المحرقة الكبرى.. وعري العالم !!

*قصف العدوان السعودي مجلس عزاء الصالة الكبرى بصنعاء:
*أكد العدوان غاية الإبادة بقتله المعزين ثم المسعفين ثم بحظره سفر الجرحى ثم بإنكاره
*محصلة المحرقة: 140 شهيدا قضى 25 نحبهم بفعل حظر العدوان الرحلات الجوية
*كاد 560 جريحا يستشهدون لولا ملحمة الإنقاذ وإسعاف سلطنة عمان ذوي الإصابات الخطرة
*ثبوت أركان الجريمة وأدلتها الجنائية عرى افتراءات العدوان وعملائه وارغمهم على الاعتراف
*اكتفاء مجلس الأمن بنتائج تحقيق العدوان مع نفسه تحايل على تشكيل لجنة تحقيق دولية
*تخاذل المجتمع الدولي وإحجامه عن إدانة المجرم يشجعه على ارتكاب المزيد من المجازر

الثورة / إبراهيم يحيى الحكيم
alhakeem00@gmail.com

يمني آخر في عقده الثاني، وجد نفسه مكلوما بفاجعة جعلته مكتوما. امتلأ فمه بالتراب وعلقم غدر المآب .. قبل أن يغشى مغميا عليه كمدا ويدخل في غيبوبة من البكاء لهول مواجهة الموت قصفا، ونجاته دون ذويه من محرقة كبرى ليست الأولى لكنها استحقت وصفها بأم الجرائم لتحالف العدوان السعودي على اليمن.
حسن الظن
الصالة الكبرى، مرفق مدني لا عسكري، ولا يجاورها أي موقع قد ينطوي على أي شبهه عسكرية. وعقد بها مجلس عزاء في وفاة المناضل علي الرويشان، لم يكن سرا بل معلنا عنه مسبقا عبر وسائط الإعلام والتواصل.
آلاف المعزين توجهوا بحكم عادة المجتمع إلى الصالة لمواساة وزير الداخلية في وفاة والده وتقديم واجب العزاء الذي قصر على يوم واحد بدلا عن ثلاثة أيام، بفعل استمرار العدوان على اليمن وغاراته.
ورغم سوابق جرائم طيران تحالف العدوان السعودي وقصفه تجمعات مدنية بمناسبات مجتمعية ابرزها: حفل زفاف نساء في المخا محافظة تعز وحفل زفاف بسنبان محافظة ذمار، ومجلس عزاء بحي الهنود محافظة الحديدة، وغيرها مئات المجازر.
مع ذلك، ظل المعزون يتوافدون من كل قبل اليمن إلى الصالة الكبرى بأعداد كبيرة وهم لا يتوقعون شيئا لحسن نواياهم ونقاء سجايا اليمنيين الغافلة عن الشر والجاهلة لكيد أهله، المتجاوز تخيلهم.
القصف الغادر
الساعة الثالثة وعشرون دقيقة أو الخامسة وعشرون، من عصر السبت الثامن من أكتوبر 2016م، كانت العاصمة صنعاء واليمن عموما على موعد مع فاجعة كبرى، وجريمة يجاهر منفذها بغاية الإبادة.
في وضح النهار وبدم بارد قصف طيران التحالف السعودي عمدا مجلس العزاء في الصالة الكبرى بصاروخ استهدف مكان تجمع المعزين في الجانب الأيمن للصالة، ليحيل الأخيرة إلى ركام ومن داخلها إلى أكوام.
مشهد مرعب غير متوقع .. حطام الصالة تطاير في الهواء مع هالة مع الدخان والغبار تتصعد عاليا في السماء مع أعمدة هنجر الصالة بارتفاع شاهق يعكس قوة انفجار الصاروخ وقدرته التدميرية.
هول المحرقة
سقط الصاروخ مباشرة على رؤوس معزين، وسحق أجسادهم حال ارتطامه بالسقف الخرساني لبدروم الصالة، قبل أن يباشر انفجاره المدوي تنفيذ محرقة كبرى هي الأبشع في التاريخ المعاصر.
