وجهة نظر…تحصين الشباب

د. محمد النظاري

الشباب في أي امة، اما ان يكون عامل بناء وتطوير، او معول هدم وتدمير، وكلا النتيجتين محصلة لما تقدمه الدولة لهم، فالحصاد الطيب لا يكون الا بالبذرة الحسنة.
ظهر الثلاثاء الماضي فجراحد الشباب -الذين تم غسيل ادمغتهم- نفسه بسيارة مفخخة مستهدفا نادي الاحمدي برداع، ولكن محاولته باءت ولله الحمد بالفشل، وان كان من نتيجتها استشهاد طفلة في احد المنازل المجاورة للنادي، وتدمير اجزاء من النادي ومدرسة الثورة الثانوية للبنات، والتي لولا انها كانت خالية منهن، والا كانت الكارثة مهولة.
وقع الانفجار قبل نصف ساعة من تحركنا مع لاعبي الكرة الطائرة بنادي الاحمدي الى ذمار للعب الدور قبل النهائي في بطولة الشهيد ذعفان، والتي فاز فيها على شباب رخمة ووصل للنهائي، ولم يمنع الانفجار لاعبي النادي -رغم تضرر منازلهم واسرهم- من السفر لذمار …مثل هذه الروح الرياضية العالية ينبغي دعمها والبناء عليها.
ان شباب اليمن أمانة في عنق الاسرة من جهة وفي عنق الدولة بمختلف مؤسساتها التربوية والرياضية والشبابية من جهة ثانية، ولابد ان يكون العمل تكامليا بينهم لخلق جيل صالح متسلح بالعلم وحب الوطن، واي تقصير منهم، ينتج عنه استقطاب الجماعات الارهابية للشباب.
نادي الاحمدي برداع احدى المؤسسات الرياضية ذات البعد التربوي والثقافي والاجتماعي، وتسخيره لهذا الهدف الرئيس الذي انشئ من اجله، كفيل بالحيلولة دون استقطاب الشباب بما يضر بالوطن والمواطنين.
نداء نوجهه لقيادة محافظة البيضاء ومكتب الشباب والرياضة وللسلطة المحلية، بان يولوا نادي الاحمدي وبقية اندية المحافظة الرعاية والاهتمام وتوفير كل السبل لإقامة انشطتهم، بما يجعل من مقرات الاندية ملتقى للشباب والرياضين ومتنفسا لأنشطتهم .
وزارة الشباب والرياضة – ممثلة بوزيرها الاستاذ حسن محمد زيد – مناط بها تقديم الدعم المضاعف لهذه المنطقة، كونها منطقة خصبة لاستقطاب الشباب من الجماعات الخارجة على القانون، ولا يمكن انقاذ الشباب الا برعايتهم ومضاعفة الدعم المالي والمعنوي المقدم لهم.
قسم التربية الرياضية بكلية التربية والعلوم برداع، هو ايضا بحاجة ماسة لاستعادة دوره من خلال دعم الجامعة والمحافظة ووزارة الشباب والرياضة، فالقسم لم يعد يستقبل الطلاب نظرا لتوسع الاقسام الاخرى على منشآته، وانعدام الادوات المقدمة له، وعدم توظيف مخرجاته.
على كل الجهات اعادة دور القسم لاستقطاب الطلاب كما كان، ويكون متنفسا تربويا ورياضيا وثقافيا، ولتفعيل العلاقة بينه وبين الاطر الرياضية بالمحافظة، فاستيعابه للشباب مجددا سيقيهم من الوقوع فريسة في ايدي من لا يريدون الخير للوطن.. وهنا نشيد باستشعار الدكتور شاكر الزريقي -رئيس جامعة البيضاء- لما يمر به القسم، املين ان يقترن ذلك بالدعم بالأدوات الرياضية وارجاع القاعات الخاصة به .
الارهاب آفة ليست محلية بل عالمية، ووقودها الشباب في كل الدول، ولا يمكن الحد من توسعها، الا بتحصين الشباب ورعايتهم وانقاذهم من براثن الغلو والتطرف.