الإرهاب ورواقضه

 

عباس الديلمي
مع تأسيس حركة التحرير الفلسطينية (فتح) برئاسة الراحل أحمد الشقيري، وبداية العمل النضالي المقاوم الفلسطيني استخدم الكيان الصهيوني وإعلامه مصطلحي مخربين وتخريب لإطلاقهما على العمل الوطني الفلسطيني وعناصره الفدائية.. بعدها انتقل الإعلام الصهيوني والغربي عموماً إلى استخدام مصطلحي (إرهاب وإرهابيين)، وأعطيا بعداً ومفهوماً أكبر ، ليشمل كل ما يتعارض مع السياسة والتوجهات الاستعمارية والهيمنة الغربية، وكذلك العربدة الصهيونية والإسرائيلية.
ومنذ شيوع مصطلح (إرهاب) قبل عقود من السنوات ، وأنا اسأل نفسي، هل استخدم الغرب والصهيونية العالمية هذا المصطلح عن جهل ، أم هناك خطاً في الترجمة إلى العربية، حيث ترجمت كلمة (إرعاب) بإرهاب، كون الإرعاب هو إشاعة الفزع والخوف وإقلاق السكينة وفرض ما يفرض بالقمع والإكراه والرعب، عكس الإرهاب المحصور في اللغة العربية على إلقاء الرهبة في قلب العدو وردعه عن التهور، كما نص القرآن الكريم وهو يدعو المؤمنين إلى الجاهزية والإعداد بما يرهب عدوهم وعدو الله، حتى يعدل عن حماقة أو تهور أو عدوان ، ومن الإرهاب جاءت كلمة رهبة أي الخشية من الله واشتقت كلمة رهبة أي خشية الله واللجوء إلى الزهد عما قد يُغضب الله سبحانه.
المهم قد يكون في الأمر خطاً في الترجمة وخلط بين كلمتي إرعاب وإرهاب، وبما أن الشائع اليوم هو مصطلح ( إرهاب) بالمعنى إرعاب وإرهاب، وإعلامياً فليس أمامنا إلا التعامل معه بمفهومه الشائع.. ومعناه السياسي الذي جعله حتى يومنا هذا غير ذي مفهوم دقيق ومحدد.
ولتقريب المراد من ذلك نقول: عندما ركز الإعلام الغربي والصهيوني على مصطلح (الإرهاب) وتوجيهه نحو كل ما يتعارض مع ما أشرنا إليه من هيمنة غربية وكل ما يمس إسرائيل والصهيونية العالمية، كان للرئيس السوري والزعيم العربي الخالد حافظ الأسد موقفه الواضح وهو يطالب الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك الهيئات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، بتعريف واضح جامع مانع لمصطلح “الإرهاب” وأن اقتضى الأمر عقد مؤتمر دولي لذلك الغرض كي لا يظل مفهوماً مطاطياً وسيفاً يستخدمه الإرعابيون أو الإرهابيون الحقيقيون في وجه أصحاب الحقوق المشروعة، إلا أن هذا العرض أو الطلب قد رفض، ومازال مرفوضاً إلى يومنا ، بهدف استمرار التلاعب بمصطلح “الإرهاب” وفقاً لأهوائهم ومخططاتهم التي تتجلى اليوم في أبشع صورها.
أنهم يرفضون أن يكون للإرهاب تعريف واضح متفق عليه يتحدد بموجبه ما هو الإرهاب ومن هو الإرهابي، فرداً كان أو جماعة أو دولة.. لأسباب لا يتخفى على ذي عقل وضمير نقي، ومنها أن تظل الأمور عائمة بما يخدم سياسات الهيمنة والإرعاب والتخريب وسلب الحقوق والتدخل في شؤون الغير.. الخ.
ولننظر مثلاً إلى ما مارسته وتمارسه السياسة الأمريكية ومن في فلكها وكذلك مملكة بني سعود – منذ نشأتها – وأحد المستفيدين من عدم التعريف الدقيق للإرهاب ومن هو الإرهابي .. وعليه فلا عجب أن يكونوا في صدارة رفض أو روافض هذا التعريف.

قد يعجبك ايضا