ال سعود… تاريخ أسود في مواجهة الشعوب وقمع الثورات

أولاد العم.. المطبعون (الحلقة الثانية)

جون كيندي: على آل سعود الاهتمام بتطوير بلادهم بدلاً من الدخول في خصومات لا مبرر لها
التعاون السعودي الإسرائيلي في حرب اليمن ومقاتلة عبدالناصر

الثورة نت/ متابعات
كشفت بعض وثائق المخابرات الأمريكية والإسرائيلية التي صارت معلنة؛ الآن عن حقائق مذهلة عن التعاون التاريخي بين الكيان الصهيوني والكيان السعودي ضد عبدالناصر وضد الشعوب العربية وكانت حرب اليمن نموذجاً، لقد انفجرت ثورة اليمن (26 سبتمبر 1963) التي قلبت الوضع كله رأساً على عقب حيث تدخلت مصر لتأييد الثورة فتزايد الخطر على العائلة السعودية الحاكمة التي اعتقدت أن الثورة في اليمن وتأييد مصر لها يعنى بداية خلق صراع في المملكة ويحفز المعارضة السعودية غير الظاهرة للعيان على البروز.
وفي غمرة ارتباك السياسة السعودية إزاء الثورة اليمنية ومع تزايد حدة الصراع على الحكم بين سعود وفيصل قام كل من الملك المذكور وكمال أدهم وعدنان خاشقجي (مجموعة فيكتوريا) بدورة ناشطة وفقاً لتوجيهات المخابرات المركزية الأمريكية ، وكان ذلك تحت إمرة مباشرة من قبل رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي في ذلك الوقت المدعو روبرت كومر الذي كان على صلة قوية بإسرائيل وأرامكو.
وقد جابهت هذه المجموعة مشكلة صعبة وحادة في شخص الرئيس الأمريكي جون كيندي الذى كان على علاقة حسنة مع عبد الناصر حيث كان بين الاثنين إعجاب متبادل لدرجة أنه اقتنع بالاعتراف بالثورة اليمنية وأخبر فيصل رسمياً أن مخاوفه من عبد الناصر والثورة اليمنية أمور مبالغ فيها وأن على العائلة السعودية أن تصرف اهتماماتها إلى تطوير بلادها بدلاً من أن تخوض خصومات لا مبرر لها.
غير أن رسائل كومر باعتباره مسؤولاً عن مجلس الأمن القومي الأمريكي استمرت بالوصول إلى كيندي وركزت على نقطة الضعف لدى أي رئيس أمريكي وهى ضرورة حماية أمن إسرائيل وتجنب معاداة السامية وقد طلب من الرئيس الأمريكي أن يخبر الأمير فيصل لدى اجتماعه به في تشرين الأول (أكتوبر) عام 1962 ما يلى :
1 – إن مساعدتنا لمصر تهدف إلى كبح جماح عبد الناصر واحتوائه وليس إجباره على الارتماء في أحضان السوفييت.
2 – إنه من الضروري للمملكة العربية السعودية أن لا تتبع سياسة التمييز ضد اليهود الأمريكان العاملين في المملكة ، وإذا لم يحترم السعوديون هذا العهد الذي قطعه الملك سعود فسوف يكون تأثير ذلك سلباً على علاقات الصداقة السعودية – الأمريكية لأن إسرائيل وجدت لتبقى دائماً.
وقد أبلغ فحوى الرسالة إلى فيصل وكان الهدف منها ثنيه عن أية خطة لديه للتعامل مباشرة مع إسرائيل لمجابهة عبد الناصر وفي غضون أيام قليلة وصل فيصل إلى لندن لمناقشة كيفية معالجة الوضع في مواجهة الثورة اليمنية والتدخل المصري اللذين كانا خطراً يهدد كلاً من الحكم السعودي واستمرار الوجود البريطاني في اليمن الجنوبي ، بل ويشمل في تهديده كل منطقة الخليج وتدفق النفط الذى يشكل شريان الحياة بالنسبة للغرب.
