الإسناد الشعبي .. عطاء عزَّز صمود الأبطال في جبهات المواجهة

استطلاع / أسماء حيدر البزاز

على مدى عامين منذ بدأ العدوان الغاشم على اليمن ، أظهر اليمنيون ملاحم من العطاء والدعم اللا محدود للجيش واللجان الشعبية والمرابطين في جبهات العزة والصمود ، قدموا فيها قوافل من الدعم الغذائي والمالي ، عوضا عن رفد الجبهات بالمقاتلين ، بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها شعبنا اليمني ،وكانوا الحاضنة الشعبية التي أحبت التربة الغالية للوطن لأنهم يدركون حجم المؤامرة العالمية على بلادهم، ولهذا فهم يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة في سبيل الله والانتصار والتحرر والسيادة الوطنية..

* عبدالله علاو – رئيس مؤسسة الشرق الأوسط للحقوق والحريات – أوضح بأنه من خلال عمله وجد دعم كبير مالي ومعنوى وحشد مقاتلين للجبهات من الناس حتى أن بعض العائلات تحشد كل شبابها ويستشهد الواحد والاثنان والثلاثة والأربعة وهم راضون مؤمنون بأن هذه المعركة معركة وطن ودفاع عن البلد والعرض ومستقبل الأجيال وفي كل يوم تصبح المواجهة والمعركة معركة شعب صغارا وكبارا وأطفالا ونساء.
الدعم والفداء
* من جهته قال الاعلامي عبدالرحمن اليحيري بأنه ليس غريباً على الشعب اليمني نصرة المظلوم وردع الظالم منذ فجر التاريخ.. ولعل اليمنيين من أنصار رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) حينما أنكره قومه وأباحوا حرمة دمه الطاهر خير دليل على ذلك.. وما الانتصار للحق في وجه الظلم والعدوان إلا امتداد لتلك السجية اليمنية ..
وأضاف :كل ذي عقل ومنطق يدرك كل الإدراك أن الدعم الشعبي السخي منذ ساعات العدوان الأولى كان الرافد الأول والعنوان الأبرز لصمود الشعب اليمني والمحفز الأول لاستمرار ثبات ابطال القوات المسلحة واللجان الشعبية في مختلف جبهات العزة والكرامة والإباء.
وقال اليحيري : لم يقتصر دعم أبناء شعبنا اليمني بمختلف فئاته على المال والسلاح والامداد الغذائي والدعم المعنوي فحسب؛ بل كان الدعم الشعبي بالرجال في مختلف الجبهات ورفدها بخيرة الرجال أنصع صفحات الدعم والفداء. رجال أبوا أن يروا أرضهم الطاهرة تستباح فكانت دماؤهم الطاهرة نعم الطهر والحرز لأرض اليمن من دنس العدو. وستنجلي هذه الغمة عن أرضنا وشعبنا مهما طال بها الزمن ولكن هذه التضحيات من أبناء شعبنا اليمني رجالاً ونساء بكل غالٍ ونفيس ستبقى محفورة في جدران التاريخ، عصية على النسيان.
يأبى الضيم
* الدكتور أحمد حميد الدين – جامعة صنعاء: الشعب اليمني شعب يأبى الضيم وقد أسهم العدوان في تحريك كوامن القيم للدفاع عن الدين والوطن كل حسب استطاعته وموقعه , وتناسى الخلافات والتف حول جيشه وتطوع الشباب من كل الفئات والقبائل للدفاع عنه كما بذل الناس الدعم المادي والمعنوي وكان لذلك الأثر الكبير في الصمود الأسطوري للشعب اليمني ودولته وجيشه.
رفد الجبهات بالمقاتلين
* فيما ذهبت الإعلامية سارة المقطري – قناة الساحات إلى القول : رفد الشارع اليمني كلاً من الجيش واللجان الشعبية بالدعم المادي والمعنوي حيث لم يقتصر هذا الدعم على رفد المقاتلين بالأموال على الرغم من الحصار الذي تفرضه قوى العدوان والذي يؤثر بطبيعة الحال على المواطن اليمني الذي يعاني كل يوم ، ولا يمكن أن ننسى دور القبيلة التي كان لها الدور الاكبر في دعم الجبهات بالمال والرجال.
صمود
