1500محطة غاز عشوائية وسط أحياء العاصمة و لا حياة لمن تنادي

وكيل مصلحة الدفاع المدني لـ”الثورة”:

لقاء/مصطفى المنتصر

مهام الدفاع المدني كثيرة ومتعددة ما بين عمليات إطفاء ونزول ميداني و توعوي , فخلال العامين 2015-2016م بلغت تحركات الدفاع المدني 1700تحرك في مختلف الفروع وبمختلف المستويات مستهدفا في مجالات التوعية اكثر من 600معلم ومعلمة و 3 ملايين طالب وطالبة خصوصا في ظل العدوان الهمجي الغاشم على اليمن .
وكيل مصلحة الدفاع المدني العميد عبدالكريم معياد أضاف الى ما سبق خلال حوار أجراه ملحق “قضايا وناس” أن جرائم ومجازر العدوان السعودي فاقم معاناة اليمنيين وزاد من تحديات ومسؤوليات رجال الدفاع المدني.
العميد معياد كشف من خلال هذا اللقاء الكثير من الملفات التي تواجه وتعيق أداء الدفاع المدني ..فإلى التفاصيل:
شهيدان و70 جريحا
في البداية لو تحدثنا عن مدى الأضرار التي لحقت بمصلحة الدفاع المدني منذ بدء العدوان الغاشم وحجم الخسائر البشرية؟
– أهلاً وسهلاً بصحيفة الثورة وملحقها الأمني الرائع “قضايا وناس” والذي قاوم معنا وكان حاضراً وبقوة منذ بدء العدوان وحتى اللحظة،
وبالنسبة لسؤلك فالدفاع المدني مرفق هام جدآ ويقوم بمهامه بإمكانيات بسيطة جدآ لا تزيد عن 5% على ماهو مطلوب في ظل مايمر به الوطن من عدوان غاشم ونحن في الدفاع المدني لحقت بناء خسائر كبيرة على مستوى الضباط والصف والجنود قدمنا خلال عامين شهيدين وأكثر من 70 جريحا منهم من تعرض لإصابات مستديمة وهم طريحو الفراش وبالنسبة للخسائر المادية فهناك اكثر من 15 عربة تابعة لمصلحة الدفاع المدني تعرضت للدمار وخرجت عن الخدمة جراء غارات العدوان الغاشم في عموم فروع المصلحة بالمحافظات الى جانب تعرض مباني و فروع المصلحة للقصف في العاصمة صنعاء وبعض الفروع في عمران ومارب وعدن والمكلا وصعدة فالدفاع المدني قدم خسائر كبيرة ومع ذلك لا نزال صامدين وسنبقى كذلك.
حدثونا عن حصيلة المهام التي نفذها رجال الإطفاء منذ بدء العدوان؟
– المهام كثيرة متعددة الجوانب وهناك عمليات إطفاء ونزول ميداني وعملية توعية , فخلال العامين 2016-2015م بلغت تحركات الدفاع المدني 1700تحرك في مختلف الفروع وبمختلف المستويات وخصوصا في ظل العدوان الهمجي الغاشم , وقدمنا خسائر بشرية اثناء الانتقال لاطفاء الحرائق اكثر من 60 فردا منهم فردان أثناء عملية إطفاء حي السواد الذي تعرض لغارات عنيفة قبل أسبوع تقريبا وأربعة آخرون في حريق القاعة الكبرى .
مهمة كبيرة
عدوان غاشم ودمار هائل وحرائق هنا وهناك تتسبب بها صواريخ العدوان ، ألا ترى أن مسؤوليتكم عظيمة جدا وتفوق قدراتكم وامكانياتكم؟
– على عاتق الدفاع المدني حماية المجتمع أرواحا وممتلكات من اكبر مؤسسة وحتى أصغر محل تجاري .
مهمة الدفاع المدني كبيرة جدا إلا أننا نعاني من شحة الامكانيات وكذا تجاهل بعض المصانع في عدم توفير وسائل الامن والسلامة والتعاون مع الدفاع المدني فنجد مصانع بمليارات الريالات الا انها لا تتوفير لديها ابسط وسائل الأمن والسلامة حتى منظومة الإنذار وإطفاء الحرائق .
وهذه مشكلة كبيرة يواجهها الدفاع المدني حتى على مستوى المنازل يجب ان توفر وسائل الامن والسلامة , فعند توفر وسائل الامن والسلامة نستطيع السيطرة على الحريق وتصبح نسبة الاضرار 5% , أما في حال عدم توفر وسائل الامن والسلامة فالخسائر تصل الى 100% .
من المفترض ان يكون دور الدفاع المدني اشرافيا على المصانع والمباني حتى يعمل الدفاع المدني على توفير مداخل ومخارج الطوارئ والبدرومات , فالبدرومات يجب أن توفر في كل مكان فهي عبارة عن ملجأ حماية وخصوصا في المدارس وهذا للأسف ما لم نجده سوى في مدرسة واحدة فقط .
