية أوضحت قائلة: الدعم النفسي أهم مراحل الإعداد الجيد للطالب سواء من قبل أولياء أمور الطلبة أو إدارة المدرسة والمعلمين الذين عليهم الدور الاكبر في اخراج الطلاب من حالة الهلع التي أصابتهم نتيجة القصف والتدمير من قبل طيران التحالف السعودي وتعزيز الجانب التعليمي والعمل عليه لاشغال الطلاب واخراجهم من هذه الحالة .
وأكدت أهمية تشجيعهم على الاستمرار في تلقي العلم والعلوم التي تساعدهم في حياتهم العملية واستثمارها مستقبلا للعمل لمنفعة هذا الوطن وبنائه البناء الصحيح وتعليمهم حب الوطن والعمل من اجله كون الوطن يمر بظروف صعبة بعيدا عن السياسة والحزبية والطائفية التي مزقت النسيج الاجتماعي وأوصلت الوطن الى هذا الوضع الذي وصلنا اليه حاليا وجعلهم عنصرا فعالا في المجتمع وتعليمهم المحبة والإخاء وحب الوطن وجعلهم نواة صالحة في المجتمع.
السياسة السيئة
من جانبها تقول التربوية أروى النجدي -وكيلة بالمدرسة الماليزية :إن النفسية هي أساس الإبداع وفي ظل الظروف المتردية والأحوال الأمنية السيئة يجد الطالب صعوبة في التركيز والإبداع شأن الكبار من حوله لذا لابد من تجنب مناقشة الأوضاع السياسية بشكل سلبي وضرورة بث الأمل في قلوب الطلاب بأن الحرب شارفت على النهاية.
برامج تأهيلية
في الإطار تقسه نظم مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر برنامج التأهيل النفسي لــ 26 مدرسة من مدارس أمانة العاصمة ويهدف البرنامج إلى إيجاد بيئة حاضنة وجاذبة للأطفال نحو التعليم في المدارس من خلال تدريب 133 معلماً ومعلمة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب .
وكانت منظمة اليونيسف قد نظمت العديد من البرامج التأهيلية في الجانب النفسي للطلبة معتبرة ذلك ضرورة أكثر أهمية اليوم بإيجاد مساحات حاضنة ،للطلبة للتفريغ النفسي وخلق روح متفائلة وإيجابية مسيطرة على بؤر القلق والخوف وتشجيعهم على ممارسة مختلف الأنشطة المدرسية المساعدة في هذا الجانب.
ظروف استثنائية
مدير مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة محمد الفضلي، تحدث عن أهمية البرنامج التأهيلي النفسي للطلبة في التخفيف من حالات التوتر والخوف والرعب والقلق بين طلاب المدارس بسبب النزاعات الداخلية والحروب التي خلفت ضحايا بالجملة وخيمت بظلالها على مختلف النواحي الحياتية وأول الضحايا هم هؤلاء الطلبة الذين هم بحاجة من الجميع إلى مساندتهم ودعمهم ابتداء من الأسرة فالمدرسة فالمجتمع والوزارة ومختلف المنظمات والجهات المعنية لخلق جيل قوي وصلب بتعليمه وثقته وشموخه قادرا على البذل والعطاء والبناء.

قد يعجبك ايضا