العدوان يستهدف الأطفال على الأرض وفي بطون أمهاتهم

¶ وكيل وزارة الصحة: حالات التشوهات تزداد بالتقادم بسبب استخدام العدوان أسلحة إشعاعية
الأسرة/ زهور السعيدي

الشاب أنور حسن من أبناء مديرية باجل بمحافظة الحديدة نقل زوجته إلى المستشفى وهي في حالة مخاض وانتظر ليستقبل قدوم المولود لم يلبث أنور طويلا قبل أن يعلم انه رُزق بتوأم بعد عملية قيصرية لزوجته لكن الطامة الكبرى ان هذا التوأم جاء مشوها لدرجة مخيفة.

التشوهات لهذا التوأم الذي تم التقاط صور فيديو له لتبثها بعض الفضائيات الوطنية كانت مريعة وتعكس حجم الآثار المدمرة للأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا التي استخدمها ولا يزال يستخدمها طيران العدوان السعودي في استهدافه وقصفه للمناطق المدنية الآهلة بالسكان.
هذه الحادثة وقعت قبل أيام وجرت تفاصيلها في احد المستشفيات بالحديدة لكن هذا الشاب المفجوع اخذ طفليه التوأم وزوجته ولم يلبث كثيرا قبل أن يقوم بمواراة طفليه الثرى بعد ان توفيا عقب ساعات على ولادتهما لكنه تحدث عن معاناة زوجته خلال فترة حملها بسبب قصف الطائرات السعودية وبشكل مستمر للقرية التي يسكن فيها في باجل وكيف أنها ذهبت ضحية للأسلحة المحرمة التي تستخدمها تلك الطائرات.
ظاهرة متزايدة
ولادة التوأم المشوًه في باجل مؤخرا لم تكن حالة استثنائية نادرة فقد أصبح في ظل استمرار العدوان السعودي على اليمن والمتواصل بدون هوادة منذ قرابة العامين .. أصبحت مسألة ولادة الأجنة المشوهين أمرا اعتياديا وكثيرا ما يحدث في المستشفيات كما يقول ذلك الأطباء الذين يؤكدون بـأن أكثر هذه الحالات تحصل  في مستشفيات العاصمة صنعاء ومحافظات صعدة وعمران وحجة والحديدة وذلك بسبب تركيز العدوان على هذه المناطق طيلة الفترة الماضية ولما يستخدمه من أسلحة محرمة دولياً تترك آثارا خطيرة وطويلة الأمد على الأطفال حتى وهم في بطون أمهاتهم.
ويشير الأطباء والمختصون إلى أن تلك التشوهات تتباين ما بين تشوهات بالأطراف وتشوه في ساق واحدة وتشوه أصابع اليدين والقدمين، وشق الشفة والحنك المشقوق وتشوه في الأمعاء وشق في البطن بالإضافة إلى التشوه الكامل للجسد كما هو الحال لتوأم مديرية باجل الذي لفظ أنفاسه بعد ساعات فقط من خروجه إلى الحياة.
أسلحة إشعاعية
وزارة الصحة العامة والسكان تؤكد من جانبها  ارتفاع عدد حالات التشوّهات الخلقية لدى الأطفال حديثي الولادة في عدد من المحافظات وتعيد كل ذلك إلى الأسلحة المحرمة التي يستخدمها العدوان .
ويقول وكيل وزارة الصحة لقطاع الطب العلاجي الدكتور ناصر العرجلي   أن “العدد كبير ولكن لا توجد إحصائيات دقيقة لمثل هذه الحالات الناتجة عن استخدام العدوان السعودي للأسلحة الإشعاعية”.
وبضيف العرجلي في حديثه لـ”الأسرة”: تلقينا في وزارة الصحة  بلاغات كثيرة بخصوص مواليد من هذا النوع من صعدة وعمران والحديدة ولكن طبيعة الأوضاع في ظل استمرار العدوان وما لاقته من تداعيات وتحديات كبيرة على القطاع الصحي حالت دون قيام الوزارة من تنفيذ إحصاء لعدد الحالات من هذه التشوهات التي تتزايد مع مرور الوقت.
كارثة شاملة
العدوان السعودي لم تتوقف آثاره المدمرة على ما يتسبب فيه من قتل مباشر وغير مباشر للأطفال في اليمن بل يصل الأمر فيما يتعلق بالأطفال إلى ما هو اكبر من الكارثة الشاملة وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة “يونيسف” في احدث تقاريرها إن الأمراض الناجمة عن الحرب في اليمن تقتل طفلا كل عشر دقائق، وإن معدلات سوء التغذية هناك هي الأعلى على الإطلاق.
وتشير اليونيسف في  بيان صادر عن مكتبها في صنعاء إلى أن معدل سوء التغذية بين أطفال اليمن في أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث يعاني حوالي 2.2 مليون طفل سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى العناية العاجلة.
كما أن حوالي 462 ألف طفل يمني يعانون سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي زيادة كبيرة تصل إلى 200 %، مقارنة بعام 2014. فيما يعاني 1.7 مليون طفل سوء التغذية الحاد المتوسط.
وتقول  القائم بأعمال ممثل الـ “يونيسف” في اليمن الدكتورة ميريتشل ريلانو: إن “معدلات سوء التغذية في اليمن هي الأعلى والأكثر تصاعداً من أي وقت مضى، وصحة أطفال البلد الأفقر في الشرق الأوسط لم تشهد مطلقاً مثل هذه الأرقام الكارثية التي نشهدها اليوم”.
انتشار الفقر
ووفق المنظمة، تواجه اليمن صعوبات تتمثل في انتشار الفقر وانعدام الأمن الغذائي، فيما تقتصر الرعاية الطبية على أقل من ثلث تعدادها السكاني، بينما أكثر من نصف المرافق الصحية فيها معطلة، ولم يتلقَّ العاملون في مجال الصحة رواتبهم منذ أشهر. كما تواجه وكالات الإغاثة صعوبة في إيصال الإمدادات المنقذة للحياة للناس، بسبب الحرب  المتواصلة منذ أكثر من عشرين شهرا.
ووفقاً لما جاء في بيان المنظمة، فإن أعلى معدلات سوء التغذية الحاد تظهر بين أطفال محافظات الحديدة وصعدة وتعز وحجة ولحج، حيث يسجَّل في هذه المحافظات أكبر عدد من حالات سوء التغذية الحاد الوخيم في اليمن.
وأشار البيان إلى أن محافظة صعدة، تعاني أعلى معدلات التقزم بين الأطفال على مستوى العالم.
وقالت اليونيسف إن 8 أطفال من أصل 10 في المحافظة يعانون سوء التغذية المزمن، بنسبة لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل. وأوضحت أن “طفلا واحدا على الأقل يموت كل عشر دقائق في اليمن بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، مثل الإسهال وسوء التغذية والتهاب الجهاز التنفسي.

قد يعجبك ايضا