(بركان 2)..تحول استراتيجي في مسار المواجهة مع العدوان

مراقبون.. اعتبروه تفوقاً أخلاقياً وتقنياً
زاد من الإحباط وروح الهزيمة التي يعاني منها المنافقون والمرتزقة والعملاء
القوة الصاروخية اليمنية تفوقت اخلاقيا لأنها لا تستهدف المدنيين في كل ضرباتها بعكس العدوان
(بركان 2) اظهر قادة دول العدوان أمام شعوبهم قادة حرب فاشلين
الصاروخ وضع السعودية في حرج كبير فرض عليها الصمت

استطلاع/ محمد مطير

لقد فتح إطلاق صاروخ بركان 2على الرياض الباب على مصراعيه لاستهداف أراضي العدوان  كنوع من أنواع سلاح الردع الذي يكسر غرور وغطرسة هذا العدوان المستمر الذي قام بتدمير البنية التحتية اليمنية  وقتل الأطفال والنساء ودمر المؤسسات الحكومة والخدمات العامة للشعب اليمني.
ولعل خوف المملكة السعودية هذه المرة بدا واضحا جليا في التزامها الصمت المطبق ودخولها وحلفاؤها عالم الحيرة ..فماذا عساها ان تقول بعد عامين من الصلف والعنجهية..
مراقبون تحدثوا عن الرسائل التي اراد الجيش اليمني واللجان الشعبية ايصالها للعدو السعودي ومرتزقته بإطلاقهم بركان 2 البالستي على العاصمة الرياض.. نتابع:

