العدوان وحدنا … فلماذا تفرقونا ؟؟!!

بالمختصر المفيد

عبدالفتاح علي البنوس

تكاد تكون الحسنة الوحيدة للعدوان بأنه أسهم في وحدة الصف الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية لمواجهته بعد أن كان الانقسام والتشظي هو المخطط السعودي للقوى الوطنية من خلال تغذية الخلافات وإيغال الصدور وتكليف مماسحهم في جمهورية الفندق بالتواصل مع بعض القيادات والشخصيات الوطنية بغية إقحامها في هذه المعمعة واستخدامهم كورق لشق الصف الوطني والاستفادة منهم لدق إسفين بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان ولكن كل هذه المؤمرات والمخططات باءت بالفشل وظلت القوى الوطنية متماسكة رغم كل المحاولات التي سعت للنيل منها وتفكيكها ، وعلى الرغم من بعض المواقف والممارسات السلبية التي صدرت من قبل بعض الأفراد والجماعات المحسوبين على هذا الطرف أو ذاك والتي كانت تهدف إلى تصعيدها وتحويلها من مواقف فردية تعبر عن أصحابها وتعكس وجهات نظرهم الفردية فقط إلى مواقف تعبر عن وجهة نظر الأحزاب والمكونات الوطنية التي ينتمي إليها هؤلاء الأفراد، الذين للأسف لم يستوعبوا بعد خطورة المرحلة ولم يرتقوا إلى مستوى التوجهات العامة للقيادات الوطنية التي تتصدر اليوم زعامة الجبهة الوطنية المناهضة للعدوان والمدافعة عن الأرض والعرض والصامدة في وجه كل الضغوطات والإغراءات.
فالمرحلة اليوم بحاجة إلى إعمال للعقل وتفعيل للحكمة وتغليب للمصلحة الوطنية وخصوصا والعدو ينتظر اللحظة التي يشعر فيها بحصول تباينات أو خلافات بين القوى الوطنية ،فمن الحمق سعي البعض لإثارة الانقسامات وإذكاء المناكفات من أجل مصالح خاصة أو تصفية لحسابات ضيقة  ، هناك عدو قذر يتربص بنا الدوائر وعلينا أن نتفرغ لمواجهته ونصب كل طاقاتنا وجهودنا من أجل ذلك ، ولنثق جيدا بأن مصدر قوتنا وصمودنا وثباتنا وانتصاراتنا هو التأييد الرباني والمساندة الإلهية في المقام الأول والأخير ومن ثم وحدة الصف الداخلي والتناغم الحاصل بين القوى الوطنية المتمثلة في أنصار الله وحلفائهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفائهم والذي أثمر عنه المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني، وأنه لا يمكن للعدو أن يتوغل في أوساطنا ويحقق انتصارات على أرضنا إلا إذا أطلقنا العنان لنزواتنا ولمصالحنا ومهاتراتنا وأوجدنا الثغرات له للتسلل عبرها لنفث سمومه وتمرير أجندته وشروره .
من كان مؤتمريا فعليه أن يلتزم بتوجيهات قيادة المؤتمر، ومن كان من أنصار الله فعليه أن يلتزم بتوجيهات قيادة أنصار الله والتي تصب في مجملها نحو تعزيز وحدة الصف الوطني والابتعاد عن إثارة الزوابع وتبادل المناكفات والسجالات والتراشقات الإعلامية والتركيز في هذه المرحلة على مواجهة العدوان وكشف جرائمه وفضحه وإظهار مظلومية الشعب اليمني ومعاناته جراء العدوان والحصار  .
وبالمختصر المفيد إذا كان العدوان وحدنا فلماذا يصر بعضنا على تفرقتنا وشق صفنا على خلفية مواقف فردية أو مصالح شخصية لا ناقة للوطن والشعب فيها ولا جمل؟ !! لماذا نترك العدو الحقيقي ونبحث عن خلق عداوات فيما بيننا  ؟!! متى يستشعر البعض المسؤولية الوطنية المنوطة بهم في ظل هذه الظروف ويكونون أكثر وعيا وإدراكا لمخاطر الانقسام والتباين في هذا التوقيت ؟!! متى نتخلص من الأنا الزائدة والذات المفرطة ونعمل من أجل الوطن والشعب إلى حين تجاوز البلاد هذه المحنة التي تعيشها ؟!! متى يعي من يبحثون عن الشهرة ومغازلة قوى العدوان لهم من خلال افتعال الأزمات وإذكاء الخلافات واصطياد الأخطاء والمواقف الفردية الصادرة عن البعض بأن الوطن أغلى من كل شيء وأن الشهرة التي تكون على حساب الوطن هي بمثابة العهر والابتذال تماما كما هو الانبطاح في أحضان قوى العدوان  .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا