تجار يفضلون إتلاف سلعهم على تخفيض أسعارها!!

الثورة/ أحمد حسن
مقاربة السلع والمنتجات على انتهاء صلاحية الاستخدام في مولات بالعاصمة صنعاء، واحدة من اكبر التحديات التي تواجه المستهلكين من جانب والتجار من جانب آخر وسط تفاقم الكساد في السوق جراء انعدام السيولة لدى المواطنين.

ورغم رصد تحسن طفيف في الطلب جراء استلام بعض موظفي أمانة العاصمة لراتب شهر، إلا أن الوقائع في الميدان تشير إلى أن الكساد في سوق السلع لايزال كبيرا ما يجعل أكثر من 70% من السلع المعروضة في الأسواق عرضة للتلف في غضون أيام بسبب قرب انتهاء فترة صلاحية استخدامها على نطاق واسع.
ويتمسك أصحاب المولات بالأسعار المرتفعة في حين لا يستطيع المستهلكون الشراء مما يؤكد المسار المحتمل لمصير تلك السلع  “نحو مكب القمامة في الأزرقين” كما يقول أحد المشرفين.
تجاهل التحذيرات
وعلى الرغم من التحذيرات الصحية والإرشادات من جمعيات حماية المستهلك إلا أن استجابة الكثير من مديري المولات والمراكز التجارية تبدو منعدمة ويزداد عنادهم مع مرور الأيام فيما هناك كميات هائلة مخزنة في مخازنهم قد تؤول للحرق والتلف.
في أحد المولات كانت الآلاف من كراتين المياه المعدنية في طريقها للإتلاف في حين كان مديرها التنفيذي يرفض مجرد التبرع بمائة كرتون لحملات الإغاثة في شهر نوفمبر الماضي إما اليوم فإن الملايين من الريالات ستكون أمام عينيه خسائر متحققة.
الحال نفسه لدى عدد من التجار لا يستطيعون المواءمة بين سوقهم ومستوى معيشة مستهلكي سلعهم بل يصممون على أسعار خيالية لم يعد بمقدور المستهلكين دفعها.
تنافس على الأرخص
في مكان آخر باتت السلع رخيصة الثمن تملأ الأرصفة والشوارع في العاصمة صنعاء ضمن سباق محموم للحصول على أي سيولة يمكنها أن تقع في أيدي الناس..وهذه السلع التي تسمى “أبو  500 ريال” يحاول التجار جلبها من الخارج بأي طريقة وتصل في بعض الأحيان إلى توفير أطقم أدوات منزلية ومستلزمات التنظيف وعطورات وإكسسوارات بأعداد كثيرة.
وما يثير الريبة هو أن كثيرا من المحلات الكبيرة تحولت بين ليلة وضحاها لبيع هذه المنتجات، بل ودخلت مولات عملاقة هذه التجارة وأصبح شعارها “التخفيضات وتوفير الغالي بسعر رخيص” ورغم ارتياح الأسر لحصولها على مستلزمات بمثل هذه الأسعار إلا أن خبراء اقتصاد وصناعيين يعتبرونها “ضربة جديدة تدق في نعش الصناعة اليمنية إذ أن تحطيم الأسعار بهذا المستوى سيؤدي حتما لتدمير الصناعة الوطنية خصوصا للأواني المنزلية والبلاستيكية وأدوات التنظيف وجعلها عاجزة تماما عن الصمود” حد تأكيدهم.
سلع بلا تخفيضات
الأكثر دهشة هو التمسك بأسعار المواد الغذائية المقاربة على انتهاء صلاحية استخدامها، فهناك تجار يفضلون إتلافها دون التخفيض في أسعارها كما يفعل وكلاء الشركات الخليجية وهو ما يثير التساؤل: هل هذه وسيلة ضغط ضمن وسائل العدوان الاقتصادية ؟!!
حلوى مشهورة كانت الأسبوع الماضي تمر في الطرقات بناقلات كبيرة في طريقها للحرق في حين أن أسعارها مرتفعة في السوق بنسبة 300% مقارنة بالعام 2015م هكذا كان قرار الوكيل إحراقها بدلاً من أن يخفض أسعارها فكانت النار ملاذا لها ، ليس ذلك فحسب، ففي مول مساحته كبيرة جدا هناك الحليب والأجبان تملأ الأرصفة لكن التخفيض فيها بنسبة 20% لم يشفع لها بالشراء وهي تقارب الـ30 يوما.
تصريف خيري
على العكس من هذا الخيار كانت إحدى الشركات اليمنية قد اتخذت طريقا للخير قبل أشهر وقامت بتصريف ما لديها من مواد غذائية مقاربة على الانتهاء كمعونات عذائية وزعتها في المدارس والأحياء واستفاد الآلاف من الطلاب والأسر من تلك اللفتة الخيرية وهي مثال للخير سيذكرها الناس لأجيال.

قد يعجبك ايضا