رجال الله

أشواق مهدي دومان
وجاءتكم تمشي على استحياء، ليبلغها شرف النظر إليكم ويشنّف أذنيها صرختكم المجلجلة بين الوديان، والصحارى، وعلى قمم الجبال، وأنتم تقتحمون مواقع العدو وتتساقط تحت نعالكم كأوراق الخريف المهترئة…
تمضي خجلى لتشتم عبق التراب الذي تثيره خطواتكم أيّها الحُفاة الشّعث الغُبر ؛ فقد فاق طهركم وزكاوة أنفسكم عبق طيب العود وكل ماركات العطور الفاخرة، التي يسكبها المعتدون على أجسادهم لتغيّر رائحة نجسهم، ولكنّها لا تزول فهم – سلمان وأولياؤه- المعتدون الأوباش – هم مخضريّة رِجس من كلّ جنس وشكل ولون، فلو أنفقوا ما في الأرض جميعا ليتطهروا فستظل رائحة مكر راعي البقر الأمريكي، وأعرابي الصحراء(شارب بول البعير)، وعفن الإسرائيلي تفوح بغضا وحقدا ومكرا وذِلّة واستكباراً، فكيف لطيب العود أن يطيّبهم، وهم الخَبَث نفسه؟
وما مِن طهارة لهم إلا الموت الزُّؤوام على أيادي رجال اليمن من الجيش واللجان الشّعبية ورجال القبائل البواسل …
نعم.. رجال الله في ساحات الشّرف لأنتم من في ذكركم طهارة وسمو، ومَن إليكم تخطو واثقة حتّى تتشرّف فتقرِئِكم السّلام، بنبض قلب الأم المخلص، وحنين البنت لأبيها وخلجات الأخت لأخيها وشوق الزّوج..
تمرّ مِن بينكم وقد طلبت منكم السّماح حين لم توفكم قدركم وتخشى أن تكون قد قصّرت في وصف عشقها لرميات سواعدكم وتنكيلكم لأعداء الله والوطن..
رجال الله وأسود الميادين
هكذا همست في وجداني حروف اللغة العربيّة الطّافحة عزّة وفخراً وشموخا بكم ؛ لترتقي إلى دقّات قلوبكم الطّاهرة، وبهمس النّجوم الساطعة تؤدي إليكم قسماً بأنّكم من امتلكتموها فاقتصرت عليكم ؛وما عاد لها إلا وسام ذِكركم، وقد أبت إلا أن تضعكم تيجاناً على رأسها العربي المبين وتخبركم بـ:
أنّنا لم ولن ننساكم من دعائنا في سكون الليل وهجعة الطّير، فقد أصبح دعاؤنا لكم كتسابيح الفجر التي تتناغم مع خيوط الشّمس وكيف لا، وأنتم خيوط الشّمس تنسجونها نصرا يلوح في أفق سماء الحريّة؟
تلك الشمس التي هي الأخرى قد عشِقت أن تفيق وتسطع على الأرض شوقاً لرؤيتكم، وأنتم تلقنون مسوخ البشر (من المعتدين ومرتزقتهم ) دروسا قاسية..
تلك الشمس القائلة لكم:
“إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم”.
وقد نصرتموه حين انتصرتم لشعب الإيمان وبذلتم وسخّرتم أرواحكم في سبيل الله ناصرين حريّتكم وإيمانكم وحكمتم التي أمركم الله بأن تصونوها فصنتموها..
رجال الله: تحيّة النّصر والإباء والشّموخ والرّفعة ؛ تنطلق إلى قلوبكم وأسماعكم، ولتؤمنوا بأنّ معكم وبكم وإليكم من الله، نصر وفتح قريب.

قد يعجبك ايضا