إلى متى الرهان على السراب !؟

أحمد يحيى الديلمي

على خلفية ما كتبته عن  اتفاق القوى السياسية اليمنية. أقول اليمنية بعد أن سقطت الأقنعة وانكشف أمر أولئك الذين زايدوا على الوطن وأبنائه عقوداً من الزمن باسم الوطنية تارة وأخرى باسم التقدمية ومناهضة الرجعية وثالثة باسم القومية والانتصار لقضايا الأمة إلى حد التباكي لكنهم سرعان ما تساقطوا كأوراق الخريف في مزبلة العمالة والخيانة والتآمر على الوطن بالتحالف مع أعدائه. النظام السعودي بما هو عليه من الحقد وترصد البلاء لليمن واليمنيين سقطوا في حبائله وأصبحوا خدام في بلاطه ، مع أنهم طالما تشدقوا بمناصبته العداء واعتباره نظام كابح للتطور والنهج الديمقراطي في المنطقة ومحور ارتكاز للإبقاء على التخلف في اليمن.
المهم أني عقب الإشادة بخطوة القوى الوطنية التي تم على ضوئها قيام المجلس السياسي الأعلى وعودة مجلس النواب لممارسة نشاطه والقيام بدوره التشريعي المنوط به ، تلقيت  اتصال هاتفي ممن لا أجد من صداقته بُداً ، رغم أنه يتسكع في فنادق النجمة الواحدة متنقلاً بين الرياض واسطنبول في نفس المكالمة قال : أنت تراهن على سراب هذا التحالف مجرد لعبة لن تدوم أكثر من شهر مؤكداً أن عواطف الخلاف والتباين تحيط بالاتفاق من كل جانب وأضاف : هناك معطيات كثيرة في الواقع تجعل الوضع قابل للاشتعال في أي لحظة وإن قُدر له الاستمرار فإن الأمر سيتحول إلى كارثة وانفجار مدوي لحظة موعد انتقال السلطة إلى المؤتمر الشعبي العام ، حينها لا استبعد أن تحدث حرب شوارع تُمهد الطريق أمام قوات الشرعية لدخول صنعاء بسهولة ويسر  ، أنت تتباهى بكيان ولد ميتاً ، لا مكان له في المجتمع الدولي ، وسيرفضه الشعب اليمني عندما يعرف خلفيته الحقيقية.
كلام الصديق اللدود لم يكن الوحيد لكنه أضحى لسان حال عدد كبير ممن يتسكعون في فنادق دول العدوان في الخليج وتركيا. مما جعلني أتجاهل كلامه ولم أتحفز للرد عليه ، أختلف الأمر تماماً عقب الصفعة القوية التي وجهتها  القوى الوطنية لكل أصحاب الألسنة الحداد الشحاح.
جاء الوقت المناسب لأقول لذلك المخدوع وأمثاله يمن ما بعد العدوان الغادر يختلف تماماً عن ما قبله.
كل أبناء الوطن الشرفاء يتخندقون في متارس الدفاع عن الوطن ومكتسباته العظيمة ، مئات الشباب يخوضون حرباً مقدسة يبذلون المُهج والأرواح قرابين رخيصة للحرية والسيادة واستقلال القرار الوطني. هذه الغايات العظيمة يرخص لها أي شيء وتسموا معها النفوس فتغدوا مواقع المسؤولية مهما علت ، خندق من خنادق الدفاع والتضحية من أجل الوطن ، فها هو المجلس السياسي الأعلى يترجم التوجه عملياً بالتمديد للرئيس الحالي ونائبه فيسقط كل رهاناتكم الخائبة وقبل ذلك تشكلت أول حكومة وطنية كان مأخذكم الوحيد عليها كثرة العدد وهذا المأخذ سخيف ، فالأمر عادي لو بلغ العدد الضعف طالما أنها حكومة يمنية المنشأ. صدر قرارها من القصر الجمهوري بعيداً عن تدخل أي  عاصمة من العواصم التي اعتادت أن تحشر أنفها في شؤون اليمن.
إضافة إلى أنها ضمت كل الأحزاب السياسية بما في ذلك الأحزاب التي كنتم تتعاملون معها بانتهازية ومكملة للعدد.
أخيراً لنفس الصديق اللدود وأمثاله أقول : إلى متى ستظلون تراهنون على عدو حاقد موغل في العدوان تعلمون قبل غيركم أن همة الأكبر إعادة اليمن إلى بيت الطاعة والتحكم في القرار السيادي ، متى تتعظون وتتعاطون بمسؤولية مع كل ما يجري في الواقع ، كل رهاناتكم خاسرة سقطت في السياسة وفي جبهات القتال، لا مكان لها إلا في أذهانكم أو شاشات العربية والجزيرة ، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ، عودوا إلى حضن الوطن قبل فوات الأوان استغلوا ما تبقى من فترة العفو العام ، ألاّ يكفيكم عامين من المكابرة والعناد ، إنها دعوة صادقة للأعلاميين والأدباء والساسة ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء من أبناء اليمن.
أقول لكم أبواب التوبة مفتوحة ، كفى رهان على السراب ، اللهم أني بلغت ، اللهم فأشهد. !!.

قد يعجبك ايضا