في ثوان معدودات ومع تبدد سحب الدخان، أجساد الضحايا قد صارت أكواما ما بين جثث متفحمة، وأشلاء متناثرة، وأجساد من كانوا أبعد، مبتورة الأطراف، وأخرى أبعد، مصابة بشظايا، بعضها قاتلة والبعض خطرة جدا.
ذهول المشهد لم يدم طويلا، والمتواجدون في محيط الصالة هرعوا إلى داخلها لإسعاف من تبقى حيا. وتزامن دخولهم مع خروج اعداد كبيرة ممن كادوا يكونون من الناجين بإصابات، لولا غاية الإبادة.
غاية الإبادة
كرر طيران تحالف العدوان سلوكه منذ بدء غاراته على اليمن نهاية مارس 2015م، فعاود قصف الصالة بصاروخ ثان بعد ثماني دقائق مستهدفا الجزء المقابل للبوابة أثناء إزدحامه بالمتدافعين: الناجين الخارجين والمسعفين الداخلين.
تعاظم حجم الكارثة الإنسانية بتعمد طيران العدوان قصف المصابين والمسعفين لترتفع محصلة ضحايا المحرقة أضعافا، في مشهد أكد تعمد الغارات هدف الإبادة وقتل أكبر عدد من المدنيين المعزين.
اثبت تحالف العدوان السعودي أنهم كافرون بشرائع الله وشرعيات العالم أجمع وينكرون أصول الحرب وقوانينها فضلا عن أخلاقها، ومنحلون من أي قيم إنسانية أو أعراف، وأنهم وجه بشري للشيطان وحده.
بدا أن الهدف جعل الصالة مقبرة لا حياة فيها. وساد الصمت لدقائق قبل أن تهب موجة أخرى من المسعفين، غير آبهة بخطر شن طيران العدوان غارة أخرى وقصفه المكان بصاروخ ثالث ورابع.
ملحمة الانقاذ
كانت القنوات الوطنية قد بثت مشاهد أولية للجريمة تداعت على اثرها جموع ذوي من حضروا مجلس العزاء بما فيهن النساء، ينهشهم القلق ويمزق افئدتهم الخوف وتحبس أنفاسهم فاجعة موقوتة في أحشائهم.
ظلت جهود المسعفين تسابق الثانية غير مبالية بألسنة النيران، ولا بغازات مواد الصواريخ، ولا باحتمال سقوط المزيد منها، في سبيل انقاذ أرواح تحتضر ووقف نزيف أجساد ممزقة بالشظايا وكثير منها مبتورة الأطراف.
تزامنت هذه المجازفة مع وصول عربات الإسعاف والمطافي لتبدأ كارثة طلب الحياة التي أضحت مقوماتها منعدمة مع تدهور الخدمات الصحية جراء استهداف طيران تحالف العدوان مرافقها قصفا وحصارا.
طلب الحياة
أعلنت وزارة الصحة حالة الاستنفار القصوى بما تبقى لها وهيئاتها ومرافقها الطبية من إمكانات اسعافية ودوائية محدودة؛ تحتاج إلى الإسعاف في ذاتها، واطلقت نداء عاما في طلب التبرع بالدماء.
تكدست أروقة وأسرة مستشفيات العاصمة العامة والأهلية بضحايا المحرقة ما بين الحياة والموت. ظلت المستشفيات اشبه بأم ثكلى، وظلت غرف العناية المركزة والانعاش دون مقدرة استيعاب الجميع، عددا وعدة.
في الوقت عينه امتلأت ثلاجات الموتى في مستشفيات العاصمة بالجثث المتفحمة، وظل ذوو الضحايا بين ناري : انعدام اليقين بمصير أقاربهم، ومحنة البحث عنهم بين الجثث، وصعوبة التعرف على عدد منها وبين أكوام المصابين.
