إيجار المنازل فزاعة تخيف الأسر

 

> مستأجرون : صعوبة الأوضاع الراهنه فاقمت مشكلة الإيجارات وجعلت المؤجر أكثر حدة في تعامله معنا

تحقيق / وائل الشيباني

أصبحت مشكلة الإيجارات كالقنبلة الموقوتة التي تهدد الأسر خاصة الفقيرة مع ازدياد الأوضاع الاقتصادية في وطننا الحبيب سوءاً واستمرار الحصار الخانق من قبل العدوان الهمجي على كل فئات المجتمع وأطيافه مما اجبر المؤجر للضغط أكثر على المستأجر حتى وان كان من اقرب الناس إليه ليلبي احتياجات أسرته هو أيضاً … معاناة المواطنين البسطاء وتعامل أصحاب المنازل معهم وغيرها من التفاصيل تجدونها في سياق التحقيق التالي:
ليس كل المؤجرين يمتلكون قلباً رحيماً ويقدرون ظروف المستأجرين في ظل الأوضاع الراهنة فهناك قلة تفعل العكس, فهاهو أبو عبدالمجيد يعود إلى منزله بعد زيارته لأخيه ليجد قفلاً كبيراً معلقاً على باب منزله فوق قفله الأساسي وحين سأل عن الفاعل قيل له هذا صاحب المنزل.. فخرج إليه المؤجر قائلاً: لن أفتح الباب إلا بعد أن تدفع لي إيجار السبعة الأشهر السابقة فقد صبرتُ عليك بما فيه الكفاية عُد من حيثما أتيت ولا تأت إلا والإيجار معك أما عن أثاث المنزل فسوف يكون مرهوناً لديّ لحين دفع الإيجار.
حاول الجيران التدخل لكن دون جدوى فطلبوا منه أن يسمح له حتى يأخذ أبسط حاجياته لكنه رفض فعاد أبو عبد المجيد إلى منزل أخيه ودموع زوجته وأولاده ترافقه وهاهو الآن يحاول أن يدبر مبلغ الإيجار لكي يتمكن من إخراج أثاثه لبيت آخر يملك صاحبه قلبا رحيما كباقي أبناء اليمن.
(انعدام الإنسانية )
لم يكن قلب المؤجر جابر مالك أحد المنازل أقل قساوة من سابقه بل فاقه بكثير فقرر أخذ أثاث المستأجر ورماه خارج المنزل أثناء غيابه وعندما عاد مهيوب لمنزله صُدم بأن أثاث منزله في الشارع وزوجته وأولاده في منزل الجيران حاول مهيوب أن يتفاهم مع صاحب المنزل بأن يصبر عليه قليلاً لكنه رفض وطلب منه أن يغادر المنزل لأنه وجد مستأجراً آخر وأما عن الإيجار فيدفعه بالتقسيط.
فما كان من مهيوب إلا أن أخذ زوجته وأولاده للقرية لأنه لا مكان لهم بعد أن استلف تكاليف السفر من أحد جيرانه وهو يدعو على صاحب المنزل الذي افتقد لأدنى معايير القيم الإنسانية.
(ظروف قاسية )
انتهى الشهر وصاحب المنزل ينتظر دفع الإيجار لكن دون فائدة فقرر أن يطرق باب المستأجر لأخذ المبلغ الشهري المقرر عليه وما هي إلا لحظات حتى خرج له المستأجر بحال رثة فهم أن جاره قد باع نصف أثاث المنزل من أجل أن يوفر قوت أولاده.
هذا ما أكده الوالد محمد سويد صاحب المنزل وما جعله عاجزاً عن الحديث وطلب الإيجار هو سوء الحالة التي وصل إليها بعد أن استغنى عنه صاحب العمل فخرج صاحب المنزل من عند جاره بعد أن سامحه من إيجار المنزل المتأخر عليه ووعده بخصم نصف الإيجار شهرياً لحتى تفرج أزمة البلاد وينتهي العدوان على بلادنا ودعوات جاره وزوجته تصحبه.
( قلوب رحيمة )
استغرب الحاج صولان الذي يملك عمارة في أحد الأحياء السكنية في حي الدائري من تأخر أحد المستأجرين في عمارته عن دفع الإيجار فقد وعده في الشهر السابق والذي قبله أنه سوف يُحضره بنفسه.
فقرر أن يذكره بالأمر فذهب إليه وطرق الباب فلم يجده وإنما وجد زوجته التي أخبرته بأن زوجها يخرج كل صباح للبحث عن عمل ولا يعود إلا ليلاً حتى أن زوجته باعت ذهبها من أجل توفير الغذاء لأطفالها السبعة وهم يمرون بظروف صعبة وبأن زوجها يأتي متأخراً حتى لا يراه صاحب المنزل لأنه لا يمتلك أي مبلغ لدفع الإيجار.. فقال: الحاج صولان أخبري زوجك أنه لا داعي للهروب فالبلاد كلها تمر بظروف صعبة وأنا أقدر ذلك لكن أخبريه أن يأتي فقد عفوت عنه من دفع إيجار الشهرين فنحن جيران وإخوة قبل أن يكون مستأجراً عندي وأخبريه أيضاً بأني خفضت الإيجار للنصف حتى ينتهي العدوان وتعود الأمور كما كانت.
(واجب إسلامي)
يرى علماء الدين بأن التكافل، والتعاطف ، والتناصح, والتواصي بالحق, والصبر عليه, لا شك أن هذا من أهم الواجبات الإسلامية, والفرائض اللازمة, وقد نصت الآيات القرآنية, والأحاديث النبوية, على أن التضامن الإسلامي بين المسلمين – أفراداً وجماعات, حكوماتٍ وشعوباً – من أهم المهمات, ومن الواجبات التي لا بد منها لصلاح الجميع, وإقامة دينهم وحل مشاكلهم , وتوحيد صفوفهم, وجمع كلمتهم ضد عدوهم المشترك، والنصوص الواردة في هذا الباب من الآيات والأحاديث كثيرة جدّاً, وهي وإن لم ترد بلفظ التضامن: فقد وردت بمعناه، ومما ورد من الأحاديث الشريفة في التضامن الإسلامي، الذي هو التعاون على البر والتقوى: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) أخرجه مسلم في صحيحه, وقوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه) – متفق عليه-، وقوله صلى الله عليه وسلم: (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر, وما جاء في معناها يدل دلالة ظاهرة على وجوب التضامن بين المسلمين, والتراحم والتعاطف, والتعاون على كل خير, وفي تشبيههم بالبناء الواحد, والجسد الواحد, ما يدل على أنهم بتضامنهم وتعاونهم وتراحمهم تجتمع كلمتهم, وينتظم صفهم, ويسلمون من شر عدوهم, وقد قال تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ).

قد يعجبك ايضا