المدن التاريخية اليمنية ..بين عدوان الخارج وعبث الداخل

 

> 34 مخالفة جسيمة صدرت قرارات بإزالتها ومنع إصدار تراخيص بناء في صنعاء التاريخية

> برامج توعوية ومنع استحداثات في صنعاء وزبيد

تحقيق / عبدالباسط النوعة

امام ما تواجهه اليمن من عدوان بربري غاشم لم يتوقف عن التدمير والعبث والقتل منذ أكثر من سبعمائة يوم ، نالت فيها المواقع التاريخية والحضارية نصيبا من هذا العبث والتدمير الذي تعددت اشكاله وأنواعه ، وبحسب المعنيين فهناك عدوان داخلي وآخر خارجي الداخلي يمارسه الأهالي خاصة من النافذين الذين يستغلون مثل هذه الأوضاع والعدوان ليعيثوا في المدن التاريخية والمواقع التراثية تخريبا وعبثا .

تعاني الكثير من المدن والمواقع التاريخية صعوبات ومشاكل كثيرة جدا يهددها في أصالتها وقيمتها الحضارية التي لا تقدر بثمن ، ووسط كل تلك المعاناة والظروف التي أنتجها العدوان وأرخت بسدولها القاتمة على المدن التاريخية الا ان هناك خطوات وأعمالاً تعتمل للحفاظ على تلك المدن وتعزيز الوعي الحفاظي لدى الناس.
حيث يقول نائب رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية المهندس نبيل منصر ان اللجنة العليا للحفاظ على صنعاء القديمة وجهت بتشكيل لجنة تنفيذية برئاسة وزير الثقافة وأمين العاصمة وفعلا اجتمعت اللجنة واتخذت قرارات هامة منها إيقاف إصدار أي تصاريح للبناء في صنعاء القديمة ، وإنشاء غرفة عمليات مشتركة من الهيئة والأمانة والاشغال والنيابة والشرطة السياحية تعمل هذه الغرفة على مدار (24) ساعة ويكون عملها برامج توعوية وإيقاف أي استحداثات ويتم الاستعانة بعقال الحارات في البرامج التوعوية وإيقاف الاستحداثات .
وقال منصر : للأسف هناك تهديدات بإلغاء مدينة صنعاء القديمة من قائمة التراث العالمي منذ عام 2015م ولهذا قد تحذف من القائمة في أي وقت اذا استمر التدهور والخراب خاصة مع استهداف العدوان لثلاث مناطق في المدينة الفليحي والقاسمي والمدرسة والحق الكثير والكثير من الدمار ناهيكم عن تأثير الانفجارات التي كانت تحصل نتيجة القصف على العرضي ونقم وهذه الأشياء تهدد بقاء النسيج المعماري للمدينة ، كما ان العدوان الداخلي الذي كان يقوم به بعض النافذين وسكان المدينة بل ومعظم المدن التاريخية والذين يقدمون على هدم مبانٍ في المدن التاريخية واستبدالها بمبانٍ جديدة أو إزالة أجزاء منها لعمل فتحات تجارية تؤثر على الحالة الانشائية وتضعف الجدران الحاملة فمثلا في صنعاء القديمة تكثر مثل هذه المخالفات على مسارات السوق وشارع باب السلام والزمر وسكرة وعقيل .
ولفت الى حجم الاضرار التي لحقت بمدينة كوكبان والتي لحقت بأكثر من (100) منزل تاريخي ، اما مدينة زبيد فالمخالفات مستمرة نظرا لعدم اهتمام السلطة المحلية وإدارة الأمن والمحافظة وتعاونها لحماية هذه المدينة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلد من عدوان وحصار والتي يستغلها بعض ضعفاء النفوس لتغيير ملامح زبيد التاريخية واستبدالها بمبانٍ حديثة .
وكشف المهندس منصر عن برنامج بيئي توعوي سيتم تنفيذه في زبيد تقوم به الهيئة والصندوق الاجتماعي بتمويل من منظمة اليونسكو سيعمل هذا البرنامج على تعزيز الوعي حيث سترافقه حملة نظافة واسعة يشارك فيها المجتمع المحلي .
وأشار الى ان الهيئة ستعمل خلال الأسبوعين القادمين على حصر وتوثيق المباني المتضررة في صنعاء القديمة كمرحلة أولى تتبعها مدن تاريخية أخرى ويهدف هذا العمل الى إنشاء قاعدة بيانات موثقة تحدد بعدها الأولويات للتدخل والترميم والصيانة وعرضها على اليونسكو .
وفيما يخص شبام حضرموت أوضح نائب رئيس الهيئة انه تم رفع تقرير لليونسكو بما وقع من اضرار في مباني هذه المدينة نتيجة الانفجار الكبير لسيارة مفخخة أدت الى تضرر ما يزيد عن (160) منزلاً ولكن لم يصل أي رد من اليونسكو على هذا التقرير ، مشددا على أهمية تكثيف التواصل الخارجي مع المنظمات الدولية المعنية لدعم الموروث الحضاري في اليمن لأنه استحقاق عالمي لليمن باعتبارها عضواً مصادقاً على اتفاقية التراث العالمي .
وبدورها اتفقت الأخت امة الرزاق حجاف وكيلة الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية مع ما ذكره المهندس منصر وأضافت قائلة : من اهم الخطوات الحفاضية هي إعادة تفعيل اللجنة العليا للحفاظ على صنعاء القديمة وعقدها لاجتماعها الاول الذي تمخض عنه العديد من القرارات التي اذا ما نفذت سيكون لها بالغ الأثر الايجابي في عملية الحفاظ على صنعاء القديمة .
وأشارت الى انه تم رصد أكثر من (34) مخالفة جسيمة تم إصدار قرارات من النيابة ورئاسة الدولة بإزالتها .
وبدروه يقول مدير فرع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في شبام حضرموت: إنه تم رفع تقرير عاجل للهيئة بصنعاء يتضمن موازنة عاجلة للترميم والصيانة ولم يوفر شيء باستثناء عشرة ملايين ريال وفرتها المحافظة لترميم وصيانة المنازل التي هجرها أهلها نتيجة ما لحق بها من دمار .
وأشار الى ان اليونسكو لم تتجاوب ربما لأنها كانت على خلاف مع القيادة السابقة للهيئة ولهذا لازال كل شيء على حاله والاضرار تتفاقم يوما بعد آخر وبصورة كبيرة خاصة ونحن مقدمون على موسم الأمطار الذي تزيد فيه حجم الاضرار وقد تنهدم منازل إذا لم يتم التحرك العاجل بالصيانة والترميم فكم من منازل كانت اضرارها بسيطة ونتيجة عدم التدخل لمعالجتها وصيانتها أصبحت تلك الاضرار متوسطة .

قد يعجبك ايضا