تحول عزاء آل الرويشان الى عزاء عام بحجم اليمن. عممت المحرقة المآتم في كل محافظة .. وتعاظم مصاب كثير من الأسر بفقد الأب والابن وابن العم والصهر دفعة واحدة لتبقى النساء وحيدات يندبن فقدان الأسرة !.
إمعان القتل
أكثر من سبعمائة مدني هم محصلة ضحايا محرقة الصالة الكبرى، قضى نحبه مائة وخمسة عشر منهم وقت وقوعها، فيما تنوعت إصابة تسعمائة وخمسة وعشرين آخرين ما بين خطرة ومتوسطة وطفيفة.
قتل تحالف العدوان السعودي عمدا ضحايا محرقته مرات عدة، وبعد قتلهم بصاروخي طيرانه على المعزين ثم المسعفين، قتلهم مرة ثالثة بحظره المفروض على موانئ اليمن الجوية والبحرية ليمنع إنقاذ ما أمكن إنقاذه من الضحايا.
لحق بمن قضوا نحبهم ساعة وقوع المحرقة خمسة وعشرون آخرون من الضحايا لحرج إصاباتهم وتعذر إنقاذهم محليا وإسعافهم للعلاج خارج اليمن بفعل رفض تحالف العدوان السعودي رفع حظره الرحلات الجوية المدنية.
كاد مائة واثنا عشر جريحا ويزيد من ضحايا المحرقة، الأشد والأخطر إصابة أن يلحقوا بمن قضوا نحبهم، لولا كسر سلطنة عمان الحظر الجوي وإرسال طائرة لاسعافهم في اليوم الثامن، ثم إرسال طائرة أخرى بعد أسابيع.
جرم الإنكار
جريمة المحرقة الكبرى، لم تتوقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى جرم انكار تحالف العدوان اقترافه لها، ومحاولته المستمية كعادته في انتهاج الكذب والزيف، اتهام القوى المناهضة له، وسط تناقضات جسدت حالة ارتباك فاضحة.
تماهى تحالف العدوان السعودي في ادعاء ما تدحضه جرائمه منذ بدئه، وزعم “مثالية عملياته ودقتها والتزام القوانين الدولية وحرصه على سلامة المدنيين”، وغير ذلك مما ينفيه واقع هجماته وغاراته وجرائمها المثبتة.
بالمقابل عمد أعوان تحالف العدوان من عملائه ومرتزقته، لتسويغ المحرقة بزعم استهدافها تجمعا لقيادات عسكرية انقلابية ، وأمام ثبوت بطلان زعمهم انكبوا على تبرئة تحالف العدوان من اقتراف المحرقة، وإطلاق الاتهامات لقوى الداخل.
شهود الزور
فبرك أعوان العدوان صورا تروج لزعمهم أن التفجير بفعل القاء قنبلة، وعمموا بيانا مزورا باسم آل الرويشان أصحاب مجلس العزاء يدعو الى “التريث في رد الفعل حتى ثبوت هوية منفذ الجريمة”، لتعزيز التشكيك فيه.
أمام دحض أصحاب الشأن صحة البيان، لجأ أعوان تحالف العدوان واعلامه إلى حيل عدة من بينها: استدعاء انتقادات سابقة لبعض ضحايا المحرقة، وبث تسجيلات، وإنشاء حسابات مزورة على مواقع التواصل لذوي الضحايا، تعزز اتهاماتهم.
وحين باشرت النيابة الجزائية عملها في توثيق مسرح الجريمة والأدلة الجنائية واستخدام رافعة لانتشال اشلاء الضحايا من تحت الانقاض؛ شن أعوان العدوان وإعلامهم حملة تزعم طمس قوى الداخل أدلة تدينهم.
تعري الكذب
في غمرة تخبط تحالف العدوان السعودي وإعلامه، وموجة استماتة تبرير أعوانه وتبرئتهم له بافتراءات، ظهر بيان باسم تنظيم داعش، يعلن فيه “تبني التنظيم تنفيذ الجريمة عبر انتحاري” ليعممه تحالف العدوان وإعلامه كالهشيم في النار.