وتحرك على الفور كومر مع مجموعة فيكتوريا ، وإذا كان كنيدي لا يريد اتخاذ موقف أمريكي بشأن اليمن استجابة للضغط السعودي فإن البريطانيين كانوا مستعدين ليفعلوا ذلك لأنهم شعروا بالخطر المباشر في عدن ، آخر معقل للإمبراطورية البريطانية في الوطن العربي والذى يسعى عبد الناصر لإزالته.
الاتصال المباشر مع اسرائيل
* كانت الاستراتيجية الإسرائيلية هى أن تضع ولأول مرة فيصل على اتصال مباشر مع إسرائيل بواسطة عضو مجلس العموم البريطاني المحافظ الصهيوني الميول الذى ترأس ما يسمى جماعة السويس المدعو جوليان إيمري ” وذلك بالتعاون مع النائب ثم الوزير البريطاني دنكان سانديز الذى كان يزيد على الإسرائيليين في عدائه لعبد الناصر ولكى يعطى الاجتماع أهمية خاصة قام السير دوجلاس وايت رئيس جهاز التجسس البريطاني ” إم.آي سكس ” بتقديم فيصل إلى إيمري وحضور القسم الأول من الاجتماع.
وفى كتابه ” الصراع على اليمن ” ذكر إيمرى أنه أخبر فيصل بأن نجاح الكولونيل عبد الناصر فى الحصول على موطىء قدم في الجزيرة التي هي مركز أهم الاحتياطات البترولية في العالم العربي والعالم قاطبة ينذر بالشر وينبغي على جميع الأطراف المتأثرة مصالحها مقاومته. وقد أخبر فيصل أن أية محاولة لمواجهة ناصر عسكرياً سوف تسحق ، وأن الحل هو إقحام اليمن في حرب أهلية يكون لإسرائيل فيها دور أساسى ومباشر. هذا بالإضافة إلى إيجاد تحالف قوى بين النظامين السعودي والأردني وإنهاء حالة التوتر الموجودة بينهما.
وفى ذات الاتجاه سعت بريطانيا رسمياً محاولة تغيير الموقف الأمريكي إزاء ناصر والثورة اليمنية.
قاعدة إسرائيلية في السعودية
* وشهدت المناقشات بين لندن وواشنطن خلافات حادة حول الأسلوب الأمثل لمعالجة الأزمة اليمنية ، وللتعامل مع عبد الناصر فى اليمن ، وقد ارتاعت لندن من إلحاح كنيدى على إيجاد تسوية فى اليمن مادامت بريطانيا لا تعتبر الثورة حركة ضارة ، لذلك تحركت بالتعاون مع إسرائيل لإثارة القوى الضاغطة ممثلة بشركات النفط والبنوك التي إذا ما وجهت ضغوطها استطاعت أن تنجز شيئاً.
وعلى الرغم من كل ذلك فإن كيندى اعترف بالنظام الثورى فى اليمن وإن كان اعترافه هذا مصحوباً ببعض الشروط ، وعلى ما يبدو فإن فيصل ربما كان مقتنعاً بأن التعاون مع إسرائيل يجب إلغاؤه بعد الإطاحة بسعود وتتويجه ملكاً مكانه ، ولكن موافقته فى اجتماع تشرين الأول (أكتوبر 1962) على التعاون السعودى الإسرائيلى لمهاجمة الثورة وعبد الناصر أوجدت وضعاً على أرض الواقع لا يمكن إلغاؤه أو التخلص منه بسهولة ، ويعتبر هذا التعاون مهماً جداً كونه أول تعاون تآمري مع إسرائيل موجه ضد أكثر من دولة عربية ولتدعيم هذا التعاون نجح كومر في إجبار أمريكا على إرسال سرب جوى إلى المملكة العربية السعودية للبقاء هناك تدليلاً على تصميم أمريكا على الدفاع عن النظام السعودي ومنع أي هجوم على حدوده وقد تم ذلك بسبب إلحاح الخطة السعودية – الإسرائيلية عليه.