1500 محطة غاز عشوائية
ماذا عن محطات الغاز حديثة الإنشاء والتي تواجدت بكثرة في الآونة الأخيرة؟هل من تنسيق بين المصلحة وتلك المحطات بخصوص وسائل الأمن والسلامة؟
– للأسف الشديد أن محطات البترول هي الوحيدة تعمل بشكل صحيح فتراخيصها موجودة ومن وزارة النفط وتحت اشراف الدفاع المدني فالمتعارف عليه عند إنشاء أي محطة هو العودة للدفاع المدني لتقديم لهم إرشادات وتعليمات توعوية ثابتة بخصوص وسائل الامن والسلامة والكمية التي يجب توفيرها من الرغوة والبودرة وكذا المضخات الثابتة والإنذار والإطفاء والذي من الضروري توفرها في كافة المحطات ,ولكننا نجد للأسف الشديد بعض المحطات لا تلتزم بهذه التعليمات والإرشادات وهي محطات الغاز التي لاحظنا في الفترة الأخيرة انتشارها وبكثرة ومن دون تراخيص ,فعدد المحطات المخالفة التي تم حصرها بلغ 1500 محطة انشئت بصورة عشوائية ومخالفة للقانون فنجد تلك المحطات بجوار المدارس والمستشفيات والمنازل وفي الشوارع الضيقة وفي كل مكان أصبحت المحطة لا تبعد عن أخرى سوى بضعة امتار وهذا يعد خطراً كبيرا يهدد أمن وسلامة المواطن وهي بمثابة قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة .
هل من إجراءات اتخذتها المصلحة حيال ذلك؟
– بدورنا في مصلحة الدفاع المدني اعددنا إحصائية بتلك المحطات وناشدنا الجهات المختصة وقدمنا ملفا متكاملاً بكل تلك المخالفات بالتنسيق مع وزارة الأشغال وأمانة العاصمة والمجالس المحلية وطالبنا بوضع حلول سريعة وعاجلة ولكن لا حياة لمن تنادي ,فالعدوان قد قضى على كل شيء وناقشنا هذا الموضوع مع الأخ امين جمعان امين العاصمة والذي بدوره شكل لجنة برئاسة الاخ حمود النقيب امين عام المجلس المحلي بالأمانة وحتى الآن لم تبدأ اللجنة بمباشرة عملها وإيجاد الحلول المناسبة .
أمر مبالغ فيه جدا
يعرف الجميع أن رجال الإطفاء أصحاب المهمات الصعبة والمستحيلة ، إلا ان هناك نظرة سلبية لدى المجتمع اليمني ان رجال الإطفاء لا يحضرون في أي حادثة حريق إلا عقب إطفائها من قبل المواطنين وأن وصلوا اثناء الحريق فغالبا لا يوجد في المحركات مادة الإطفاء، ما تعليقك على ذلك ، وكيف يمكن لكم تغيير هذه النظرة؟
– بالنسبة للدفاع المدني تجد أن الدفاع المدني في كل دول العالم يعتبر من اهم أولويات الدولة واهتماماتها. ويتم توفير كافة الاحتياجات والمتطلبات من افراد وعربات ووسائل تأهيل وتدريب وأنظمة متطورة ومتكاملة ,ولكن في بلادنا عكس ذلك تماما ,تلاحظ ان الدفاع المدني شبه منسي رغم أهميته القصوى كونه يتعلق بأمن المواطن وسلامته .
الجانب الآخر عندما يقول بعض الناس ان الدفاع المدني يأتي لحظة إطفاء الحريق بدون مادة الإطفاء فهذا شيء مبالغ جدا وغير موجود إطلاقا ..فحدوث ذلك قد يضع رجل الإطفاء في مواقف محرجة أمام المواطنين وكذلك للخطر مما قد يترتب على ذلك الموقف من أخطار لرجل المرور والمواطن أيضا .وسبق وتحدثت في هذا الجانب انه في حال حدوث مثل هكذا مواقف على المواطن سرعة إبلاغنا برقم العربة ومكان تواجدها وعندها لكل حادثا حديث .
برميل رغوة
لطالما قرأنا في الصحف عن مطالباتكم المتكررة لتعزيز المصلحة وتحسين الخدمة وأيضا احتياجاتكم من محركات وغيرها من الوسائل الضرورية لانجاز أعمالكم على أكمل وجه ، هل وجدتم تفاعل من قبل الجهات المختصة، خصوصا واليمن يتعرض لأبشع عدوان؟
– نحن في الدفاع المدني مقدرين للوضع الذي يمر به البلد نتيجة العدوان الغاشم والذي قد تسبب في إغلاق مؤسسات ومصانع وبدورنا في مصلحة الدفاع المدني نعتبر كوسيلة حصر لكل ما قصفه العدوان واحرقه العدوان سواء ما يخص الدولة أو المواطنين وعندما تخرج البلاد من أزمتها بإذن الله سنقوم بمخاطبة الدولة ومطالبتها بتوفير تلك الاحتياجات الضرورية أما الآن فلن استطيع مطالبتها ببرميل رغوة .
