المؤهل والوظيفة..والنجومية والشهرة !

محمد الخميسي –

مسكين جدا أنت أيها اللاعب اليمني في أي لعبة كنت .. فلست أفضل من غيرك ومهما كنت محظوظا .. لن تنال حقك وستظل تفكر في المال أكثر من تفكيرك في التأهيل وطرق النجاح التي توصلك لمنصة الإنجازات .
– تبحث عن ما يسد جوعك وما تصرفه على أسرتك وما يؤمن لك مستقبلك وكل ذلك لن تجده في رياضتنا .. ولن تجد إلا الفتات ومن يأخذك لحما◌ٍ ويرميك عظما◌ٍ
– ستظل المعاناة والمشاكل تحاصرك من كل إتجاه .. وستظل هكذا .. وأنت مبشر بغد◌ُ أتعس وأبشع مما تعيشه اليوم ودائما ستظل تتذكر الماضي الذي كنت فيه نجما◌ٍ وبطلا◌ٍ تسلط عليك أضواء الإعلام وتلاحقك نظرات الإعجاب وتسأل نفسك أين أيام النجومية والتألق ولماذا تركك ناديك والإتحاد والجمهور والإعلام لتعيش احوالا◌ٍ معيشية متدنية وأوضاعا◌ٍ إنسانية صعبة ولا من يلتفت إليك !!
– ستقول وما الذي يجب أن أعمله وأحمي به نفسي من غدر الزمان ومن الوقت الذي سيتبع حياتي الرياضية التي ملأتها نجومية وشهرة ..وماهي الطريقة التي سأضمن بها المستقبل حتى لا أجد نفسي على رصيف الضياع وقد تحولت إلى رجل لا يستطيع أن يفي بالتزامات وحاجات بيته واولاده واسرته ولا يقدر على مواجهة الظروف الطارئة كالمرض وغيره وربما يجد التسول حلا◌ٍ أخيرا◌ٍ يضطر إلى أن يجربه مجبرا◌ٍ وليس بيده أي حيلة.
– مشاهد كثيرة مؤلمة للاعبين كثيرين نعرفهم نجوما وابطالا وكانوا يحققون النجاحات والإنجازات ويصلون إلى أفضل المراتب ويجلبون لليمن الإنتصارات وهم اليوم عرضة للتسول ومنهم من يعاني المرض ومنهم من لا يجد قوت يومه ومنهم من فقد عقله وكل ذلك بسبب الظروف المعيشية الصعبة وعدم مقدرة الكثيرين من تأمين لقمة العيش وخاصة الرياضيين الذين وجدوا أنفسهم فجأة بدون مصدر رزق وقد اصبحوا في كشوفات اللاعبين المنتهية صلاحيتهم في الملاعب ولا يمتلكون مؤهلا◌ٍ علميا◌ٍ ولا خبرات عملية ولم يجدوا من يوظفهم
– ما اريده أن يتعظ لاعبو اليوم من لاعبي الأمس الذين ذاقوا الأمرين بسبب الظروف المعيشية الصعبة وأن لا يكرروا أخطاءهم وأن لا يقعوا في ما وقعوا فيه ويبدأوا في البحث عن تأمين مستقبلهم وحياتهم المعيشية وحياة أولادهم وأسرهم وأن لا يفرحوا بنجومية الرياضة الزائلة والمنتهية والتي لا تنفع صاحبها ويعملوا على أن يجمعوا بين ممارسة الرياضة والتواجد مع المنتخبات داخليا◌ٍ وفي المشاركات الخارجية وبين أهمية التحصيل العلمي وضرورة أن يحصلوا على المؤهل الجامعي على أقل تقدير وأن يؤمنوا أنفسهم قبل الميداليات والمراكز بالوظيفة التي لا يجب أن تفوت أي لاعب وخاصة في المنتخبات الوطنية إذا ما كان حاصلا◌ٍ على المؤهل الجامعي أو الثانوية إذا ما استطاع الوصول إلى درجة وظيفية تقديرا◌ٍ لنجوميته وما حققه من إنجاز ..وعلى اللاعبين أن يحرصوا على المستقبل أكثر من حرصهم على الشهرة والنجومية وإذا ما كنا قد بدأنا في بعض ألعاب وفي عدد من الأندية التعامل مع اللاعب كمحترف يلعب مقابل مرتب شهري وحوافز ومكافآت فذلك جزء من تأمين الحياة المعيشية والجزء المهم أن يسعى اللاعب لأن يؤمن مستقبله بالمؤهل الدراسي وبالوظيفة ولابأس في أن يعطي الرياضة أكثر وقته وجهده شرط تأمين مستقبله ..هذا ما اتمناه من كل لاعب لا يريد أن يصل إلى حياة الذل والمهانة فانتبهوا!

قد يعجبك ايضا