– في البداية تحدث الدكتور يوسف الحاضري – باحث ومحلل سياسي- قائلا: عندما نتكلم عن تطوير منظومة صاروخية لمرتين متتابعتين من اسكود إلى بركان1 ثم بركان 2 وكل مرحلة لها مميزات أقوى من السابقة خاصة على مستوى المدى الصاروخي فهذا يعكس مدى ما تمتلكه القوة الصاروخية من مهارات تصنيعية وتطويرية كرسالة أولى للعدو الأمريكي والسعودي بأنه رغم الحصار وطول مدة العدوان إلا أننا مازلنا قادرين على إعداد ما نستطيع اليه من قوة ومن رباط الصواريخ البالستية .
وأضاف: أنه عندما نتكلم عن مدة 680 يوما من العدوان المدمر والذي أدعى في أول ربع ساعة انه قضى على منظومة الصواريخ البالستية اليمنية فهذا يعكس مدى فشل العدوان استخباراتيا وفشله إداريا وفشله عسكريا وفشله إعلاميا بما لا يمكن أن يقارن على أي فشل سابق لحروب سابقه عبر التاريخ … وهذا كله يعكس أن هناك مفاجآت أشد وأقوى وأعتى من هذه المفاجآت سواء على صعيد التصنيع أو التطوير وان معركتنا طويلة النفس وهذا يعكس مدى ما تمتلكه القيادة من نظرة حربية عظيمة على قدر ما يهدد اليمن من أخطار.
وأكد الدكتور الحاضري أن هناك رسالة أخرى تفيد أن الصاروخ الذي وصل للرياض مارا من فوق حقول النفط السعودية والتي ربما قد ينزل أي لحظة إليها إن أستمر العدوان في عتوه ونفوره ضد الاقتصاد اليمني .. وكذا رسالة هامة جدا أرسلها الإنسان اليمني عبر صاروخه البالستي أن  ترامب الأمريكي وتهديداته وذلك الرعب الذي يفرزه للعالم لم يؤثر على أبناء اليمن إطلاقا فالخوف والرعب الذي اجتاح ملوك وأمراء وحكام العرب منه لا يتواجد في اليمن سواء قيادة أو شعبا ، فقد قابلنا تهديداته بإغراق بارجة والآن باستهداف الرياض وربما القادم حاملاتهم التي في السواحل اليمنية وربما باب المندب وربما معسكراتهم المشاركة في العدوان في ارتيريا وجيبوتي وغيرهما .. فخياراتنا توسعت أكثر وربما تصل إلى دبي أو الدوحة … والقادم أعظم بالله سبحانه وتوفيقه.
دفعة معنوية
– فيما أوضح الخبير في العلاقات الدولية الدكتور عادل الحوشبي أن هناك أكثر من رسالة أوصلها الصاروخ الباليستي بركان ? على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي.. فعلى الصعيد المحلي فقد شكل دفعة معنوية وروحية  لكل مواطن شريف وغيور على وطنه وللمدافعين عنه، وزاد من الإحباط وروح الهزيمة التي يعاني منها المنافقون والمرتزقة والعملاء .. كما أصبحت مقولة القادم أعظم تتأكد مع مرور الوقت.
أما على الصعيد الاقليمي فيرى الحوشبي أن الخيارات الإستراتيجية  التي أعلنها قائد الثورة تتحقق تدريجيا لمواجهة قوى العدوان، بغض النظر عن التصعيد وكلما طال أمد العدوان فهو بالنسبة لنا فرصة لإثبات قدراتنا العلمية والعسكرية الرادعة لقوى العدوان وتطويرها إلى مستويات متقدمة من التكنولوجيا، تحقق توازن نوعا ما في ظروف اقتصادية صعبة وحصار جائر  لم يمنع  وحدات التصنيع من مفاجأة الداخل والخارج وتجعل الطرف المعتدي يفكر مليا في تبني خيارات أخرى للحل.
ولفت إلى أن هذا الصاروخ سوف يثير استفهامات كثيرة  في الداخل السعودي والإماراتي حول أهداف العدوان وتحققها وفشل محاولات التعتيم والتضليل وإمكانية انتقال العمليات الحربية إلى داخل كلتا الدولتين وجدوى استمرار العدوان بشكل عام، كما أن مستوى ثقة هذه الشعوب بحكامها سوف تتزعزع أكثر مما هي عليه الآن.
وتابع الدكتور عادل الحوشبي:  أما على الصعيد الدولي فأنه يدحض مزاعم دول العدوان حول محاربتهم لمليشيات ويغير بعض الرؤى والمفاهيم والمواقف الدولية حول حقيقة ما يجري في اليمن، فدول قليلة قادرة على امتلاك تكنولوجيا صاروخية متقدمة بهذه الدقة والقوة وليس مجرد مليشيات كما تروج له دول تحالف العدوان التي عجزت عن تحقيق أهداف شنها للعدوان، من هنا يبدأ المجتمع الدولي بمراجعة نفسه والتحقق من مظلومية الطرف الأخر أي الشعب اليمني الذي يقود المعركة عبر الجيش واللجان الشعبية ويتصدى للمعتدين المتمثلين بتحالف من عدة دول ويحقق مثل هذه الانجازات ويفاجئ العالم بها.
واستطرد بالقول : إن إطلاق الصاروخ الأخير إلى عاصمة العدو الرياض يثبت للعالم أن الجيش واللجان الشعبية يتمتعون بأخلاق عالية ويلتزمون بقوانين وقواعد الحروب والاشتباك على عكس الطرف المعتدي الذي يرتكب افظع الجرائم والانتهاكات والمجازر ويدمر مقدرات الوطن وبناه التحتية والأساسية بشكل ممنهج ويفرض حصار خانقاً، بري وبحري وجوي، وكان بالإمكان أن يعامل الجيش واللجان الشعبية المعتدي بالمثل، خاصة مع وجود تكنولوجيا صاروخية متقدمة  مثل صاوخ بركان ? وإمكانية تطوير صواريخ أخرى بمواصفات أقوى، التي تجعل رعاة العدوان يفكرون بعدم جدوى استمرارهم في الاعتداء على اليمن.
توازن الرعب
