تحية إلى صناع المجد وحراس الكرامة..

طه العامري

بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي مع دعاة (الشرعية) المزعومة أو مع من يطلق عليهم تارة بـ(الانقلابيين والمتمردين) وأخرى بـ (سلطة الأمر الواقع) وبغض النظر أيضا عن قناعتي وخياراتي السياسية والفكرية ، وبمعزل عن كل هذا سأتحدث هنا ليس باعتباري (صحفياً أو محل   لاً سياسياً) بل سأتحدث كمواطن يمني يعيش هذه التداعيات المؤلمة التي يعيشها شعبي وأبناء وطني ..وأتساءل عن أطراف الصراع الدامي وجدلية الربح والخسارة فيه ..إذ هناك ما يطلق عليه بالشرعية يقف خلفها تحالف إقليمي ودولي مكون من قرابة 18 دولة وعلى رأسهم الجارة الكبرى لبلادنا (مملكة آل سعود) بكل قدراتها المادية والعسكرية وعلاقتها الإقليمية والدولية وخلفها يصطف المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إضافة إلى المنظمات الإقليمية والدولية بدءا من الجامعة العربية مرورا بمنظمة المؤتمر الإسلامي.
هذه الشرعية بكل حضورها والدعم الذي لديها والقدرات التي تحارب إلى جانبها ظلت لقرابة العام والنصف تدير شؤونها من فنادق الرياض ولا تزال مكاتب هذه الشرعية حتى اللحظة في ذاتها الفنادق.
وإن عادت كما تزعم لبعض المحافظات في زيارات خاطفة تلتقط خلالها الصور التذكارية من باب رفع معنويات أتباعها ..أقول لقرابة العامين ظلت حكومة الشرعية ومعها رئيس ما يسمى الشرعية في العاصمة السعودية أي عاصمة العدوان فيما (المتمردون والانقلابيون) يديرون شوؤنهم من صنعاء عاصمة الوطن..
إذا ما تأملنا في ميزان القوة العسكرية فإنه لا وجه للمقارنة بين قوات الشرعية المزعومة وحلفائها من دول وتحالف العدوان مقارنة بما لدى (الانقلابيون أو المتمردون) كما يحلو لدعاة الشرعية المزعومة تسمية خصومهم السياسيين ، وهناء يأتي سؤالنا من هو المنتصر في هذه الحرب وهذا العدوان غير المتكافئ ..؟!!
هناك 18 دولة بكل قدراتها وخلفها كل العالم يساندها في عدوانها على شعبنا تحت يافطة (إعادة الشرعية) وهناك إلى جانب القدرات المادية والعسكرية حصار مفروض على بلادنا برا وبحرا وجوا وبتواطؤ دولي وأممي ..يقابل كل هذا الحشد الدولي وحسب خطاب دعاة الشرعية مجموعة من ( المتمردين والانقلابيين ) ؟!
وبعد قرابة العامين والنتيجة التي تفرض نفسها ميدانيا نتساءل من هو المنتصر ؟
هنا وقبل الإجابة على هذه التساؤلات أجدني أولا اعبر كمواطن يمني يعشق تراب وطنه ويفتخر بكل شرفاء وطنه أجد نفسي فعلا أعلن وأقول أن من لا يقبل تراب الأرض تحت أقدام رجال الرجال الصامدين في جبهات القتال في عسير و نجران وجيزان وميدي وباب المندب ومأرب ونهم فهوا ليس يمنيا ولا ينتمي لهذه الأرض المباركة ولهذا الشعب الصابر والمجاهد والعنيد والعصي على الانكسار ..نعم لأولئك الأبطال كل حبي وولائي ووفائي لهم بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي مع القادة السياسيين في صنعاء لكن هذا الخلاف لا يعني أنني أتجاهل بطولات هؤلاء الأبطال وملاحمهم اليومية المستمرة منذ قرابة عامين والذين استطاعوا ليس كسر شوكة العدوان وتمريغ كرامتهم على حدود الخارطة الوطنية بل قدموا نماذج راقية في الصمود البطولي ودروسا عسكرية بالغة الأهمية سوف تدرس في أرقى المعاهد العسكرية في العالم ..
نعم بعد كل هذه الفترة الزمنية من عمر العدوان ورغم كل العوائق والتحديات والظروف قدم أبطال المؤسستين العسكرية والأمنية ومعهم أبطال اللجان الشعبية نماذج للعمل العسكري غير المسبوق والذي لا نملك إلا أن نحني هاماتنا إجلالا واحتراما لهؤلاء الأبطال الذين استطاعوا إرباك دول العدوان وإسقاط كل حساباتهم العسكرية والذين بأنفسهم اكتشفوا أنهم بحاجة لأن يلتحقوا في مدارس الجيش اليمني ليتأهلوا على يديه ويتعلموا منه فنون الحرب والقتال .
إن هذا الصمود البطولي لرجال الرجال وبالقدرات الشحيحة التي يمتلكونها مقارنة بما لدى دول العدوان, فعل من شأنه أن يسقط كل أنظمة دول العدوان ويقدمها أمام محكمة دولية جراء الجرائم التي اقترفتها بحق الشعب اليمني وقدراتها وبنيته التحتية انطلاقا من هذا الصمود البطولي غير المسبوق لإبطال الجيش اليمني الذين يعتبرون وفق جدليات الربح والخسارة هم الفائزون وهم المنتصرون وان دول العدوان “وشرعيتها” مهزومون بعد أن تتالت هزائمهم وفشلهم في إحداث ولو مجرد ثقب في جدار الصمود اليمني .