جسد البيان بنظر المراقبين عمق العلاقة بين الإرهاب ودول تحالف العدوان وقيادته السعودية خاصة، لكن زعم التنظيم وزعم عملاء التحالف من اليمنيين أن التفجير بحقيبة مفخخة، انهار أمام اثباتات القصف الجوي وآثار صواريخه في السقف الخرساني السميك لبدروم الصالة.
سارع أعوان تحالف العدوان من عملائه ومرتزقته اليمنيين لاطلاق افتراءات جديدة تبرئ التحالف من المحرقة بزعمهم أنها نتاج لغم أرضي ثم صواريخ “أرض – أرض” أطلقتها القوى المناهضة للعدوان في سياق تصفية قيادات بعضها.
لكن البراهين التي رفعتها الأدلة الجنائية والنيابة الجزائية من مسرح الجريمة، ظلت أدمغ من كل مزاعم تحالف العدوان السعودي وافتراءات عملائه ومرتزقته داخل اليمن من يزودونه بالمعلومات قبل وبعد القصف، وتدينهم.
دموغ اليقين
كاد العالم يتبنى من جديد مزاعم تحالف العدوان السعودي بعد كل جريمة يقترفها لولا كان الاستثناء، إعلان الممثل المقيم لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جيمي ماكغولدريك “إدانة طيران التحالف بقصف الصالة الكبرى”.
مثل إعلان المسؤول الاممي صدمة مربكة لتحالف العدوان، سرعان ما عززها المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد بإعلانه “ثبوت قصف طيران التحالف السعودي صالة العزاء وغيرها من جرائم الحرب” والمطالبة بلجنة تحقيق.
الأمر نفسه توج بإعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “إدانة إدارة التحالف السعودي للحرب باقتراف مذابح بحق المدنيين والمرافق المدنية”، ودعمه طلب مفوضية حقوق الانسان “تشكيل لجنة تحقيق دولية في جرائم حرب التحالف في اليمن”.
تحايل دولي
لم يجد تحالف العدوان السعودي بدا من الإقرار بتنفيذه المحرقة عبر إبلاغ بعثته مجلس الامن ب “أسف التحالف لقصف صالة عزاء بصنعاء”، وتعهده بأن “يقوم بإجراءات تصحيحية” .. عارضا “تشكيل فريق تحقيق داخلي”.
اعتمد الطلب بتواطؤ أميركي بريطاني، ليتبعه خلال اقل من 48 ساعة إعلان التحالف السعودي اعترافه بتنفيذ طيرانه المحرقة، زاعما تلقيه “معلومات مضللة” ممن يسميهم بالشرعية ويبرر عدوانه بإعادتهم للحكم في اليمن!.
لكن الاعتراف السعودي بالجرم وعلاوة على إدانته قيادة تحالف العدوان وناطقه بالكذب، كان بنظر القانونيين والمحامين، “تحايلا جديدا على مطالب تشكيل لجنة تحقيق دولية في جرائم حرب التحالف بقيادة السعودية في اليمن”.
تخاذل العالم
تخاذل دولي آخر، يضاف إلى تخاذل إقليمي ودولي قوبلت به المحرقة، تمثل في إحجام معظم حكومات العالم عن إدانة المحرقة وتسمية مقترفها حتى بعد اعترافه بها، ليفسح له ارتكاب المزيد من الجرائم.
وباستثناء المواقف الخطابية الخجولة لمجلس الأمن والأمم المتحدة، أطبق صمت معظم حكومات العالم على المحرقة، وغاب التدخل العملي لوقف العدوان ورفع الحصار الجائر على اليمن وشعبه.
حدث هذا، في وقت يضج المجتمع الدولي ومنظماته ببيانات ادانة ردع الجيش اليمني سفينة حربية معتدية بمياهه الاقليمية، وأي رد فعل يمني مشروع قانونا على تواصل العدوان وحصاره على اليمن وشعبه.