– من جهته يرى الدكتور إبراهيم أبو طالب -كاتب ومحلل سياسي- أن من أهم الرسائل التي وجهتها القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية لدول العدوان أن توازن الرعب أصبح مكتملا وأن التفوق في الجو لم يكن له قيمة عسكرية ولم يجنوا منه إلا رصيدا كبيرا من الجرائم الموثقة ضد المدنيين في مقابل التفوق الأخلاقي لدى هذه القوه الصاروخية التي لم تستهدف أي مدني في كل ضرباتها والتفوق التقني والمعلوماتي بدليل توقيت الضربات ونوعية الأهداف .
واضاف : إن  عامين من العدوان والحصار والإجرام لم تثمر إلا الفشل للعدوان وأن  استمرار العدوان هو في الحقيقة استمرار لتهاوي أنظمة المتحالفين فيه عسكرياً واقتصاديا وسياسياً وشعبيا ودولياً وقانونيا وإنسانيا, وبأن اليمن دولة لم تعد الوصاية عليها ممكنة مهما أو همهم المرتزقة وقوى الاستكبار العالمي بعكس ذلك لأنه البلد الملقب  بمقبرة الغزاة منذ بدايات التاريخ , وأن شعبها الحر هو شعب المستحيلات.
وأن  من اعتمد على الله في دفع الظلم يلازمه النصر على مدار الساعات والأيام والأشهر والسنوات حتى لو اجتمع عليه كل العالم.
قيادة سليمة
أما  أمة الصبور المروني  – ناشطة سياسية واجتماعية – فقد استهلت حديثها بالقول: عندما تمتلك القيادة الرؤية السليمة والصحيحة والإدراك الكامل للمسؤولية ولمعطيات ومجريات الأمور تكون النتيجة هي ضرب صاروخ باليستي بعيد المدى يصل إلى عاصمة العدوان ( الرياض) .. بعد ما يقارب سنتين من حرب ظالمة استخدم فيها العدو كل أنواع الأسلحة المحرمة وغير المحرمة حرب شاملة طالت البشر والشجر والحجر وحتى الحيوانات ..وحصار خانق  برا وبحرا وجوا. . حيث أعتقد العدو فيها أن اليمن بدأ  يفقد قوته إلا أن هذا الصاروخ كان بمثابة صاعق كهربائي هز دول العدوان وجعلهم في ذهول وارتباك شديد أمام جنودهم وشعوبهم بل وأمام أنفسهم كقادة حرب فاشلين.
وأضافت: إن المعتديين لم يستوعبوا حتى الآن أن اليمن ما زال هو ذلك البلد الذي شنوا عليه قبل ما يقارب السنتين عدوانهم الظالم بل أصبح أكثر قوة وصمود وإصرارا على الانتصار .. فعلى دول العدوان أن تستوعب أن اليمن قوي وسيظل قويا بقيادته وبشعبه الصامد في وجه العدوان ..
وتابعت المروني: إن من أهم الرسائل التي وجهت عبر إطلاق الصاروخ أن اليمن قادر على مواصلة الحرب وأنه مازال لدينا الكثير والكثير من المفاجآت والتي ستقلب الطاولة على رؤوس قادة العدوان ..لأنه أصبح بإمكان الصواريخ اليمنية الوصول إلى كل الأماكن التي نريد أن تصل إليها .
اسقاط لذريعة استهداف المقدسات
– أما الدكتور أمين الكميم –نائب رئيس مركزا بن خلدون الطبي- فقد أوضح خلال حديثه أن استهداف الرياض وليس جدة أو الطائف، بهذه الصواريخ جاء لسحب الذريعة السعودية الرسمية التي تقول أن الحوثيين وحليفهم صالح يريدون تدمير مكة المكرمة، الأمر الذي أوقع السلطات السعودية في حرج كبير فرض عليه الصمت.
وتابع : الرسالة الأخيرة للصاروخ الباليستي عبارة عن رسالة مزدوجة وواضحة جلية تخبرهم بأنكم لن تستطيعوا هزيمتنا مهما قدمنا من تضحيات هذا من ناحية ، وأننا نستطيع أن نؤذيكم ولكننا لازلنا نحترم حق الجوار. وأنه ورغم سيطرتكم على البحر والجو لكننا نكسر كافة زحوفاتكم وفوق هذا لا نقوم بتصفية كل مرتزقتكم بالكامل وإنما نطهر أرضنا من دنسكم، وكذلك سيطرتنا على الحدود وداخل العمق السعودي، وهي رسالة واضحة على استعدادنا الكامل والدائم ولن نكل أو نمل.
منوها الى أن إطلاق صاروخ إلى الرياض باسم بركان2 رسالة للعدوان كي يفهم أن سياسته الغبية في غزو اليمن قد ذهبت إلى غير رجعة وان الحرب أصبحت مفتوحة بهدف كسر وإذلال البربرية السعودية، هذا ما سيفهمه العالم كله وسيأخذه مأخذ الجد بكل ما تعني الكلمة من معنى  ولا زال العالم ينتظر ..
وأكد الكميم أن إطلاق صاروخ إلى الرياض أثار رعب ومخاوف ليس فقط السعودية بل وكل دول الخليج والقوى الاقليمية والدولية وما لم يلحقها ضربات متواصلة لكسر السعودية وإجبارها على وقف العدوان فان إطلاق صاروخ من هذا النوع والانتظار لرد فعل السعودية فلن يكون له من معنى سوى اللعب بعش الدبابير وإثارة الجميع ضد اليمن لشن حرب وحشية عليهم وعلى شعبهم لا تبقي ولا تذر.. ولكن في الأخير نقول لهم هذه اليمن القوية بأبنائها.
نسق تصاعدي
الكاتب والباحث الإسلامي إبراهيم الوشلي تحدث قائلا: أثبتت القوة الصاروخية أنها تسير عل? خُط? ثابتة منذ بداية الحرب بنسق تصاعدي أذهل الداخل والخارج واربك حسابات العدو وكانت الضربة الأخيرة لبركان اثنين رسالة قوية جدا لكل قو? الشر جعلتهم يتخبطون فما استطاعوا الاعتراف بالضربة حت? لا يسقطوا أمام جمهورهم. إنهم بعد قرابة سنتين من الحرب الضروس والآف الغارات عل? اليمن كي يحدوا من الهجمات الباليستية ولكن هاهي الضربات الباليستية تزداد تألقا وتطورا مع ازدياد الوقت والشيء المهم في هذا انه لن يعرف مد? الانجاز إلا من يفهمه من أصحاب الاختصاص لأن ما قامت به القوة الصاروخية يعد خارقاً للعادة في مثل هذه الظروف فنحمد الله أن منّ علينا بجيش ولجان شعبيه مخلصين لله ولوطنهم.

قد يعجبك ايضا