كرامتنا .. لا دراهمكم

عبدالسلام الحربي
كرامة الإنسان هي قيمة الإنسان.. وأصالته وعزته ووطنه وأرضه هي أغلى ما يملك الإنسان في وجوده لا تقدر بثمن ولا يمكن لأي كان انتهاكها أو إغراءها لأي هدف أو إملاءات مهما كانت وتحت أي دواعٍ حتى وإن كانت كونها تمس الإنسان نفسه والذي يمثل بهذه القيم ذاته ومجتمعه وأرضه ووطنه.. ناهيك عن بعض الناس وأصحاب المصالح المجردين من كل هذه القيم والصفات الذين يفضلون المال من أي مصدر حتى وإن كان على حساب وطنه وشعبه وأرضه وسيادته واستقلاله.
الإنسان اليمني المعروف عبر التاريخ بأصالته وكرامته وعزته وعروبته وإيمانه وحكمته هي سمات إنسانية لا يمكن أن تتغير وستظل قيمة عبر كل الأجيال شاهدة على عظمة الإنسان اليمني.
لقد عُرف اليمنيون وعبر التاريخ العربي والإسلامي أنهم أهل المدد وأهل النصرة والفتوحات بالرجال والمال والعتاد .. لكن ما يحزن اليوم هو أولئك الحطام ومن يدعون انتماءهم للدين والعروبة الذين يتحالفون في عدوان على اليمن وأبناء شعبنا من دون أي مبرر حقدا منهم على هذا البلد العريق والأصيل وتحت مسميات وتبريرات سنحتها فرصة تلك القوى والجماعات التي تدعي شرعيتها على أبناء الشعب اليمني ومن باعوا ضمائرهم لقوى العدوان التحالفي والأمريكي بقيادة السعودية التي يربطنا بها جوار وحدود أرضية مشتركة وأخوة قبل كل شيء، لم نكن يوماً نتوقع منها هذا العدوان الغادر والجبان وهو ما جعلني أقف بحيرة تجاه عدوان السعودية وتحالفاتها على أبناء شعبنا اليمني منذ عامين استهدف اليمن الأرض والإنسان.. ودمر الشجر والحجر وأهلك الحرث والنسل في بلادنا.
وليس الحال هنا يقال في دولة المملكة العربية السعودية وحليفتها أمريكا في عدوانها على الشعب اليمني بل ما يزيد على الأسى، ويضع أكثر من علامة استفهام هو تحالف بعض الدول العربية على أبناء الشعب اليمني والتي كان الأحرى بها تحويل هذا العتاد والعدة نحو قضيتنا العربية الأولى “فلسطين” وأخوة عرب لنا، أبناء الشعب الفلسطيني الذي يقتل ويحتل ويصادر أرضه من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومسجده الأقصى الشريف الذي يدنس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي المحتل.. وبدعم ومشاركة من الولايات المتحدة الأمريكية!!
إن ما تعانيه الشعوب العربية والإسلامية من ضعف وهوان في صفها العربي هو نتاج لحكامها الذين جعلوا من أمريكا وحلفائها الغربيين فرصة في مد نفوذها وسيطرتها على شعوب منطقتنا العربية وثرواتها النفطية وخلق العنف والانقسام بين أبناء الشعوب العربية وانتقام حكام تلك الشعوب من بعضهم إرضاء لأمريكا وحلفائها من دول الغرب والذين يسعون إلى فرض وصايتهم على شعوب وبلدان المنطقة العربية والإسلامية.
وبالرغم من ذلك العدوان وتحالفاته وعتاده وعدته العسكرية منذ عامين على اليمن وشعبها.. إلا أن الصمود الأسطوري أمام ذلك العدوان قد خيب الآمال وقلب الموازين عند قوى العدوان.. انتصارات على الميدان إيمانا من أبناء شعبنا بحقه وقضيته العادلة في الرد والمواجهة والصمود مهما طال الوقت أو قصر.. وأن العزة والكرامة لأبناء شعبنا اليمني ستظل مرفوعة الهامات شامخة فوق كل الشعوب.
وهنا نقول لقوى العدوان السعودي الأمريكي ولكل العملاء ورجال المصالح من الداخل ومن الخارج: مهما قصفتم ومهما قتلتم ومهما كان حصاركم الظالم لأبناء الشعب اليمني فإن الصمود والعزة والكرامة لأبناء الشعب اليمني العظيم أكبر من دراهمكم التي تدفعونها لمن تحالف معكم من الأعراب وحكام الدفع المسبق وأبناء هذا الشعب اليمني العظيم الأصيل بتاريخه وكرامته وعزته وإيمانه وحكمته منذ فجر التاريخ العربي والإسلامي وحتى اليوم، سيظل والى الأبد إن شاء الله.. ومن نصر إلى نصر بإذن الله تعالى.

قد يعجبك ايضا