واقعية البرنامج الحكومي ومسؤولية المجتمع

عباس غالب

تعتبر التظاهرة الحاشدة التي خرجت منذ يومين وسط العاصمة صنعاء بمثابة استفتاء شعبي على برنامج حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور ، إذ أن لذلك دلالة واضحة على التأييد الشعبي منقطع النظير لقيام هذه الحكومة التي تمثل بالنسبة لعموم المواطنين بارقة أمل للخروج من أسر التحديات الخارجية والداخلية الراهنة معاً.
وأتصور أن البرنامج الحكومي المطروح أمام  النواب لنيل الثقة  ينحاز أكثر إلى الهم الوطني وفي المقدمة الاستمرار في مقاومة العدوان وتحفيز الصمود  الذي يجترحه  المواطن اليمني منذ قرابة عامين .
ومن الواقعي أن تبلي الحكومة حسناً في إدارتها البناءة لكافة المؤسسات ذات الصلة بخدمة المواطن ورفع جاهزيته وإنتاجية المجتمع و إدارة الموارد المتاحة وتعزيز الأوعية الإيرادية بصورة عامة ،فضلاً عن فتح النوافذ أمام الدول التي تتعاطف مع مظلومية اليمن وكذلك تفعيل واستقطاب المنظمات والمؤسسات الدولية الممولة للمساعدات الإنسانية بالإضافة إلى الاهتمام بملف اللاجئين والمهجرين والعمل على تخفيف معاناتهم .. والكثير مما يتطلبه أمر معالجة عديد من هموم المكونات المجتمعية والقطاعات الإنتاجية وغيرها.
وبالمناسبة فإنني أصدقكم القول أن شخص الدكتور عبد العزيز بن حبتور رئيس الوزراء قد خبرته المواقع القيادية التي شغلها خلال الفترات المنصرمة  وكان في موقع القرار والكفاءة والقدرة وسعة الأفق في أداء تلك المسؤوليات  حيث وجدنا في الرجل خلال تحمله هذه المسؤوليات أنموذجاً للكفاءة والاقتدار ،فضلاً عن قيادته الحكيمة وموافقه الثابتة وآرائه البناءة والشجاعة ، الأمر الذي سيمكنه بالتأكيد من القدرة على قيادة زمام حكومة الإنقاذ الوطني التي جاءت في ظروف استثنائية ،يرزح تحت ظلالها اليمن لعدوان سعودي- أمريكي ظالم وحصار شامل سيجعل بالضرورة أداء هذه  الحكومة  مكثفاً في إدارة الشؤون الداخلية وإمكانية تجاوز الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الوطن راهناً .
ولا أعتقد أن هذا الأمر سيتجذر في واقع المتغير اليمني مالم تجد الحكومة تعاوناً من قبل مكونات العمل السياسي..وبالتالي فإن الأداء الحكومي سيكون منضبطاً و مسؤولاً يتفهم الواقع الذي تتحرك فيه الحكومة..وبأن تكون قيادتا المؤتمر وأنصار الله إلى جانب هذه الحكومة سنداً تشد من عضدها وتوجهها بين الحين والآخر إلى مواطن الصواب وبحيث تتعزز قدرتها على إنجاز وحلحلة الكثير من القضايا والمشكلات التي يعاني منها الوطن والمواطن جراء استمرارية العدوان والحصار.
ولا أنسى في هذا الصدد الدور المسؤول  للإعلام ودعوته بأن يكون مؤازراً لأداء الحكومة وبأن لا يسقط في فخ إغراءات البحث عن السبق الصحفي دون الاكتراث بالحقيقة وبأن المرحلة تقتضي كذلك بأن يكون هذا الإعلام الذي صمد أمام مجمل التحديات الراهنة عوناً وداعماً للحكومة وهي تقتحم هذا المعترك الحضاري بكل امتياز في الظرف الراهن .

قد يعجبك ايضا