السعودية، بريطانيا، اسرائيل ثلاثية التآمر والعدوان
* تمكن خاشقجي من الحصول على ميزانية غير محدودة لشراء جميع الأسلحة اللازمة للمرتزقة الإسرائيليين والبريطانيين الذين تقرر إرسالهم إلى اليمن ، وكذلك لتسليح القبائل التى انحازت إلى جانب الملكيين والسعودية.
كذلك حصل كمال أدهم على ميزانية مفتوحة لرشوة القبائل اليمنية ومواجهة متطلبات الجانب الإسرائيلى تحت ستار مساعدة العناصر اليمنية وبالإضافة لكل ذلك اتخذت إجراءات أخرى مثل :
1 – استئجار الجنود المرتزقة العائدين من بيافرا والكونغو.
2 – اعلان جوليان إيمري النائب البريطاني الصهيوني ودنكان سانديز عن تشكيل مكتب باسم ” لجنة الدفاع عن اليمن الإمامية ” مستخدمين الضابط البريطاني المرتزق جون كوبر لشراء وتأجير المرتزقة وشكلت وحدة عمل لهذا الغرض مقرها في سلون ستريت بلندن.
3 – تشكيل إيمرى مع فتزوري ماكلين زوج ابنة هارولد مكملان لجنة فى مجلس العموم البريطاني تحت شعار ” عدن لن تلحق السويس ” هدفها الإعلان مباشرة أن بريطانيا تدعم وتشارك في كل شيء يفعله النائب الصهيوني المحافظ جوليان إيمرى.
4 – تحرك الضابط البريطاني المرتزق جون كوبر عبر الحدود السعودية إلى منطقة الجوف اليمنية ليشكل أو لوحدة عمل سعودية إسرائيلية مشتركة لتوجيه جنود المظلات الإسرائيليين من أصل يمنى الذين سينزلون ليذوبوا فى المجتمع اليمنى كما هو مقرر حيث سيقودون عمليات تخريبية.
5 – افتتاح مكتبين لتجنيد المرتزقة أحدهما في لندن والآخر في عدن لنفس الغرض. وقد كان المكتب الثاني تحت إشراف سكرتير الحاكم البريطاني في عدن الضباط في القوات الجوية الملكية (أر.أ.اف) انتوني الكسندر بويل كما أشارت صحيفة الأوبزرفر البريطانية في عددها الصادر في 9 آيار (مايو) عام 1964 ، وذكره أيضاً انتوني ماكلير في كتابه ” المرتزقة ”.
6 – كما كان مقرراً أن تتحرك بريطانيا بواسطة هؤلاء المرتزقة عبر الحدود بينما تتحرك إسرائيل من جدة وجيبوتي لإنزال الأسلحة لهؤلاء المرتزقة ومؤيديهم في الجبال اليمنية.
7 – افتتاح مكتب ارتباط سعودى – إسرائيلى ببيروت إبعاداً لتلك الأنشطة عن الأراضي السعودية ، وقد أقلق وجود المكتب فؤاد أيوب اللبناني آنذاك فأرسل تفاصيل نشاطه إلى القاهرة لكي يحمي نفسه من عواقب نسج المؤامرات في لبنان ضد مصر.
