26 سبتمبر الصحيفة والمولد النبوي

مطهر تقي

احتفلت بلادنا وسائر الدول الإسلامية بذكرى المولد النبوي على صاحبه وآله أفضل الصلاة والسلام في ظل ظروف عسكرية وأمنية واقتصادية في غاية الصعوبة والشدة وكأن شعبنا اليمني العظيم يستجير بالله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم بتلك الاحتفالات العظيمة .
ولكن مولد محمد عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الكرام يستحق من أمته أن يبجلوا ويعظموا هذه المناسبة العظيمة ولا أتصور صدق من يقول أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة إسلامية فالبدعة عادةً هو إحياء مناسبة ليست محل اهتمام الأغلبية أو القيام بأمر من شأنه أثارة ما اتفق عليه الرأي العام وهذا يؤكد أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس بدعة وظلالة فكل أمة محمد في مشارق الأرض ومغاربها تحتفل بها قيادات وشعوب ومثل على ذلك احتفالات الشعب المصري حكومة وشعب وهي من أكبر الدول الإسلامية إلا نموذج لاهتمام العالم الإسلامي بإحياء هذه المناسبة العظيمة وربما أن السعودية هي الدولة الإسلامية الوحيدة في العالم الإسلامي ومع دولتين خليجيتين ترى في هذه الاحتفالية بدعة بحكم فكرها الوهابي المتشدد إزاء عدد من القضايا الإسلامية الخلافية .
ومن باب الإنصاف أقول أنه من الممكن أن يكون هناك حق لدى البعض ممن يعترض على بعض الاحتفالات الإسلامية مثل الاحتفال بيوم عاشوراء يوم استشهاد الحسين رضي الله عنه وكذلك الاحتفال بيوم الثامن عشر من ذي الحجة يوم الغدير الاحتفال بهما يعتبره البعض بدعة بحكم أن ذلك لم يحظ بإجماع العالم الإسلامي كما هو الحال في الاحتفال بالمولد النبوي و لكل طرف حججه و آرائه التي يستند إليها.
وإذا عدنا إلى الاحتفال بالمولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم وما صاحب ذلك من اهتمام كبير ومن ضمن ذلك اهتمام وسائل الإعلام وفي مقدمتها صحيفة الثورة وصحيفة 26 سبتمبر الأسبوعية وما صاحب ذلك من انتقاد البعض عبر التواصل الاجتماعي على صحيفة 26 سبتمبر بالذات فقد كان ذلك النقد الجارح بدعة صحفية وموقف متشنج لا داعي له ولا يخرج ذلك النقد العنيف في رأيي عن الخلاف السياسي وتباعد المواقف بين فرقاء الصراع الذي لا يجب أن يصل إلى حد ذلك الإسفاف العنيف ومهاجمة مشاعر المسلمين في المعمورة الذين يحتفلون بالذكرى العطرة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم.
وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر لهيئة تحرير صحيفة 26 سبتمبر ورئيس التحرير العميد يحيى المهدي الذين استطاعوا بحق إعادة التألق والدور الريادي للصحيفة بعد أن خمد وهجها وضعف أدائها الإعلامي فقد كانت حتى 2011م نموذج للصحيفة الأسبوعية المتميزة بأداء رئيس تحريرها الأستاذ عبده بورجي وإدارة المتألق والناجح لسنوات طويلة العميد علي الشاطر الذي استطاع أن يجعل من إدارة التوجيه المعنوي إدارة ناجحة بما تعنيه الكلمة وقدمت خدمات عظيمة في مجال التوجيه المعنوي للقوات المسلحة ومن يتابع صحيفة 26 سبتمبر خلال عام 2016م سيجد عودة الروح إلى مضمون صفحاتها ورسالتها الصحفية وما الملحق الأخير لعدد يوم الخميس الماضي والذي كرس للاحتفالية بذكرى المولد النبوي الشريف وتضمن مقالات وإضاءات ومقابلات أثرت المناسبة وأعطت رسولنا الكريم شيء من وهجه وسراجه المنير خصوصاً تلك الدراسة التي استندت إلى الأدلة القاطعة عن الحقيقة الربانية لرسالته السماوية والنبوءات الأكيدة عن شخصه ورسالته للعالمين كما وردت في التوراة والإنجيل على صاحبهما أفضل الصلاة والتسليم .
فالتهنئة الخالصة لكل أبناء شعبنا اليمني المسلم الذي تشرف أجداده بمناصرة رسول الله في الزمن الذي حورب من قبل أهله وقبيلته قريش كما التهنئة لكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها والشكر والتقدير لإدارة صحيفة 26 سبتمبر على ملحقها الصحفي المتميز وادعو الله أن يعيد هذه المناسبة وقد تجاوز شعبنا اليمني العظيم محنة العدوان وعم السلام كل أبناء اليمن وجمعت المصالحة الوطنية كل قواه السياسية على خير اليمن وأمنه وسلامته ..
والله من وراء القصد،،،

قد يعجبك ايضا