صحراء البقع تلتهم الغزاة

عبدالغني العزي

من مظاهر التأييد الالهي لأبطال  الجيش واللجان الشعبية  والتي برزت واضحة وجلية في جبهة البقع التي اراد الغزاة تحقيق نسبة تقدم من خلالها  ولو في الحد الادنى  ان قوات الغزاة ومعهم الرعاع الذين تم جلبهم من مناطق متعددة خاصة من المحافظات الجنوبية  يعملون وفق رؤية عدوانية  متناقضة  مع تضاريس الارض اليمنية ومناهضة لارادة المواطن اليمني المعروف تاريخيا برفضه الخضوع لمنطق القوة والاستسلام وبغضه الشديد وعداوته الفطرية لمبدأ مساندة الغزاة والمحتلين  تحت اي مسمى كان …..
هذا الغباء لدى قوات التحالف ولدى من تزج بهم الى محرقة صحراء البقع هو احد مظاهر التأييد الرباني لقوات الجيش واللجان الشعبية في جبهة البقع .. بل ان هذا الغباء لدى الغزاة كان عاملا من العوامل الرئيسة  في تسهيل ابتلاع صحراء البقع لهذه الجحافل الغازية ارضنا في اعتقاد منهم ان ذلك سيتحقق لهم بسهولة  غير مدركين الرفض القاطع حتى  من تضاريس  أرضنا لوجودهم كونها  الارض التي لا تسمح  للغزاة امتطاء ترابها المقدس عبر حقب التاريخ …….
لقد سهل غباء الغزاة ومن يساندهم   مهمة  التهام صحراء البقع لهم   ولعتادهم رغم حداثة ما يمتلكونه من اسلحة فتاكة وخطط مدروسة ….
وفعلا  لقد التهمت هذه الصحراء الأبية أحلام الغزاة وآمالهم فضلا عن عددهم وعتادهم وحولت ما يتطلعون اليه الى سراب اشبه بالسراب  الذي يحسبه الظمآن ماء …. والعجيب في الامر ان هؤلاء الغزاة والمرتزقة  لا زالوا معتقدين  ان خيبتهم في صحراء البقع  انتصار وان  هزائمهم المتلاحقة فيها  تحرير لأرض اليمن من اهلها وناسها ورجالها الابطال الذين  لقنوا كل من حاول تدنيس تراب الصحراء المقدسة  من الغزاة والمحتلين  الدروس المتتالية  اكثر من مرة تساندهم في صناعة تلك البطولات  الصحراء التي اعلنت اكثر من مرة ان مرور الغزاة عليها ضرب من المستحيلات …
لقد كان   رفض صحراء البقع  القاطع لتواجد هؤلاء الغزاة علي ترابها بداية لالتهامهم وافشال كل ما  يسعون اليه من اهدافهم الاستعمارية  العدوانية  وهو ما حدث فعليا خلال اليومين الماضيين  ….
ومع هذه الشواهد الكبيرة  الرافضة  لمبدأ الخضوع والاستسلام للغزاة  والتي اعلنها اليمن ارضا وانسانا نرى جحافل  العدو تمعن في  عتو وغطرسة  متمنطقة بمنطق فرعون ما اريكم إلا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد ….
لقد كانت صحراء البقع هي الخارطة والدليل والراصد والمقاتل الى جانب ابطال الجيش واللجان الشعبية  في تلاحم غريب  يجسد علاقة وصمود الارض والانسان اليمني وشراكتهم في في صناعة الانتصار و دحر  الغزاة والمحتلين  محققين من خلال هذا التلاحم اعظم الانتصارات بأبسط الامكانيات  التي قهروا بها جحافل الغزاة  ونكلوا  بهم ولقنوهم الدروس البليغة المؤكدة على عظمة التلاحم  بين الانسان اليمني والتضاريس  اليمنية العصية  على  قوى الغزو والاحتلال. ولكن الغزاة  في كل مرة لم يستفيدوا مما يحصل لهم من خسائر  مادية و بشرية  وكانت اهدافهم  متشعبة  حتى ان خسروا في تحقيق هدف الاحتلال  فانهم حريصون على التخلص من المرتزقة الذين جلبوهم لمساندتهم بطريقة الدفع بهم الى محرقة الصحراء  او التخلص ممن ينجو منهم بطريقة الغدر المعتاد  مع العناصر المرتزقة رخيصي الثمن….
ومع كثرة الهزائم للغزاة  والمحتلين ومن يساندهم من المرتزقة   فان ذلك لم يصب قناعات ابطال الجيش واللجان في هذه الجبهة بالغرور بل رسخ لديهم الايمان المطلق والثقة الكبيرة  بان الله تعالى هو من يهزم العدو وهو من  يكبدهم الخسائر ويدمر قدراتهم ويصيبهم بالخزي والعار  وان ما يقومون به افراد الجيش واللجان من بطولات نادرة ما كان لها ان تحقق شيئا لولا تأييد الله ورعايته وتهيئته لأسباب  النصر للجيش واللجان  والهزائم للغزاة والمحتلين  البغاة ……
لقد كان الدرس للعدو الغازي بليغا جدا فيما تلقاه في صحراء البقع  وما تكبده من خسائر في العدة والعتاد خلال محاولاته الفاشلة التقدم نحو العمق لمنطقة البقع  ولكن الغريب ان العدو  لم يستفد بالقدر الكافي من هذا الدرس وأنه بحاجة الى المزيد من الدروس الاخرى التي  تجعله يستوعب  رسالة الصحراء ومن عليها جيدا والتي مفادها ان اباء ورفض صحراء البقع مرور تلك الجحافل الغازية   وقرارها التهامهم   وتدمير معداتهم وهي الصحراء القاحلة  فان ما هو اشد واعظم مما حدث لهم من الصحراء هو ما سيلاقونه  من تعامل الجبال والسهول والوديان التي تلي هذه الصحراء إن أصر  الغزاة  المحتلون على  الاقتراب منها …..

قد يعجبك ايضا