المواقع والمعالم الأثرية … أعمال نبش وتهريب متواصلة لمافيا الآثار

*قرابة (54) قطعة أثرية ضبطت بصنعاء:
*نيابة الآثار تستمر في تحقيقاتها مع شخصين ضبطت بحوزتهما تلك القطع

تحقيق /عبدالباسط النوعة

برغم العدوان وجرائمه المتواصلة والمستمرة بحق أبناء الشعب اليمني , إلا أن هناك اناسا من أبنائه يعينون العدوان ويقدمون له الخدمات لتدمير شعبهم وهناك من يستغلون تلك الأحداث ليضروا ببلدهم وحضارتهم , ويعملون على نهب كنوزها التاريخية لبيعها بأثمان بخسة للخارج .
وقد كثرت مثل هذه الأعمال في الفترة الأخيرة مستغلين انشغال القوى الوطنية بالعدوان ,وتخفيف معاناة المواطنين الاقتصادية التي ولدها العدوان , ولكن لم يدركوا ان يقظة أبطال الجيش واللجان الشعبية والأجهزة الأمنية عالية جدا ولهم بالمرصاد كما هي لدول العدوان ومرتزقته في كافة الجبهات .

في أواخر الأسبوع الماضي تمكن أبطال الجيش واللجان والأجهزة الأمنية من ضبط مجموعة كبيرة من القطع الأثرية في مديرية الصافية وتم تحريزها في قسم العمري.
اثاث جنائزي قديم
وهنا يقول الأخ مهند السياني رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف ان الهيئة تلقت بلاغا من النيابة الاربعاء الماضي بوجود قطع أثرية تم ضبطها مع شخصين بمديرية الصافية ويريدون من الهيئة فريقا متخصصا لفحص القطع ومعرفة قيمتها التاريخية والأثرية.
وأضاف : كلفت الهيئة فريقا للنزول الميداني الى النيابة من المتختصين الاثارين مهتهم معاينة القطع وفحصها وعرفة قيمتها الحضارية وخلفياتها الأثرية وفعلا كانت معظم القطع وغالبيتها العظمى قديمة وقيمة تعود الى فترة ما قبل العصر الإسلامي وهي عبارة عن قطع صغيرة لأثاث جنائزي قديم وبعض منها عملات قديمة والآن تسعى الهيئة عبر النيابة الى معرفة معلومات عن موطنها بشكل صحيح وأيضا كيف وصلت الى هؤلاء الناس والى أين كانوا يريدون بيعها أو ايصالها ومن يتعاون معهم بذلك .
ولفت الى ان مثل هذه القطع موجودة في الكثير من المناطق والمواقع الأثرية اليمنية وخاصة في الجوف ومارب والمحويت وحتى في إب .
مشيدا بالأدوار البطولية واليقظة الأمنية العالية التي يتحلى بها أبطال الجيش واللجان والأجهزة الأمنية والتي أثمرت عن ضبط العديد من القطع الأثرية التي كانت في طريقها الى التهريب والبيع تم نبشها من أماكن عديدة .
عملات قديمة
من جهته قال عضو فريق الهيئة الآثاري الذي تم تكليفه بمعاينة تلك القطع المضبوطة الأخ عبدالكريم البركاني مدير عام حماية المواقع والممتلكات التراثية ان الهيئة تلقت بلاغا من نيابة الآثار والمدن التاريخية عن ضبط مجموعة من القطع الأثرية تم ضبطها في قسم شرطة العمري بمديرية الصافية وبعد وصول القطع الى النيابة مع المتهمين تم استدعاء الهيئة بطلب رسمي لمعاينة القطع والاطلاع على تلك المضبوطات , وبالفعل وصلت اللجنة الاثارية المكلفة من قبل الهيئة ووجدت مجموعة كبيرة من القطع الأثرية عبارة عن اثاث جنائزي قطع صغيرة تعود الى فترات تاريخية قديمة ومن بينها مجموعة من العملات القديمة .
هستيريا مافيا الآثار
وأكد البركاني ان تلك القطع وبحسب افادة المضبوطين تم اخراجها من احد المواقع في محافظة الجوف ولا زالت التحقيقات مستمرة لمعرفة الموقع بشكل دقيق , مشيرا الى ان تعدد مثل هذه الأحداث التي تستهدف التراث اليمني تدل على الهستيريا التي اكتسبتها مافيا الآثار في النبش العشوائي والاتجار غير المشروع والذي اشتدت وتيرته بعد الترويج عبر بعض وسائل الإعلام عن العثور على قطع ذهبية في إحدى المقابر بمديرية الرجم محافظة المحويت وهذه الإشاعات فتحت الشهية امام تلك العناصر لتدمير المواقع والمقابر الأثرية بحثا عنما يسمونه بالكنوز الذهبية وهذا امر يقلق السلطات الأثرية حيث تلقت الهيئة العامة للآثار عدة بلاغات في هذا الخصوص وهي تقوم حاليا بمواجهة تلك البلاغات والتحري والتأكد منها وهي جرائم بشعة بحق التراث تشمل أعمال نبش وبيع وعبث للمواقع والقطع الأثرية .
وطالب البركاني وسائل الإعلام بالتحري عن الاخبار وتحري المصداقية فيما يتعلق بنشر اخبار تتعلق باستهداف التراث وعدم الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي ونشر اخبار منها خاصة عن الاكتشافات الذهبية كونها تشكل مصدر قلق تعرض المواقع الأثرية لأعمال النبش والتدمير للمزيد من المواقع والمعالم الأثرية .
وقال البركاني ان تحقيقات النيابة لابد وان تجيب على مجموعة من التساؤلات من قبل المضبوطين لديهم حول موطن هذه القطع وكيف وصلت إليهم والى أين كانوا سيأخذونها على أساس يكون لدينا محاضر استدلالات للمواقع التي يتم العبث بها .

قد يعجبك ايضا