مباحث تعز يصل إلى قتلة الطفلة مرام والمحكمة عقدت أولى جلساتها


تعز / وفاء المطري –
الطفلة مرام البالغة من العمر 7 سنوات التي تعرضت لجريمتي اغتصاب وقتل صباح يوم الاثنين الموافق 2/ 1/ 2013م في منزل جدها باشرت الجهات المعنية بتشكيل لجنة تحقيق لكشف تفاصيل الجريمة وكشف الجناة وتقديمهم للعدالة ففور تلقي البلاغ بالحادثة من قبل مجهول لإدارة البحث الجنائي بتعز باشرت الجهات المعنية بإجراء التحريات حول الحادثة وبعد التوصل إلى الجناة بحسب التحقيقات بدأت محكمة غرب تعز يوم السبت الفائت أولى جلساتها لمحاكمة مرتكبي الجريمة صحيفة الثورة تابعت القضية حصيلة اللقاءات مع المحققين.
– يقول المقدم الركن / رشيد الهمداني / نائب رئيس قسم التحريات: فور وصول البلاغ إلى إدارة البحث الجنائي من قبل مجهول تحركت الإدارة المختصة بذلك إلى مكان الحادثة وجمع الاستدلات وبدأت بإيصال جيران جدة الطفلة مرام بعد استدعائهم من قبل شرطة عصيفرة وتم التواصل مع أدارة البحث الجنائي بتعز بسرعة موافاتنا بالتقرير الجنائي الفني المصور وتقرير المعاينة الطبية بانتداب الطبيب الشرعي لإجراء الكشف اللازم على جثة المجني عليها مرام لمعرفة سبب الوفاة والأداة المستخدمة للجريمة بعد أن تم الاطلاع على معلومات أولية عن الواقعة مع جدة الطفلة مرام
– وبحسب المساعد محمد علوي فإن مرام وأخاها محمد يعيشون مع جدتهما وجدهما منذ 3 سنوات بعد انفصال والدهم عن والدتهم وزواج أمهم بآخر ويروي جد الطفلة الحادثة بموجب محاضر الشرطة بالقول: كنت صباح الحادثة خارج المنزل وعدت إلى المنزل الساعة العاشرة صباحاٍ وإذا بي أشاهد مجاميع من الناس أمام المنزل وقالت لي زوجتي بأنها وجدت مرام مشنوقة داخل المنزل وقد تم استجواب جدة الطفلة والتي بدورها قالت : لقد كنت صباح يوم الاثنين بالمنزل مع حفيديها مرام ومحمد البالغ من العمر 5 سنوات وعندما كنت أقوم بأعمال المنزل وناديت حفيدتي ولكنها لم ترد واتجهت إلى إحدى الغرف ووجدتها مشنوقة على الحبل فأنزلتها وناديت الجيران من النساء وقمنا بتنظيفها وبعد ذلك أخذها الجيران إلى مستشفى طيبة .
وأشار الهمداني إلى أنه تم إعادة جمع الاستدلال مع جدة الطفلة مرام والتي غيرت أقوالها وبعد ذلك تم وصول التقرير الطبي الخاص بالحالة واتضح إن سبب الوفاة هو الخنق الربطي بعد تعرضها لحادثة اغتصاب وفتح بعد أخذ التقرير الطبي محضراٍ مع والدة الطفلة مرام التي أكدت أنها كانت مسافرة بالمملكة العربية السعودية ووصلت لليمن منذ شهر ولم تتمكن من زيارة أولادها وتزوجت قبل شهر من وقوع الحادثة وعندما ذهبت إلى منطقة عصيفرة لزيارتهم شاهدت بعض أهالي الحارة مجتمعين أمام المنزل بتمام الساعة العاشرة تقريباٍ وسمعت بالحادثة .
