امتحانات الفصل الدراسي الأول . . استعدادات مكثفة تتجاوز ضغوط العدوان

¶ الطلبة: جاهزون للامتحانات رغم الصعوبات
تحقيق / أسماء حيدر البزاز

دقت أجراس امتحانات النصف الأول من العام الدراسي الحالي  ..وسط  استعدادات مكثفة لخوض هذه الامتحانات والتأهب لها سواء من قبل وزارة التربية والتعليم والمدارس أو من قبل الطالب وأسرته في تهيئة الأجواء الملائمة لنجاح العملية الامتحانية ،التي ستجرى في ظل أوضاع اقتصادية غاية في الصعوبة يفرضها العدوان إضافة إلى زيادة المخاوف في المناطق التي لازال العدوان مستمرا في قصفها دونما رادع من أخلاق أو ضمير ولعل آخرها مدرسة الفلاح في نهم .رغم ذلك كله يعكس اليمنيون حالة استثنائية من الصمود للعام الثاني على التوالي خاصة داخل الحقل التربوي ..وهنا نتابع أجواء الاستعداد للامتحانات :

الطالب أحمد قاسم الجرموزي – مدرسة القادسية يقول عن مدى استعداداته لخوض العملية الامتحانية:  الحمدلله راجعنا مختلف الدروس المقررة علينا ولا صعوبة في ذلك أبدا ورغم ما حدث مؤخرا من استهداف إحدى المدارس في نهم وذهب ضحية ذلك عدد من الطلبة إلا أن ذلك لم ولن يثنينا عن مواصلة مشورانا التعليمي وأداء الامتحانات رغم صعوبة الظروف لأننا في طريق مستقبلنا ومستقبل بلادنا الذي لن يبنى إلا بسواعد العلم والعلماء.
المطالبة بالحقوق
أما الطالب محمد الصلوي – الصف الثامن فيشكو من كثرة غياب المدرسين خاصة مدرسي اللغة العربية والفيزياء نظرا لتأخر معاشاتهم أو إضراب البعض منهم  نتيجة ذلك مما يسهم في تعطيل العملية التعليمية وإقحامها في صراعات متعددة والمتضرر الوحيد هو الطالب.
وقال الصلوي:  إن ذلك نتجت عنه محاولة تكثيف الدروس في وقت ضيق لمواكبة موعد الامتحانات النصفية ومع ذلك نرجو مراعاتنا في وضع الأسئلة وتصحيحها تقديرا للأوضاع الحرجة التي مررنا بها
الطلبة النازحون
الطالبة سعاد عمران وهي إحدى النازحات من محافظة حجة نتيجة الحرب ، فتوجهت هي وأسرتها إلى محافظة صنعاء وبالذات منطقة سعوان واستأجروا منزلا صغيرا جدا يتوافق مع وضعهم المعيشي وسكنوا لعدة أشهر مضت ، والتحق أبناء عمران بمدرسة اليرموك ، وبعد ذلك عجزوا عن سداد إيجار المنزل فانتقلوا إلى منطقة صرف بعد ان تبرع لهم فاعل خير بدكان صغير يعيشون فيه بشكل مجاني ، غير ان بعد المسافة وصعوبة نقل ملفاتهم إلى مدرسة أخرى خاصة في هذا الوقت الحرج ولظروفهم المادية الصعبة وعدم قدرتهم على دفع المواصلات جعلهم ذلك رهن التغيب عن المدرسة بشكل شبه دائم.
تقول سعاد بتفاؤل:  سنحضر ونؤدي الامتحانات رغم كل الظروف القاسية والنفسية التي مررنا بها ، ولكن لنا مطلباً واحداًد وهو مراعاة ظروف الطلبة النازحين النفسية والمادية.
الدعم النفسي والتربوي
وفي هذه الزاوية توضح لنا مدربة الدعم النفسي والتربوي فايزة الحمزي أهمية الدعم النفسي والتأهيل النفسي للطلبة أولا استعدادا لخوض الامتحانات النصفية خاصة في ظل هذه الأوضاع الأمنية المضطربة التي خلفها العدوان بل انه جعل من دور التعليم هدفا لغاراته.
