حرب مفتوحة بين ترامب والإعلام الأمريكي

 

الثورة/..
في خطوة تصعيدية جديدة لاأحد يستطيع أن يتنبأ بإنعكاساتها على الداخل الأمريكي، منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دخول أبرز وسائل الإعلام الأمريكية إلى البيت الأبيض لتغطية مؤتمراته الصحفية، مما تسبب بموجة غضب عارمة في الأوساط الإعلامية الأمريكية، حيث نددت الكثير من وسائل الإعلام بهذا المنع، واعتبرته خطوة إنتقامية من قبل ترامب، وأدرجته في إطار التعدي على حرية الإعلام.
وفي سابقة تاريخية قام البيت الأبيض، بطرد عدد من مراسلي وسائل الإعلام الأمريكية المعروفة، ومنعهم من حضور إفادة صحفية بدون كاميرات عقدها المتحدث باسم البيت الأبيض “سين سبايسر” يوم الجمعة الفائت، يأتي ذلك في مرحلة يشن فيها الرئيس الامريكي دونالد ترامب حملة شرسة على العديد من وسائل الإعلام الأمريكي، واصفاً إياها تارة بالفاشلة وتارة أخرى بأنها كاذبة ولاتقول الحقيقة، معتبراً هذه الوسائل “أعداء الشعب الأمريكي” على حد تعبيره.
ونذكر من بين المنظمات الإعلامية الأمريكية التي منعت من حضور الإفادة، “سي ان ان” و”نيويورك تايمز” و”لوس أنجلس تايمز” و”بوليتيكو” و”بازفيد” و”دايلي ميل”.
في أول ردة فعل لشبكة “سي ان ان” على هذا المنع، أعلنت الشبكة رفضها لخطوة البيت الأبيض واعتبرتها بمثابة انتقام الإدارة الأمريكية الجديدة من الإعلام بسبب نشره حقائق مزعجة.
كما نشرت “سي ان ان” رسالة على تويتر، يوم الجمعة تقول فيها “هذا تطور غير مقبول من قبل البيت الأبيض في فترة ترامب ” وأضافت القناة “إنهم يردون فيما يبدو عندما نغطي حقائق لا تروق لهم، سنواصل تغطيتنا بصرف النظر عن ذلك”.
من جانبها أشارت صحيفة “واشنطن بوست الأمريكية” إلى أنه خلال قيام محطة “سي إن إن” بتغطية مباشرة لأحد المؤتمرات في البيت الأبيض، تم إخراج صحفيي المحطة من المؤتمر، وقالت الصحيفة”أن البيت الأبيض منع عدداً من المؤسسات الإعلامية من حضور مؤتمر صحفي للمتحدث باسم البيت الأبيض “شون سبايسر” الليلة الماضية في خطوة نادرة ومفاجئة جاءت في إطار انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإعلام”.
في المقابل، احتج رئيس تحرير صحيفة “نيويورك تايمز” دين باكيه، بشدة على استبعاد صحيفته وصحف أخرى من تغطية الإفادة، وقال في بيان له ” لم يحدث شيء مثل هذا في البيت الأبيض خلال التاريخ الطويل لتغطيتنا لإدارات متعددة من أحزاب مختلفة، ونحتج بشدة على استبعاد نيويورك تايمز ومنظمات إعلامية أخرى”.
وأكد باكيه، أن حرية وسائل الإعلام وشفافية مراقبتها للحكومة تأتي ضمن المصالح الوطنية الحاسمة.
وفي السياق نفسه، أدانت “رابطة مراسلي البيت الأبيض” تعامل البيت الأبيض مع الصحفيين وقالت “إنها تحتج على ذلك بشدة”.
من جانبه صرح رئيس الرابطة “جيف مايسون” أن “الرابطة ستناقش الأمر مع موظفي البيت الأبيض”.
ورفضت الكثير من وسائل الإعلام حضور الإفادة الصحفية التي عقدها المتحدث باسم البيت الأبيض “شون سبايسر” في مكتبه، وانسحب مراسلون من بعض الوسائل الإعلامية تضامناً مع من منعوا من الحضور.
ونذكر منهم، مراسلي وكالة “أسوشيتد برس” للأنباء ومجلة “تايم الأمريكية” الذين أعلنوا رفضهم الحضور اعتراضاً على استبعاد وسائل إعلامية أخرى.
وقالت الصحافية في وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية فيفيان سلامة إن “الوكالة اختارت عدم المشاركة في الموجز الصحفي، بعدما رفض سبايسر السماح لعدد من الصحافيين الحضور”، مشيرة إلى أنّه في العادة يتم بث الإفادة الصحافية عبر التلفاز ويسمح لجميع المؤسسات الإعلامية بالتغطية داخل البيت الأبيض.
وخلال المؤتمر، دافع “شون سبايسر” عن القرار، قائلاً إن البيت الأبيض أظهر “سهولة كبيرة في إمكانية الوصول”.
وأضاف سبايسر”لقد ذهبنا فعلياً أبعد من ذلك، بجعل أنفسنا وفريقنا وغرفة مؤتمرنا أكثر سهولة في الوصول إليها من أي إدارة سابقة على الأرجح”.
تجدر الإشارة إلى أنه تم السماح لوسائل إعلامية “محافظة” بتغطية المؤتمر، نذكر منها، صحيفة “واشنطن تايمز”، و قنوات “ABC” و”CBS” و”NBC” و”فوكس نيوز” و”بلومبرج” بالإضافة إلى وكالة “رويترز”، الأمر الذي سبب استياء كبير من قبل القائمين على القنوات الإعلامية الممنوعة من التغطية.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن البيت الأبيض لم يقدم سبباً لقراره منع أهم وسائل أمريكية وعالمية من حضور الإيجاز الصحفي اليومي للبيت الأبيض.
وفي وقت سابق رفع الرئيس دونالد ترامب من حدة تصريحاته مهاجماً وسائل الإعلام الأمريكية، وانتقد الكثير منها واصفاً إياها بأنها “عدو” للشعب الأمريكي.
وأمام مؤتمر “العمل السياسي للمحافظين”، قال ترامب “إننا نحارب الأخبار الزائفة. إنها زائفة، كاذبة، زائفة”، وأضاف “هؤلاء أعداء الشعب”. واتهم “وسائل الإعلام المزيفة” باختلاق المصادر، واستنكر استخدام مصادر لا تتم تسميتها.

قد يعجبك ايضا