– وبحسب محاضر الاستدلات أكد أحد جيران الطفلة مرام بأنه سمع جدة مرام وهى تصيح وتوجه إلى منزلها ولقي جثة مرام على الأرض وعندما سألها عن سبب الوفاة قالت لقد شنقت نفسها وباشرت بإسعافها إلى المستشفى وكان جميع أبنائي وأبناء أخي نائمين بالمنزل وعند فتح المحضر حينها مع أبنائه وأبناء أخيه قالوا بأنهم لا يعلمون شيئاٍ عن الحادثة إلا بعد أن تم أخذهم من قبل طقم تابع لقسم شرطة عصيفرة وهنا يقول المساعد علوي: تم أخذ محاضر جمع استدلال لأقارب مرام والمجاورين لمكان الواقعة لأخذ بعض المعلومات منهم لعلة يتسنى لنا الوصول إلى الجناة.
المقدم رشيد الهمداني يقول إن القضية كانت معقدة بعض الشيء لكننا قمنا بتحرير مذكرات إلى نيابة البحث الجنائي للتخاطب مع شركة الاتصالات لموافاتنا ببيانات وحركة الاتصالات لبعض أرقام الهواتف المشتبه بها والواردة بالمحضر وبعد ذلك تم التنسيق مع النيابة لأخذ عينات السائل المنوي لبعض المشتبه بهم وإجراء ذلك على الفتاة كذلك وأرسلت العينات إلى الأردن عبر وزارتي الداخلية والخارجية وكان ذلك بمساندة الجهات الأمنية بالمحافظة والسلطة المحلية للتحقيق وحتى الانتظار لنتائج الفحص تم رفع تقرير أولي بالخطوات التي تم إجراؤها منذ الإبلاغ بالواقعة وأكد التقرير على ضرورة تشكيل لجنة من الطب الشرعي لإعادة الكشف على الطفلة المجني عليها للفصل بين التقريرين الصادرين من الطبيب الشرعي والمستشفى وباشرنا بالتنقل ما بين مدرسة مرام التي كانت تدرس فيها الفتاة والحارات التي كان يقطن بها جار الضحية حول سلوك أحد أبنائه.
وأوضح المقدم/ محمد علوي بأنه بناء على المعلومات التي توصلنا إليها تم إعادة فتح محضر جمع الاستدلالات مع أحد الأشخاص حول المعلومات الجديدة الواردة وعن سبب عدم حضور ثلاثة أشخاص سبق وأن التزم خطياٍ بإحضارهما ولم يحضرهم والتحري عن سلوكيات وسوابق عدد من الأشخاص وكذا اختفاء بعضهم منذ يوم الحادث وحينها عرضت آخر التطورات على نيابة البحث الجنائي بتعز والتي بدورها أصدرت أمر قبض قهرياٍ ضد شخص اختفى يوم الواقعة رغم طلبه عدة مرات وبموجبه تم تحرير مذكرة من إدارة أمن تعز إلى إدارة أمن إب ليتنقل فريق التحقيق إلى محافظة إب بالتنسيق مع إدارة أمن إب للقبض عليه وتم ضبطه وإيصاله إلى إدارة أمن إب وفتح محضر جمع استدلال حول الواقعة وتحركاته صباح اليوم نفسه وهنا بدأ بشرح تفاصيل الجريمة قائلاٍ : لقد خططت مع شخص آخر منذ مساء اليوم السابق للحادثة على اغتصاب الطفلة مرام وقمنا سوياٍ بمراقبة جدتها بعد خروجها والتسلل إلى المنزل وأردف الحديث: لقد باشرت أولا باغتصابها وكتم نفسها في اللحظة ذاتها وبعد ذلك سلمتها لشريكي في الجريمة الذي حملها إلى غرفة أخرى وبعد ذلك بفترة قصيرة توجه إلي وقال بأنه قد شنقها بجوار الثلاجة وبعد ذلك خرجنا واتجهنا إلى شارع التحرير الأسفل لبيع الهاتف السيار.