هذا الكلام لا أقوله لأني انتمي لهذا الوطن بل سيقوله كُتَّاب التاريخ والمراقبون والمحللون الذين أصيبوا بالدهشة والذهول لهذا الصمود الأسطوري رغم ضخامة الترسانة العسكرية لدول العدوان ورغم القدرات الهائلة التي يتمتعون بها ناديا وعسكريا والعطاء السياسي الدولي الذي يتمتعون وأسلحة فتاكة وحديثة تستخدم لإبادة شعب قرر الصمود ..شعب لا يعرف الماء ولا الكهرباء ولا أيا من الخدمات الأساسية مثل التعليم والطب بعد أن دمروا العدوان مدارس وجامعات وطرقاً وجسوراً وبنية تحتية بما في ذلك مصانع الأغذية الخفيفة ومزارع الأبقار  الدواجن ..وتم تدمير مطاراته وموانئه وكل منشآته الطبية والخدمية حتى وصل إلى أن يعمل ويعيش بدون رواتب منذ أشهر ..كل هذا وأبطاله يصنعون ملاحم لانتصارات يومية ودول العدوان بتكبدون المزيد من الخسائر ويواجهون الكثير من الفضائح حتى غدت دول العدوان محل تندر مواطنيها على صفحات التواصل الاجتماعي ..!!
إذا أليس من حقي أن أفتخر بهذا اليمني الأسطورة وصانع الأساطير بغض النظر عن قناعته وولائه وانتمائه المهم انه ينتمي لي ولهذا الوطن الذي يجمعنا وان دمه هو دمي وهويته هي هويتي ..هذا المقاتل الصلب والعنيد حفيد سبأ وحمير ونشوان الحميري أصل العرب وصانع أول حضارة على وجه الأرض ..هذا البطل الذي يقف شامخا في مواقعه شموخ جبال شمسان وعيبان ونقم ..هذا المجاهد اليمني الذي اخترق ثلاثة خطوط من دفاعات العدو, ونقل المعركة إلى ملعب العدو إلا يستحق أن تنحني له هامتي بل وأن اقبل حذاءه الطاهرة بل والأكثر طهرا من وجوه كل رموز ما يسمى بـ”الشرعية” ناهيكم عن دول العدوان ..!!
نعم كمواطن يمني افتخر ايما افتخار ببطولات هؤلاء الرجال الصامدين الذين أذاقوا العدوان الويل وأهانوا جيوشه وقدراته المادية والعسكرية ..
هذا البطل اليمني الحميري الأصيل أهان بالفعل كل قدرات دول العدوان وأهان جيوشها وقبلهم أهان الآلة العسكرية الغربية الحديثة وأهان كل أسلحتها المتطورة التي وبعد عامين أخفقت في تحقيق تقدم يذكر ..؟!
إن هذه الإرادة الوطنية الصلبة تستحق كل الوفاء والولاء والتحية والتقدير لأنها أعطت الإنسان اليمني مكانة بين شعوب الأرض لم يكن يتوقعها أيُّ من أصحاب العقول الصغيرة والنظرة القاصرة .
إن العدوان على شعبنا تقوده أغنى دولة بالعالم هي (مملكة آل سعود) وتزودها بالأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا أعظم قوة في العالم هي أمريكا وبعدهما يقف طابور طويل من المنافقين والسفلة وتجار الحروب والمرتزقة وممن يقتاتون أرزاقهم على حساب دول وشعوب العالم الفقير .
قطعا هنا لا أتحدث عن (الشرعية ولا عن أتباعها) من البلهاء والأغبياء فكل هؤلاء مجرد بيادق في عدوان  أسبابه ودوافعه وأهدافه وغايته تتجاوز رموز أو دعاة ما يسمى “الشرعية”  لأن آل سعود وحلفاءهم الغربيين ما كانوا ليقدموا كل هذه التضحيات ويضحوا بكل هذه القدرات ويتحملوا أوزار التاريخ ولعنات أجياله من اجل سواد عيون (عبد ربه وزمرته).
لا.. الحكاية أبعد وأخطر من هذه التخريفات لأن عبدربه وزمرته لا يساوون لدى أمراء العدوان ( بيادة جندي من جنودهم ) الذين سقطوا بنيران صناع الكرامة والمجد من أبطال اليمن ..لكن هناك أهداف أهم من حكاية الشرعية التي ليست سوى شماعة يبررون بها عدوانهم الهمجي وهو العدوان الذي تصدى له رجال اليمن وهم عكس “هادي وزمرته”  تماما وهذا ما أدركه العدوان وأدركته المطابخ التابعة لهم بعد قرابة عامين من المواجهة .
عامان انتصر فيهما وبجدارة صناع الكرامة الوطنية من أبطال اليمن وهو الانتصار الذي أذهل الأعداء أنفسهم قبل الأصدقاء والحلفاء ..وإن كان الأعداء يصرون على المكابرة إعلاميا خوفا من انكسار معنويات أتباعهم وشعوبهم أما جيوشهم فقد عرفت حقيقة من تواجه ..
سياسيا أعطى العدوان نصرا إضافيا الشعب اليمني بعد أن منح دعاة “الشرعية” وحلفاؤهم المعتدون شرعية كاملة لم يصفوهم بـ”الانقلابيين والمتمردين” فبدا المشهد عكسياً وبوضوح وظهر المتمرد هو الفار ومن جلب العدوان، والشرعي هو من ثبت بين أهله وعلى تراب وطنه ..
للموضوع صلة

قد يعجبك ايضا