تحالف العدوان والسياحة

 

عبدالوهاب شمهان

السياحة في اليمن تعتمد على نشاط وحركة وتنقل السكان والمقيمين فيها بعد أن قطعت السبل مع الخارج وتحول التحالف إلى قاطع طريق ومدمر لكل السبل البرية وقرصان جوي وبحري حتى الدولة العربية قلب الوطن العربي تحولت إلى أداة من أدوات الغزو على اليمن وإحدى أيدي المنفذة للقرصنة البحرية والجوية وحتى الآن قد يراه البعض أمراً طبيعياً في الحروب لكن أن تشارك بكل قوة وإصرار على فرض الحصار على بلدك (مصر) بمساعدتها للأمريكان والإنجليز على احتلال باب المندب وتتيح المجال للراعية الكبرى لإسرائيل بامتلاك السيطرة الكاملة على مياه البحر الأحمر وخليج عدن فهذا السلوك الذي لا يفهمه إلا الراسخون الذين يدركون طبيعة العلاقة المصرية الأمريكية والروسية المصرية ومن اللاعب فيهم ومن هو الأداة لتحقيق مصالح الآخر ومن بيده خيوط هذه اللعبة وعلى كل الحال الجزر اليمانية المحتلة من قبل الغزاة هي جزر سياحية كان يخطط لتحويلها إلى منتجعات بحرية راقية إلا أن الأشقاء الأحباب أبو إلا الاستئثار بها من خلال المؤامرة الكبرى والعدوان وتدمير اليمن الجار الذي تغنوا به وبحضارته ثم انهالوا عليه فجأة وبدون مقدمات بغيا وعدوانا .
وللأسف الشديد أن الإخوة في مصر صنعوا تدميرا في البيئة البحرية عبر سفن الصيد والصيادين أضعاف ما صنعته المدمرات من تدمير للبيئة البحرية وما يحيط بالجزر والشواطئ والمياه الإقليمية اليمنية كما يتردد وتحت الحماية الجوية والبحرية للقوات المسلحة المصرية المشاركة في تحالف العدوان وصح المثل القائل (مصائب قوم عند قوم فوائد) وهذا ما يجب أن يكون مجال بحث وتأكيد او نفي وزارة المياه والبيئة وأجهزتها المعنية بما يعطي دلالة حقيقية وصادقة لمدى احترام العلاقة بين الشعبين والحفاظ عليها أو رسوخ العداوة باطنا وظاهرا بين شعبين جمعتهما راية الكفاح والنضال العربي وكذلك بما يغني ويفيد في مقاضاة دول التحالف الأمريكي ونأمل أن يكون ذلك من الإشاعات الصادرة من باب الإثارة وخلق النزعة العدوانية وهنا لابد أن نجزم أن الوزارة قد تحركت وجمعت من المعلومات والبيانات ما لا يستطيع أحد سواهم جمعه ومعها وزارة الثروة السمكية والهيئات التابعة لهما أما وزارة السياحة المتعثرة في بنيتها الإدارية من العام 2011م فإن معلوماتها عن المناطق والمواقع السياحية لازالت قاصرة ولا تتعدى ما يكتسب من المعلومات المنشورة من الجانب الإعلامي والأخبار المتداولة بين المواطنين وهي بحاجة إلى التوثيق والمتابعة ووضع ملفات قانونية بالأضرار التي لحقت بها وبمنشآتها وفي الحقيقة أن أكثر ما يمنع الجهات الرسمية من النزول الميداني الخوف على سلامة فرق البحث والتقصي وهذا يستوجب أن تتم بحضور منظمات دولية معنية وهي المنظمات المقيدة بمواقف الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن وبالعطاء والتمويل السعودي الخليجي وفي هذه الحالة لا بد من إشراك المجتمعات المحلية في نقل الواقع الحالي الناجم عن قصف وتدمير تلك المناطق والمواقع والمدن والمعالم وقد قطعت وزارة السياحة ـ مجلس الترويج السياحي -شوطا جيدا في هذا المضمار نتمنى أن يتوسع ويبذل فيه جهدا اكبر تعزيزا لكسب ثقة المنظمات المدنية في الخارج المهتمة بالشأن السياحي والعلاقات الإنسانية وبالسلام ونبذ الحروب بالتعاون مع المنظمات المدنية في الداخل والمغتربين في الخارج لتكوين رأي شعبي دولي ضد دعاة مواصلة الحرب واحتلال اليمن وتجزأته الذي سيكون ضحيته شعبا بأكمله وهو ما يرجوه التحالف المكون من الإخوة الأشقاء والأصدقاء من كان اليمن يقف في صفوفهم عند كل محنة وملمة .