وتابع المقدم الركن / راشد الهمداني حديثه قائلاٍ: أنه تم تحرير مذكرة وطلب أمراٍ بالقبض القهري ضد الشريك بالجريمة ليتم التنسيق مع إدارة أمانة العاصمة بذلك وانتقل فريق التحريات المكلف بالقضية إلى هناك وتم ضبط المتهم بجوار منزله وأخذه إلى الإدارة وفتح محضر جمع استدلال بالواقعة وحين بدأ المحقق بأخذ أقواله أنكر ما ذكره زميله وقال بأنه سمع صباح يوم الواقعة أصوات نساء وتحرك برفقة خالته ومعهم جدة الطفلة مرام وجدها إلى مستشفى طيبة وتوجه إلى السوق وشاهد المتهم الأول بجولة عصيفرة وتوجه معه لبيع الهاتف بأحد المحلات بشارع التحرير الأسفل وبعد جمع التحقيقات مع صاحب محل بيع الهواتف قال : بأنه يوم الحادثة وفي الساعة الحادية عشرة صباحاٍ تقريباٍ أقدم (ه.ش) برفقة آخر ببيع الهاتف بموجب بطاقة شخصية تابعة لإحدى أقاربه في حين أنهم قد باعوا له العديد من الهواتف المحمولة برفقة آخرين ليتم بعد ذلك أجراء التحقيقات بتحركاتهم مع أهالي منطقة المفتش ومع جدة الطفلة بالسجن المركزي لإجراء تحقيقات معها بخصوص قولهما .
وبعد كل هذا البحث عن الجناة استنتج فريق التحقيق في لقضية اغتصاب وقتل الطفلة مرام بأنه وخلال السير في محاضر جمع الاستدلال والتقرير الجنائي الفني المصور والتقرير الطبي الشرعي ثبت أنه : بعد مغادرة جدها إلى خارج المنزل وجدتها إلى محطة عصيفرة وتعرض المجني عليها الطفلة مرام البالغة من العمر سبع سنوات للاغتصاب ثم القتل العمد عن طريق الخنق بالربط للعنق بواسطة ((ربطة العنق)) ثم تعليق الجثة على الحبل الخاص بنشر الملابس في غرفة المخزن بمنزل جدها وتبين لنا خلال اعترافات المتهم / (الأول) البالغ من العمر (16عاماٍ) برفقة (شريكة) ومراقبة المنزل وتأكدهم من عدم وجود أحد بالمنزل سوى الطفلة / مرام والدخول إلى المنزل والإقدام على جريمة فقد سرد المشتبه تفصيل قيامهم بارتكاب الواقعة وتفصيل وصف المنزل والملابس التي كانت ترتديها مرام يوم الحادثة وشهادة أفراد أسرته بخروجهما معاٍ صباح يوم الحادثة بحجة إحضار طعام الإفطار ولم يحضروا أي طعام يذكر كما تبين من خلال جمع الاستدلالات من صاحب محل بيع الهواتف بقيام المتهم وعدد من أقاربه بسرقة الهواتف من المواطنين عن طريق النشل وأوضح المحققون وأن هناك خلافات أسرية بين أب الطفلة وزوجته السابقة وأهلها حول حضانة الطفل مرام وأخيها وكشف مسؤولو البحث الجنائي بتعز بأن قضية الطفلة كانت من أولويات اهتمام السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالأستاذ / شوقي أحمد هائل / ومتابعته للقضية ومجرياته منذ الإبلاغ بها خاصة وأن الحادثة قد أثارت الرأي العام بما نشر بوسائل الإعلام المختلفة واستنكار أبناء المحافظة وكافة المنظمات الحقوقية ومختلف أطياف المجتمع واليمن ككل لهذه الجريمة الشنيعة كما تم إيصال المتهمين إلى النيابة المختصة لاستكمال الإجراءات طبقاٍ للقانون.
وبذلك بدأت محكمة غرب تعز أواخر الشهر الماضي أولى جلساتها بقضية مرام بحضور عدد كبير من الحقوقيين والناشطين وأبناء المحافظ الذي طالبوا بسرعة البت في القضية لكونها قضية رأي عام ولتكن رادعاٍ وعبرة للآخرين وتنفيذ القانون حيال مرتكبي هذه الجرائم .

قد يعجبك ايضا