وكان هدف العملية الإسرائيلية البريطانية السعودية المشتركة استنزاف طاقات مصر فى اليمن ومحاولة إسقاط النظام الثوري هناك ، وقد لعبت المخابرات السعودية دوراً أساسياً وخطيراً جداً في تاريخ العرب الحديث بتبذيرها المال على إسرائيل وتآمرها السرى معها، إذ تشير بعض المصادر إلى أنه ربما كانت السعودية هي الممول الحقيقي لتطبيق فكرة الغزو الإسرائيلي للأرض العربية عام 1967. وكان أيضاً الطرف العربي الوحيد الذى عرف بخطة الغزو عشية الخامس من حزيران/يونيو عام 1967 وكان إلى الجانب الإسرائيلي في أغلب الحروب – رغم الإدعاءات والأوهام التي روجت عن حرب النفط عام 1973 – وما يجري اليوم ضد سوريا ولبنان (حزب الله) وقوى المقاومة الفلسطينية، بل وضد مصر في سيناء مع جماعات الإرهاب الوهابية، وبعد مهزلة التنازل المصري عن جزيرتي تيران وصنافير، والذى جاء لكى تضع السعودية وبأوامر أمريكية قدماً لها في اتفاقية كامب ديفيد وأن تكون بداية للتطبيع والعلاقات العلنية بدل تلك السرية.. كل هذه الأدوار السعودية التاريخية تؤكد على الروح التآمرية ضد قضية العرب المركزية قضية فلسطين، وتؤكد أنها تخدم وتعمل بإخلاص لصالح العدو الصهيوني منذ نشأة المملكة (1932) وحتى يومنا هذا (2016).
صفحات سرية من علاقة أولاد العم
نعم.. هم أولاد عم سواء صدقنا رواية المناضل القومى الشهيد ناصر السعيد فى كتابه المرجع (تاريخ آل سعود) أو لم نصدق، والذى أثبتت فيه بالدلائل والقرائن الموثقة الأصل اليهودي لأسرة آل سعود وأنهم بالأصل (آل مردخاي) نقول سواء صدقنا ناصر السعيد أو لم نصدقه فإنهم أولاد عم بل أشقاء من حيث السياسات والأدوار الإقليمية التخريبية فى المنطقة منذ نشأة كلا الكيانين (الكيان السعودي 1932 وقام على الدم وقتل القبائل المنافسة) و(الكيان الصهيوني وقام عام 1949) أيضاً على الدم وحقوق الآخرين.
على أية حال يحدثنا التاريخ الحديث نسبياً أن عدداً من الشخصيات السعودية الرئيسية كان لها دوراً تاريخياً في التطبيع مع العدو الصهيوني من هؤلاء يأتي كمال أدهم صهر الملك فيصل ورئيس المخابرات السعودية فيما بعد والملياردير عدنان خاشوقجي تاجر السلاح المعروف وصاحب الحظوة والوزن والصلات الوثيقة بملوك السعودية جميعا واللذين درسا معا في الأربعينيات في مدرسة فيكتوريا بالإسكندرية (ومعهم الملك حسين كما سبق وأشرنا) وتصادقا وبمرور الأيام نقلا ولاءهما إلى المخابرات المركزية الأمريكية وساهما بفاعلية فى تموين حرب اليمن بالمرتزقة والسلاح وبإمداد الإسرائيليين بالأموال اللازمة للقيام بنقل المرتزقة وجنود المظلات من جدة وجيبوتي إلى اليمن للمشاركة في إسقاط النظام الجمهوري الوليد (وسبق أن أشرنا فى المحور الأول لخلية فيكتوريا بالقدر من التفعيل).
*وحيث كان خاشوقجي صديقا وشريكا في تجارة السلاح مع ديفيد كيمحي رئيس الموساد فى أوربا وآل شويمر المدير السابق لمصانع الطائرات الإسرائيلية وتاجر السلاح ومن خلالهما تعرف على العديد من المسؤولين الإسرائيليين (بيجن ،بيريز،شارون..وآخرين) فإنه قام وبموافقة الملك الراحل فهد وتحت إشراف بندر بن سلطان سفير السعودية فى واشنطن وقتها بعديد من اللقاءات مع العديد من الحكام والسياسيين العرب والإسرائيليين وتقديم التقارير للمخابرات الأمريكية وعلى سبيل المثال تقرير كتبة وسلمه لروبرت ماكفرلين مستشار الرئيس لشئون الأمن القومي في 17/5/1983 من 47 صفحة يزعم فيه (أن جميع الدول تعترف ضمنا بأن القدس ستبقى في أيدى إسرائيل عند إبرام تسوية) (صموئيل سينان – الصحفي الإسرائيلي في كتابه عن العلاقات الإسرائيلية).