* مدير مدرسة سالم الصباح – نجاة النجار: أوضحت أنه ومن خلال تبرعات اجتماعية لمختلف الطبقات الاجتماعية أثبت اليمنيون كرمهم ومسئوليتهم تجاه حماة الدين والعرض والوطن. بالإضافة الى تقديم النساء اليمنيات أبنائهن ومالهن وحليهن في سبيل هذا الدعم المقدس وهو ما نشهده من تشيع اسر الشهداء حيث يقوم الناس بإكرام أهل الشهيد والتهافت لتقديم الهدايا المالية والعينية تقديرا لدوره الجهادي والبطولي .
وأشارت النجار إلى أهمية التوعية الاعلامية في دعم الجبهات وكله جهاد في سبيل الله، بل قد قدم الجهاد بالمال على النفس في مواطن عديدة من القرآن الكريم.
تقاسم القوت
* من جانبه يقول أحمد الورد – إعلامي: كان للدعم الشعبي للجيش واللجان الشعبية أهمية بالغة في مواجهة العدوان الذي تقوده مملكة الشر ومن تحالف معها ولهذا الدعم غير المسبوق في تاريخ الشعوب أوجه ومجالات مختلفة ابتداءً من آلاف الشباب الذين انخرطوا في معسكرات تدريب ليتجهوا بعدها الى الجبهات للقتال جنباً إلى جنب مع رجال الجيش واللجان الشعبية وكان للقبائل من مختلف المناطق والمحافظات الدور الأبرز في ذلك .
ومضى الورد يقول: وتأتي بعد ذلك قوافل الدعم التي انطلقت عقب العدوان مباشرةً والتي عكست صورة تلاحم وتخندقٍ شعبي أذهل كل متابعٍ للحرب الظالمة على بلادنا فلم تنقطع هذه القوافل يوماً والتي ترفد مختلف الجبهات بكل ما يجود به أبناء الشعب اليمني ولم يتخاذل أو يتهاون هذا الشعب طوال عامين ولم ينل من عزيمته وإصراره لا قصف الطائرات وما تخلفه من دمار ولا الحصار الجائر عليه رغم الظروف المعيشية الصعبة التي نتجت عن هذا العدوان ولم يثنه ذلك عن تقاسم قوته وقوت أطفاله مع إخوانه رجال الرجال المدافعين عن الأرض والعرض وتفاعل في ذلك جميع أبناء الشعب اليمني الرجل والمرأة على حدٍ سواء التاجر والموظف والمواطن العادي وحتى المزارعين والفلاحين الذين ضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء لجبهات الشرف وهذا ليس بغريب على شعب الايمان والحكمة الذي يراهن العدو على عامل الوقت والحصار لإخضاعه ويراهن هو على جبار السماوات والأرض أولا وعلى ذاته ثانيا لذلك فالنصر قريب وأقرب مما يتصورون فلن يهزم جيشنا ولجاننا الشعبية لأن خلفهم شعباً يمنياً خلق لهكذا بطولات .
الشعور بالمسؤولية
* الكاتب كمال شجاع الدين: لقد كان الدعم الشعبي للجيش واللجان الشعبية في تصديها للعدوان السعودي الأمريكي الاماراتي نابعاً من شعور جماعي بما يتعرض له اليمن من مؤامرة ومخطط صهيوني يستهدف تمزيق اليمن وإشعال الحروب الأهلية ليسهل عليه السطو على مقدرات الأجيال القادمة وتقاسم الوصاية عليه
وأضاف شجاع الدين : فالمواطن اليمني أصبح يمتلك من الوعي والإدراك ما يمكنه من استقراء ما يحاك له مهما تفنن الأعداء في تجميل وتزيين نواياهم ومخططاتهم البشعة ولذلك لا غرابة أن نجد الشعب بكافة أطيافه وطبقاته يحرص ويبادر الى دعم جبهات القتال بالمال والرجال وقد تملكه الشعور بأن اليمن بجيشها ولجانها الشعبية تخوض معارك مصيرية على واقع نتائجها سيتحدد مصير الوطن والأجيال القادمة.
موضحا بأنها معركة حشد لها الأعداء كل طاقاتهم وجندوا لها المرتزقة من كل لون وجنس، وقد كان لهذا الدعم الشعبي للجيش واللجان بالغ الأثر والتأثير سواء على الجانب التعبوي والقتالي أو الجانب المعنوي وترجمة الشراكة الشعبية في مواجهة العدوان وهو ما يدل ويؤكد على أن المعركة اليوم ليست بين دول العدوان ومرتزقتها وبين أحزاب وقوى سياسية يمنية، بل أنها معركة بين دول العدوان ومرتزقتها وبين الشعب اليمني كافة دفاعا عن استقلال وسيادة وكرامة ووحدة اليمن .

قد يعجبك ايضا