إن اليمانيين يتطلعون بقوة إلى وقف الحرب وإعلان السلام والجهات الرسمية والشعبية في الداخل تمد يدها للسلام ونبذ الفرقة والتمزق والحرب المدمرة والسعي للسلام العادل لا الاستسلام اليمن يتطلع إلى حياة يسودها الإخاء والتعاون مع العالم يتطلع إلى بناء دولة مستقلة ذات سيادة ولكن البغاة في الأرض يتمادون في بغيهم ويخططون لما هو أسوأ من الحرب سعيا لجني المليارات من الدولارات ناهيك عن مكاسب الأرض واحتلال المنفذ البحري الدولي (باب المندب) والسيطرة على الخطوط البحرية الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن ومنح حرية الحركة في السلم والحرب لدولة الكيان الصهيوني وبذلك يتوقف الدور المصري ويقف عند حدوده الإقليمية في مياه البحر الأحمر وإذا تحقق المخطط التآمري المدبر بإعلان دولة حضرموت فسوف تحول المحافظات الجنوبية الباقية إلى محميات أبين وعدن ولحج والضالع ومناطق خالية من الموارد تعتمد فقط على المساعدات والمعونات وما يتكرم به المحتل الأجنبي والجار العربي المسيطر وبذلك تحولت مياه البحر الأحمر إلى مياه صهيونية وفقدت مصر علوها وما تبقى لها من بصيص أمل في أن تكون سيدة البحر الأحمر وباب المندب حتى وإن سلمت بكل ما تريده الصهيونية العالمية الممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها ترمب فلن يكون لها إلا الامتثال لإملاءات الولايات المتحدة لتتحول إلى استجداء الصديق القديم روسيا .
إن الجمهورية اليمنية في ظل التحالف الدولي العربي تقع عليها مسؤوليات جسيمة نحو شعبها ونحو بناء علاقات دولية ولتحقيق ذلك لا بد من خرق الحصار الدبلوماسي وكسره أولا قبل كسر العدوان وهدا يتطلب رؤية جادة وقوية في التعامل مع دول العدوان محليا ودوليا أما أن يستمر الوضع على ما هو عليه فإن جميع الأنشطة وجميع مصالح اليمن والسياحة على وجه الخصوص يتضاعف الإضرار بها ومن ثم يتضاعف الأثر على جميع المشتغلين في القطاع السياحي وكافة القطاعات فهل هناك تحول في المسار السياسي لتحقيق الوجود وإثبات القدرة ولاشك أن لقطاع السياحة دور كما هو لبقية القطاعات لإثبات الارتباط بالأرض والإنسان لأن الحياة ترتبط بمواقف القطاعات التي بها تقوم حياة المجتمع . إن العدو الذي يعلن عبر أدواته بقوه نواياه السيئة تجاه اليمن لا يتطلب المداراة ولكن المواجهة على كل الأصعدة وعلى من يصادق الشعب اليمني أن يثبت صداقته من خلال العمل الفاعل تجاه وقف هذا العدوان المستمر بشراسة وعدوانية لم تسبق ضد إي شعب فالأرض محروقة ولإبادة شاملة واحتلال الجزر والسيطرة على المياه الإقليمية واستنزاف القدرات لا يتوقف وها هي المحاولات مستمرة للسيطرة على الساحل الغربي بأكمله أنه تحالف لا يسعى للسلام وعلى بلدنا اتخاذ المواقف الصارمة لحماية حقوقه الإنسانية وحقه في السيادة والاستقلال ولا يظل مكتوفا ينتظر الاستجداء ومراقبة تدهور أوضاع المواطنين وانتشار سوء التغذية بين الأطفال والأمهات .فالحكومة أما ان تكون أو لا تكون أنه وجود وحياة بعد أن كشف التحالف كل الأوراق ووضعها على الطاولة . فماذا أنتم صانعون وأول التحديات مرتبات الموظفين المعينة لآلاف الأسر على الحياة والصمود فهي جزء من المعركة الاقتصادية .

قد يعجبك ايضا