وأضافت الحمزي:  الدعم  له أهمية كبيرة جدا لأنه يحدث تغييراً إيجابياً في نفسيات الطلاب والطالبات وإعادة الثقة في أنفسهم من جديد وتقبل الدروس والنصائح من قبل المعلم للطالب واحتوائهم وترك آثار إيجابية مكان الآثار السلبية وتحول السلوك العدواني إلى سلوك ودي بين الطلبة ويجعلهم مؤهلين لتجاوز هذه العملية الامتحانية بسهولة ونجاح ويسر بالإضافة إلى الاهتمام والعناية بصحتهم من خطورة التعرض لنزلات البرد خاصة مع اشتداده في هذه الأيام ، وتأثير ذلك على تحصيلهم العلمي .
وتنصح الحمزي الطلبة بتناول وجبة الإفطار يوميا لتدفئة الجسم لتمدهم  بالطاقة التي تمكنهم من استيعاب الأسئلة بشكل جيد وعدم التنقل كثيراً من مكان بارد إلى مكان دافئ والعكس.. وعدم تعرض الجسم بشكل مباشر للهواء البارد بالإضافة إلى الاهتمام بتناول المأكولات والفواكه المغذية  والغنية بال?يتامينات مثل البرتقال والموالح التي تعتبر غذاء صحياً ومفيداً للغاية والاهتمام بممارسة التمارين الرياضية اليومية التي تحسن من أداء الجسد وتحرق السعرات الحرارية وتدفئهم وتجدد نشاطهم للفهم والاستيعاب والحرص على التهوية الجيدة للمنزل  والغرف يومياً وعدم إغلاق جميع النوافذ حتى يتجدد الهواء في الغرف وكثرة شرب السوائل  والاهتمام بالنظافة الشخصية والهدوء وتجنب القلق أو الاضطراب.
تهيئة الأجواء
من جانبها تقول نجاة النجار – مديرة مدرسة سالم الصباح:   إن توفير الجو المناسب في المدرسة وتأهيل المدرس المراقب أو الملاحظ  قبل الطالب لأنه الأساس في خلق بيئة امتحانية ناجحة في لجنة الاختبار وهو الواجب والأهم فعله. .مع ضرورة توعية  اولياء الأمور حول كيفية التعامل مع أبنائهم وكيفية توفير الجو المناسب قدر الإمكان في البيت للمذاكرة والمراجعة ولكل مجتهد نصيب.
يحيى العلفي – مدير مدرسة عمر بن العاص أكد أن  التجهيز للامتحانات تم بشكل جيد وقال:  نحن على أتم الاستعداد لخوض هذه الامتحانات النصفية مع أبنائنا الطلاب، فاللجان مستعدة لذلك جيداً والأسئلة مما أخذوه  ضمن المقررات عليهم والامتحانات متنوعة الطرح والأسلوب ما بين الاختياري والتقريري وغيرها من الأسئلة المباشرة وغير المباشرة بشكل يناسب  الفروق الفردية والأوضاع المرحلية.
وقال العلفي : إن الدعم المعنوي لطلبة المدارس وخاصة في هذه الفترة أو ما يسمى بحالة الطوارئ يعد ضرورة قصوى وذلك لمساعدة الطلاب وخاصة النازحين منهم  على تجاوز آثار الحرب  كونهم الفئة الاجتماعية  المستضعفة  والمتضررة  من حالة الحرب والدمار التي يمر بها الوطن وطبعا لهذه العملية أسس وقواعد يجب اتباعها ومؤسسات تشرف على تنفيذها ليس فقط من المدرسة والبيت بل من خلال كادر متخصص في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي كإخصائيين نفسيين واجتماعيين على اعتبار أن الطلبة هم نصف الحاضر  وكل المستقبل ولذلك يجب أن يتم ايلاء هذه القضية  كل الاهتمام.

قد يعجبك ايضا