العالم أيضاً..مغتصب هو الآخر

محمد غبسي
الأضواء تسلط على موائد الطعام وحفلات الوزراء والمهرجين وبائعي الاوطان والضمائر في الوقت الذي يموت فيه شعب كامل من الحصار، والقصف يقتل المدنيين والأبرياء من النساء والأطفال في غياب فاضح لكل وسائل الإعلام فالموت لا يدغدغ جيوب المحسوبين على العالم صحفيين ولا يثير اهتمام قنوات الفسق والفجور وعروض الأزياء.
تجويع اليمنيين وقتلهم صار أمرا عاديا لا يستدعي انتباه احدى الكاميرات التلفزيونية التي كانت قبل عامين تسلط كل ضوئها على صدور تعرت في ساحات الفوضى والتغرير والعمالة.
والعالم الذي كان يدين استخدام العصي لتفريق المتظاهرين بدا لئيما وقبيحا بعجزه المستمر عن ادانة تحالف اعرابي عدواني يقتل ألاف اليمنيين بأسلحة محرمة دوليا.
يا لها من مفارقات تثبت لكل ذي عقل وأحاسيس بأنه الراعي الذهبي لمشروع قتل اليمنيين وتدمير مقدراتهم ونهب ثرواتهم وتمزيق وطنهم.
عندما يستيقظ هذا العالم الحقير يعتمد على بعض المنشورات والشائعات الفيسبوكية ليدين شعبا أو اشخاصا ويصدر قراراته ضدهم ويلحق بهم أشد العقوبات…
وعندما تشن دويلات النفط عدوانا همجيا ضد شعب كامل ودولة ذات سيادة وتقتل وتشرد أبناءه وتتناثر جثثهم في أرجاء وطنهم الذي يتناهشونه كالكلاب يغط هذا العالم في نوم عميق ويرتفع شخيره كي لا يسمع الأنين أو يشاهد الكارثة.
لقد كشف العالم عن وجه قبيح لم تعرفه الشعوب قبل هذا التاريخ بعد أن تم اغتصابه من قبل أمراء النفط والبغال والجمال والحمير.
نعم فأعراب النفط لم يكتفوا بشن عدوان على اليمن فقط _ بل لقد نجحوا تماماً في اغتصاب العالم وجردوه من قوانينه الأممية الإنسانية منها والسياسية والاقتصادية دون أن يحرك ساكناً، وهنا تكمن عظمة وصلابة الشعب اليمني الذي يرفض بشكل قاطع الخضوع لنزوات ورغبات هؤلاء الحمقى والمغفلين في صحراء الحقد والحقد الأسود.
وسلامتكم

قد يعجبك ايضا