بطولة الوحدة..!

معاذ الخميسي

– كانت الرياضة سباقة للم شمل أبناء الوطن الواحد.. وفيما كانت للسياسة حسابات كثيرة وللمخبرين مهام رئيسية تحصي الأنفاس وتمنع أن تجتاز قطع البسكويت أو علب العصائر براميل التشطير.. كان نجوم الوطن الواحد يلتقون في بطولات كأس اليمن ويلعبون ويتنافسون ويقفزون من على تلك البراميل والحدود المصطنعة..!
– وفي المشاركات الخارجية الخاصة بوفود اللجنتين الأولمبيتين أو القيادتين الرياضيتين.. حصل أن شاركت اليمن المشطرة بوفد يمني واحد!
– نعم.. كانت الرياضة سباقة إلى الوحدة وهو أمر أكدته الأحداث والتاريخ وتحدث عنه قياديون رياضيون في مناسبات كثيرة.. ولعل ما عزز من ذلك وساعد في ان تجمع الرياضة ولا تفرق.. وتوحد ولا تشطر.. أنها حمامة السلام.. وأن القوانين واللوائح الدولية المنظمة للرياضة في الألعاب المختلفة تحرم أي تدخل سياسي في الرياضة !
–  واليوم برزت فكرة إقامة بطولة الوحدة الكروية.. وهي كفكرة رائعة وتستحق الدعم والاهتمام لانجاحها شرط أن تجسد (الوحدة) بين أبناء اليمن الواحد وأن تكون المشاركة فيها بين فرق أو ممثلي أندية المحافظات الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية حتى تكون بالفعل بطولة الوحدة..!
– لكن أن يتم الاستناد إلى اسم عظيم وكبير في قلوب أبناء اليمن وفي التاريخ اليمني (الوحدة اليمنية) ومن ثم إقامة بطولة تشطيرية وتشارك فيها فقط أندية تمثل العاصمة والحديدة وعمران وذمار وإب كما سمعت في خبر تغطية الفضائية لاجتماع اللجنة المنظمة.. فذلك هو الخطر.. وهو الذي قد يحسب توجهاً مدعوماً في طريق التشرذم والتشظي.. خاصة وبطولات كرة القدم ذات شعبية جارفة ولها أندية في كل المحافظات بل والمديريات وليس كحال بعض العاب لا تمارس إلا في محافظات محددة !
– اسموها ما شئتم واقيموها كما هي بطولة السلة التنشيطية.. لكن لا تطلقون عليها بطولة الوحدة اليمنية والمعنى الحقيقي للمشاركة الواحدة والوحدوية التي تجمع فرق المحافظات مفقود.. وغير موجود!
– الرياضة هي السباقة منذ الأزل في الوحدة وفي توحيد الشعوب.. فلا تأتوا بشيء جديد غير مقبول على الإطلاق.. ولا تجعلوا من الرياضة أداة للتشطير أو لتجسيده.. فالتاريخ  لا يرحم.. والفرق كبير جداً وواضح وجلي بين أن تكون الرياضة سباقة في الوحدة.. وأن تجسد الشتات والفرقة  !!

قد يعجبك ايضا