* ولم يكن سلوك أعضاء خلية فيكتوريا بعيدا عن سياسات دولهم في ارتباطها المباشر بالمصالح الغربية والمعادية في نفس الوقت لمصالح شعوبهم. وكان أبرز الأمثلة على ذلك ما تم بشأن الوحدة المصرية السورية وما حدث بعدها في اليمن.
تاريخ أسود في قمع الشعوب
* لكن الأدعى بالملاحظة هو الدور الذي لعبته المملكة السعودية في تلك الحملات التي لم تنقطع يوما ضد اي تحرك شعبي يحمل شبهة العداء للاستعمار والقوى الغربية في المنطقة فقد كان حكام السعودية وملوك آخرون أمريكيين أكثر من الأمريكان ودون مناقشة لدور السعودية اليوم (2016) فهو فاضح لنفسه من غير مواربة، وهو شديد الوضوح فى خدمة المشروع الأمريكى والصهيونى إلى حد لم يعد يحتاج إلى بيان، لكن .. دعونا نتجه إلى الماضى قليلاً:
* فعندما تنشر صحيفة الجارديان اللندنية في 15/3/1995 [أن إسرائيل ساعدت الملك الحسن الثاني ملك المغرب على هزيمة مقاتلي جبهة البوليساريو في الصحراء المغربية الغنية بالفوسفات ببناء حاجز ترابي هائل يمنع هجمات مقاتلي الجبهة عن الجيش المغربي].
فإننا نتفهم الأمر لأن دور إسرائيل في المنطقة معروف.. لكن عندما يصرح السفير الأمريكي في المغرب للتليفزيون البريطاني [.i.tv](بأن الحاجز المذكور تكلف مليار دولار دفعتها السعودية ) لأيقنا أن دور السعودية في مواجهة الشعوب وحركات التحرر قد أصبح دورا إقليميا ولم يقتصر على محيطها الجغرافي المباشر .
السعودية أكبر أسواق اسرائيل
* ويتكشف دورها ويتضح أكثر إزاء شرائها لكميات هائلة من الأسلحة الإسرائيلية فى بداية الثمانينات ضمنها ضابط المخابرات الإسرائيلي فيكتور أوستروفسكى فى كتابة الشهير الذي نشرة بكندا وفشل إسحق شامير رئيس وزراء إسرائيل آنذاك في منع نشرة عن طريق القضاء حرصا على إخفاء أسرار العلاقات الإسرائيلية السعودية بعيدة عن أسماع الشعوب العربية، يقول أوستروفسكى :[ أن المملكة السعودية تشترى كميات كبيرة من الأسلحة المصنوعة في إسرائيل وقد علمت من القسم المسئول عن السعودية في الموساد أن إسرائيل تبيع ـ عبر دولة وسيطة – خزانات وقود للطائرات السعودية المقاتلة (f15) لتمكينها من الحصول على مزيد من الوقود لإطالة الرحلة إذا ما دعت الحاجة لذلك ]وقد أكدت الخبر مجلة جينز العسكرية في 21/7/1984 .
* ويعطى الصحفي الإسرائيلي ( ستيف رودان ) في الجيروزاليم بوست فى 17/9/1994 تفصيلا أدق للمسألة عندما يقول ( أن حرب الخليج عام 1991 قد شكلت منعطفا هاما بالنسبة لصناعات إسرائيل العسكرية لأنها مكنتها من بيع الأسلحة الإسرائيلية على نطاق واسع للولايات المتحدة وحلفائها العرب ، فمثلا اشترت السعودية منها منصات إطلاق صواريخ توماهوك ، وقذائف مضادة للدروع ، وطائرات استطلاع بدون طيار ، وأجهزة ملاحة ، فضلا عن 14 جسر عسكري صنعتها شركة تاس الإسرائيلية سعر الجسر الواحد مليون دولار ) ويضيف الخبيران الأمنيان ( ميليمان ، رافيف ) [ أن إسرائيل شحنت للسعودية مناظير للرؤية الليلية ومعدات لزرع الألغام وقد أمر الجنرال شوارتزكوف قائد قوات التحالف الغربي ضد العراق بإزالة جميع الكتابات العبرية المنقوشة على الأسلحة حتى لا يكتشف أحد منشأها ] .