تأجيج الغضب
كان طبيعيا وحتميا أن تؤجج المحرقة غضب اليمنيين، وأن يثير تخاذل المجتمع الدولي بما فيه العالم العربي سخطهم ويزيدهم إصرارا على التشبث بحقهم في الدفاع عن انفسهم .. وهو ما كان.
خرجت في معظم المدن اليمنية مسيرات غاضبة تندد بالمحرقة وتدين مقترفيها وصمت المجتمع الدولي، وتؤكد على حق اليمنيين في العيش بأمان وكرامة والدفاع عن هذا الحق وتلقين العدو ردا موجعا.
تحول داعي عزاء آل الرويشان إلى داعي الثأر من المعتدين، فأعلنت قبائل خولان وسنحان لجميع قبائل اليمن، داعي النكف والنفير لجبهات القتال ضد العدوان السعودي واعوانه في الداخل، وقوبلت بتلبية واسعة.
شرارة الرد
حشدت قبائل اليمن رجالها وسلاحها وأموالها في هدف القصاص لدماء وأرواح أبناء اليمن ومقدراته عامة، ورفدت جبهات التصدي للعدوان بالمقاتلين، تزامنا مع تحرك أوسع للقتال من منتسبي الجيش اليمني.
شهدت جبهات القتال ضد العدوان وأعوانه من مرتزقة الداخل وجبهات ما وراء الحدود تصعيدا نوعيا من الجيش واللجان الشعبية، فتلقت المواقع العسكرية في مدن قيادة تحالف العدوان، قصفا يمنيا صاروخيا ومدفعيا مباشرا.
أحرزت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية تقدما واسعا في دحر مرتزقة العدوان داخليا، وفي دك المواقع العسكرية السعودية في كل من جيزان ونجران وعسير، وأعلنت أنها “لن تتوقف حتى يتوقف العدوان.
طلب العدالة
السلام، لا يزال في الوقت نفسه مطلبا لليمن قيادة وشعبا وجيشا، عبر تجديد الترحيب بأي مبادرة تقدم لتحقيق سلام عادل ودائم يبدأ بوقف العدوان ورفع الحصار وسحب القوات الأجنبية ووقف تمويل المرتزقة.
وفي طلب العدالة تتواصل بالتزامن إجراءات المسار القانوني منذ بدأت النيابة الجزائية المتخصصة في اليوم التاسع سماع أقوال ذوي ضحايا محرقة الصالة الكبرى، تمهيدا لتلقي دعاواهم القضائية ضد منفذيها ومعاونيهم.
يتوازى هذا مع تدشين المحامية اليمنية ام كلثوم باعلوي تحريك الدعاوى القضائية خارج اليمن ضد تحالف العدوان السعودي وقياداته، بتقديم أولاها للنائب العام في بريطانيا، ايذانا لخطوات مماثلة في باقي العواصم الدولية.
سبيل النجاة
لم تكن محرقة مجلس عزاء الصالة الكبرى بصنعاء هي الأولى لكنها الأكبر بين جرائم تحالف العدوان في اليمن .. ولا يظهر أنها ستكون الأخيرة، فالتحالف السعودي يواصل ارتكاب العديد من المجازر بحق المدنيين.
نجا المئات ممن كانوا غادروا مجلس العزاء في الصالة الكبرى، ونجا الآلاف ممن تأخروا في الوصول، لكن ملايين اليمنيين لم ينجوا بعد من القتل بغارات طيران تحالف العدوان السعودي المتواصل.
ويبقى السؤال الأهم: لماذا كل هذا الإجرام ؟! .. وعلى ما الصمت المريب لهيئات ومنظمات المجتمع الدولي، المتجاوز حد التخاذل إلى التواطؤ المباشر، تغاضيا عن جرائمه، وتسليحا للمزيد منها ؟!.
في محاولة الإجابة قطعا، ما يشحذ صمود اليمنيين بوجه هذا العدوان الدولي وثباتهم على طلب استرداد سيادة اليمن واستقلال قراره الوطني وإدارته واحترام إرادة شعبه الحرة وحرمة دمه وأرواح أفراده وأموالهم وأعراضهم.

قد يعجبك ايضا