نحتاج 37 ألف جندي
ماذا عن القوة البشرية للمصلحة؟
– لدى مصلحة الدفاع المدني ما يقارب 400 فرد من ضباط وصف وجنود ونحن في حقيقة الأمر بحسب الاستراتيجية التي أعدتها عام 2007م نحن بحاجة لـ37000 الف جندي ناهيك عن ان من ضمن الـ 400 فرد مصابون ومنهم من بلغوا حد التقاعد ومنهم من بلغوا سن الشيخوخة ,فالإمكانيات ليست كل شيء فمتى وجد الوعي وجد الفهم لدى الضباط والصف والجنود.
ما الامتيازات التي يتمتع بها رجل الإطفاء باعتباره الفدائي الذي يضحي بنفسه وروحه وقت اشتداد الحرائق؟
– لا يوجد امتيازات لرجل الدفاع المدني سواء في السابق أو حاليا كان مخصص له مبلغ بسيط لا يتجاوز 3000 الف ريال كبدل مخاطر ولكن تم إيقافها من قبل وزارة المالية منذ عام 1999م وطالبنا بإعادتها في تلك الايام ولم نجد تجاوب اما الان وفي ظل العدوان لم نطالب بشيء من ذلك.
منظومة واحدة
للعودة الى الحديث عن الشهداء والجرحى من رجال الاطفاء هل هناك تكريم لأهاليهم وأسرهم؟ مع العلم اننا لم نشاهد أي حفل تكريم لكوادر هذا القطاع باستثناء التكريم الأخير الذي قام به اللواء الرويشان؟
– لا ..نحن منظومة من ضمن منظومة وزارة الداخلية ونعتبر جهازا منفردا .. فعند استشهاد ضابط أو صف ضابط أو فرد كان  وزير الداخلية السابق اللواء/خالد الرويشان يقوم بواجبه ويقوم بإرسال المستحقات المخصصة لأسرة الشهيد وكذا دفع مقابل الدفن ومنهم من يتم ترقيتهم ومنحهم شهائد تقديرية من الوزارة والمصلحة وهذا جانب ليست الدولة غافلة عنه وقبل أن آتي لإجراء المقابلة وقعت شهادات لدى الأخ اللواء محمد القوسي وزير الداخلية النشيط ونحن متفائلين جدا بهذه الشخصية القوية والأمنية النشيطة.
نصب تذكاري للشهداء
إلا ترى أن الأحرى أن تقوم الجهات المختصة بوضع نصب تذكاري للشهداء من رجال الاطفاء كأقل تقدير للتضحيات العظيمة التي يقومون بها  رغم ان الكثير يحملونكم شخصيا مسؤولية هذا التواري والتجاهل؟
– بالنسبة للنصب التذكاري فهي ليست مسألة ضرورية فهناك ما هو اهم مثال على ذلك ان اقدم  لأسرة الشهيد مبلغ من المال لشراء أرضية واتكفل بتدريس أولاد الشهيد وعلاج اسرهم , وان شاء الله عند عودة الحياة الى طبيعتها يمكن وضع نصب تذكاري تخليدا لادوار الشهداء من رجال الإطفاء .
توفير وسائل الأمن والسلامة
كلمة أخيرة تودون قولها في نهاية هذا اللقاء او إحصائيات وأرقام غفلنا عن ذكرها؟
– اطلب من كل الأخوة المواطنين سواء في القطاع العام أو الخاص ان يعملوا على توفير وسائل الامن والسلامة في مؤسساتهم ومنازلهم ومصانعهم ومحلاتهم حتى على مستوى وسائل النقل المختلفة .
فالشيء الوحيد للوقاية من الحريق هو توفير وسائل الأمن والسلامة , فالدفاع المدني لا يمتلك القدرة الخارقة والسيطرة على كل شيء بإمكانياتنا البسيطة ونعاني من إشكاليات متعددة وكثيرة ونحث المواطن على التعاون معنا لأجل سلامته وأمنه .
والمسؤولية الكبيرة تكون على عاتق رؤوس الأموال والتجار للتعاون في توفير وسائل الأمن والسلامة لبعض المؤسسات والمنشآت والمدارس والمستشفيات , فالعدوان يستهدف كل شيء ولا يفرق بين مستشفى ومدرسة ومنشأة مدنية ومنزل مواطن واصبح كل شيء عرضة للحريق مما لزم علينا التذكير بذلك.
ونحن بدورنا قمنا بجهود كبيرة فخلاف العامين 2015-2016م ليس على مستوى مكافحة الحرائق فقط وانما من خلال عمليات النزول الميداني الى معظم المنشآت والمصانع والمدارس وقد استهدفنا خلال عمليات النزول ما يقارب 600 معلم في امانة العاصمة فقط واكثر من 3 ملايين طالب وطالبة في الجامعات والمدارس وقمنا بتوعيتهم بمخاطر الكوارث والحرائق وأهمية توفير وسائل الامن والسلامة وكيفية التعامل أثنا القصف والحرائق ولاقت تلك الاعمال نتائج ايجابية.

قد يعجبك ايضا