الديبلوماسية الصامتة
* ويكفي لفضح ادعاءات البيانات السعودية شديدة اللهجة المدعية (رفض التطبيع) ما عرضة التليفزيون البريطاني إبان حرب (العراق/الكويت 1991) من صور لجنود من اليهود الأمريكيين وهم في وضع الصلاة ، وما علق به مقدم البرنامج على الصور قائلا [هؤلاء الجنود يصلون على أرض العرب من أجل أن يساعدهم ربهم على هزيمة العرب].
* ثم يأتي الخبير العسكري ( سليج هاريسون ) ليبرز في كتابة ( الحرب ذات الكثافة المحدودة ) أبعاد عمليات التمويل وطرقها قائلا ( إن مصدرا رفيعا في المخابرات الأمريكية أبلغة على سبيل المثال أن المخابرات الأمريكية دفعت 35 مليون دولار عام 1986 لإسرائيل من الأموال السعودية لشراء بعض الأسلحة التي غنمتها إسرائيل من الفلسطينيين اثناء غزوها لبنان عام 1982 ثم قامت بشحنها جوا إلى باكستان لتوزيعها على المجاهدين في أفغانستان) (مداولات مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1987 ص 203 ) . وتضيف النيويورك تايمز في 6/3/1987 [ أن آل سعود يستخدمون (البنك) دبلوماسيتهم الصامتة في العالم العربي والإسلامي ولخدمة المصالح الأمريكية ، ويقوم البنك بالتالي بإرسال الأموال إلى ميامى في أمريكا من خلال بنك آخر هو A.b.c في جزر الكيمان].
* أما عن عمليات التبادل التجاري فكتب ألكسندر بلاى فى (جيروز اليم كوارتلي) يقول :[إن النفط يغادر الموانئ السعودية وما أن يصل إلى عرض البحر حتى يتم تغيير مسار القافلة وتفريغ حمولتها في عرض البحر وتزييف أوراقها وتحويل الحمولة إلى الموانئ الإسرائيلية] .
* وتتحدث مجلة الإيكونوميست البريطانية [ إن إسرائيل تقوم بحماية النفط السعودي الذى يضخ من ميناء ينبع على البحر الأحمر ، وعملا باتفاق سرى إسرائيلي سعودي مصري فإن إسرائيل تقوم بموجبه بحماية القطاع الشمالي من البحر الأحمر بينما تقوم مصر بحماية القطاع الجنوبي والغربي مقابل حصولهم على مساعدات مالية سعودية] ونعتقد أن هذه الترتيبات السرية والأمنية فى مجال النفط والتي ذكرتها الإيكونومست لاتزال سارية حتى يومنا هذا 2016 م.
علاقات تجارية
* ولا يقتصر الأمر على علاقات سرية بهذا الاتساع والعمق في تجارة السلاح والنفط بل تجاوزها الى مجالات أخرى متعددة منها قيام الشركات والحكومة السعودية باستيراد أجهزة كمبيوتر إسرائيلية ماركة ( ياردين ) لري حدائق الأمراء والحدائق العامة (يديعوت أحرونوت16/12/93) ، ومنها عقد اتفاقيات رسمية لتصدير الحمضيات الإسرائيلية ( برتقال ـ ليمون ) عبر الأردن (معاريف 4/1/95) ، بينما تذكر صحيفة معاريف في 29/10/93 أن شركة سعودية اتصلت بمكتب المجلس المحلى لمستوطنة (كرني شمرون) وأبدت استعدادها لشراء شقق سكنية بالمستوطنة ، ليس هذا فقط بل إن المفاوضات التي جرت مع دولة قطر لتزويد إسرائيل بالغاز الطبيعي قد خلقت تنافسا بين رجال الأعمال العرب بحيث أبدى رجال الأعمال السعوديين الموجودين حاليا في زيارة لإسرائيل اهتماما على ما يبدو ليس فقط بعقد صفقات نفط بل أيضا ببيع الغاز الطبيعي ( دافار 1/2/94 ).
