الاندبندنت: حلم السعودية بأن تصبح قوة عُظمى ذهب ادراج الرياح

لندن/
قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية في تقرير لها ان حلم السعودية بأن تصبح قوة عظمى في العالمين العربي والاسلامي قد ذهب ادراج الرياح حيث انه ومنذ حوالي سنتين تحاول السعودية تقديم نفسها كقوة كبرى بين الدول العربية والإسلامية وفي عام 2014م، كشف موقع ويكيليكس ان هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة للولايات المتحدة قالت في رسالة عبر بريدها الإلكتروني ان كلاً من السعودية وقطر هما دولتان في حالة تنافس بغية الهيمنة على الدول السنية في العالم.
وتابعت الصحيفة بالقول انه وبعد عام اي في شهر ديسمبر من عام 2015م، أعربت الاستخبارات الخارجية الألمانية وفي خطوة غير مسبوقة عن قلقها من سياسات التدخل التي يتبعها افراد في العائلة الحاكمة في الموقف الدبلوماسي للسعودية.
وبحسب ما قالت الصحيفة البريطانية في تقريرها فان ألمانيا وخلال العام الماضي كانت شاهدا على حالة الزعزعة وعدم الاستقرار التي كانت تعصف بالسعودية، حيث ان ألمانيا لم تكن تتوقع هذه الهزيمة السريعة لطموحات السعودية، والتي كانت تشمل جميع المجالات.
وتابعت الصحيفة بالقول انه وفي الولايات المتحدة، والتي تعتبر الضامن الأساسي للاستمرار في حكم آل سعود، يتزايد الاعتداء فيها تجاه السعودية على المستوى الشعبي، الامر الذي ينعكس في شبه الإجماع في الكونجرس الامريكي لمقاضاة الحكومة السعودية وتحملها مسؤولية هجوم 11 سبتمبر.
وتابعت الصحيفة بالقول انه وتحت إشراف نائب الأمير ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، أصبحت السياسة الخارجية السعودية تتبع المنحى العسكرية وخير دليل على ذلك هو التدخل العسكري السعودي في اليمن لا بل ان الامر لم يتوقف هنا حيث قامت السعودية بزيادة المساعدات لتحالف المتمردين في سوريا المتمثل بجبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة.
وقالت الصحيفة انه كان من نتائج التدخل السعودي في اليمن ان اصبح هذا البلد أفقر دولة في العالم العربي وسط تحذيرات من وقوع كارثة إنسانية حيث انه ما لا يقل عن 60 % من سكان اليمن لا يحصلون على ما يكفي من الطعام أو الشراب.
واضافت الصحيفة نقلاً عن خبراء انه وفي وسط تمويل السعودية وقطر لـ(داعش) ومختلف الجماعات المستنسخة عن تنظيم القاعدة، يبدو أن النظام السعودي والقطري لا يعرفان، وغالبا لا يهتمان بمن يقوم بالضبط بتمويل هذه الجماعات.
وحول الاخفاقات الاخيرة التي منيت بها السعودية اثر تدخلها في سوريا واليمن قالت الصحيفة “ان العمل السياسي السعودي الذي حاول الحد من النفوذ الإيراني هناك، كانت له نتائج عكسية تماما على السعودية.”
واردفت الصحيفة البريطانية في تقريرها بالقول انه تم شرح آلية تمويل السعودية للجماعات الجهادية المتطرفة في مقال للكاتب كارلوتا غال في صحيفة نيويورك تايمز والذي بين كيف كان السعوديون قد مولوا حركة طالبان بعد هزيمتهم في عام 2001م، حيث كشف وزير المالية السابق لطالبان، أغا جان معتصم في مقابلة معه كيف انه كان يتوجه الى السعودية لجمع مبالغ كبيرة من المال ثم ينقلها سرا إلى أفغانستان، حيث نقلت الصحيفة عن مسؤولين أفغان قولهم أن الهجوم الأخير الذي شنته طالبان والذي ضم 40 الف مقاتل من طالبان كلف الجهات المانحة الأجنبية 1 بليون دولار.
وأضافت الصحيفة بالقول ان اللوم اليوم يلقى على الأمير محمد بن سلمان داخل المملكة وخارجها لسياسة سوء التقدير والتسرع التي اتبعها والتي جلبت الفشل والجمود، حيث انه وعلى الصعيد الاقتصادي، فان مشروعه 2030م والذي يعتبر السعودية بأنها ستصبح أقل اعتمادا على عائدات النفط الامر الذي تسبب له بالشك الممزوج بالسخرية منذ بداية مشروعه، ومن المشكوك فيه ايضاً ما إذا كان سيكون هناك الكثير من التغيير في نظام المحسوبية حيث تنفق نسبة كبيرة من عائدات النفط على توظيف السعوديين بغض النظر عن مؤهلاتهم.
وتابعت الصحيفة انه تجدر الاشارة هنا الى الاحتجاجات العارمة التي شهدتها من قبل العمال الأجانب، لأنهم لم يحصلوا على رواتبهم حيث كان رد المحاكم السعودية هو الجلد والسجن.
واشارت الصحيفة البريطانية في تقريرها إلى “انه وفي الاجتماع الذي عقد مؤخراً في منظمة أوبك وافقت السعودية على الحد من إنتاج النفط الخام بينما ايران ستقوم بزيادة انتاج النفط .”
واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة: أثبتت محاولة السعودية ودول الخليج النفطية التي كانت تسعى لتحقيق الهيمنة في العالمين العربي والإسلامي انها كانت كارثية على الجميع تقريبا، حيث ان استعادة السيطرة على شرق حلب من قبل الجيش السوري والاستعادة التي ستتم قريبا للموصل من قبل الجيش العراقي تعني هزيمة السعودية والدول النفطية.

قد يعجبك ايضا