* أما عن المجال الرياضي فقد نشرت صحيفة البوست في 24/7/1989 [ أن فريق نشء وادي شارون الإسرائيلي لكرة البيسبول قد التقى مع الفريق السعودي في دورة رياضية في قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية المقامة في ألمانيا الغربية .
* في حين ذكرت مجلة الفجر التي تصدر فى القدس في 14/5/1992 أن رئيس بلدية القدس (تيدى كوليك) قد اجتمع مع الشيخ إسحق إدريس مستشار الرابطة الإسلامية العليا بالرياض الذى وصل على طائرة شركة العال الإسرائيلية قادما من القاهرة وهى أول زيارة تقوم بها شخصية دينية على هذا المستوى ، وقد سلم كوليك إدريس تمثالا من النحاس لقبة الصخرة وعبر له الشيخ إدريس عن رغبته في الحصول على صورة تشتمل أيضا على حائط المبكي .
كل جاسوس أمير
* لكن الدهشة من كل ما سبق تتراجع إزاء ما ذكره ( مليمان،رافيف ) في كتاب لهما بعنوان ( كل جاسوس أمير ) يقولان فيه :[ إن جهاز المخابرات الإسرائيلية ( الموساد ) قد فوجئ بتحركات مستقلة للثلاثي ( خاشوقجي ، نيمرودى ، آل شويمر ) مع العديد من المسئولين الإسرائيليين .. وكانت تلك التحركات عن طريق شارون الذى صار وزيرا للدفاع وعلا نجمة وأعلن في خطاب في ديسمبر 1981 عن امتداد مصالح إسرائيل الأمنية والإستراتيجية من أواسط إفريقيا وشمالها .. وحتى باكستان ، وقد حصل الثلاثي على وثيقة سرية كتبها ولى عهد السعودية آنذاك الأمير فهد اسمها ( خطة فهد للسلام ) لتسليمها للسلطات الإسرائيلية والتي تلتها مبادرة شقيقه الراحل (عبدالله) المسماة المبادرة العربية للسلام (2002).
* ولكن الدهشة تقل تدريجياً عندما يعترف خاشوقجي في عيد ميلاده الـ 55 والذى احتفل به في مدينة السينما “كان” لمراسلة صحيفة يديعوت أحرونوت بالقاهرة (سامدار بيري) أن (عملية موسى) لتهجير يهود الفلاشا الإثيوبيين إلى إسرائيل والتي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل والسودان عبر الأراضي السودانية قد تمت في منزله خلال اجتماع سرى عقد فى مزرعته الخاصة بكينيا عام 1982 وحضره كل من جعفر نميرى وشارون وزوجته ونيمرودي وزوجته وآل شويمر ، ورئيس المخابرات الإسرائيلية ناحوم إمدوني ) ( مجلة الدستور 20/8/1990 ) وتواصل سامدار بيري حديثها عن التعاون الأمني بين خاشوقجي والإسرائيليين قائلة [ إن خاشوقجي نصح الإسرائيليين بقولة : أقترح أن تسلموا السلطة إلى صديقي إريك ( يقصد إرئيل شارون ) وعندئذ سيكون كل شيء على ما يرام ] .. وبعد 20 سنة من هذا الحديث تولى شارون السلطة .. وأصبح كل شيء في منطقتنا على ما يرام من ذبح واستيطان وأسر لآلاف الفلسطينيين تماماً وفق ما تمنى وسعى إليه كل من خاشقجي وآل سعود !! .

قد يعجبك ايضا