أكثر من 16 مليار دولار خسائر القطاع الزراعي جراء العدوان

الثورة / نبيهة محضور
لم يكن متوقعاً أن يبلغ العدوان هذا الحد من الإجرام الذي تجاوز كل الحدود والضوابط الأخلاقية والإنسانية والدينية.
نعم.. كان جلياً منذ الوهلة الأولى ان قتل اليمنيين وتدمير حياتهم واستهداف أراضيهم الزراعية، هو الضمانة الوحيدة لتحقيق أهدافهم بعد ان عجزوا عن ذلك في أرض المعركة الحقيقية.
قناعة فرغ منها الوعي.. وانتهى إليها العقل.. وما كانت لتحتاج كثيراً من الجهد حتى تفرغ إليها طالما وأننا من نعيش ونكابد عدوانهم السافر علينا وعلى مكتسباتنا ونشاهد آثاره المدمرة وهي تطال كل شيء جميل في حياتنا.
ولتسليط الضوء أكثر دعونا نقف على عديد من الصور النكراء والمنكرة التي ارتكبها العدوان السعودي الغاشم بدم بارد خلال أكثر من عامين دون أن يلوي على شيء.. حيث التقت صحيفة ” الثورة ” عدداً من المسؤولين في وزارة الزراعة والري، الذين بدورهم تحدثوا عن المأساة التي طالت القطاع الزراعي.. وهاكم المحصلة:
البداية كانت من الأخ وزير الزراعة والري غازي احمد علي محسن، الذي قال:
ان استمرار العدوان السعودي الغاشم في استهداف البنية التحتية لبلادنا لدليل واضح على الحقد الأعمى الذي يكنه هذا العدوان على اليمن أرضاً وشعباً، خاصة بعد أن فشل في تحقيق انتصارات على أرض المعركة الحقيقية.
وأضاف: القطاع الزراعي أيضاً لم يستثن أيضاً من قائمة أهداف العدوان الذي استهدفه بصورة مباشرة وغير مباشرة مسبباً خسائر فادحة وأضراراً كارثية ستبقى آثارها السلبية تطفو لعشرات السنين والناتجة عن الانبعاثات الغازية السامة من الأسلحة المستخدمة، هذا إلى جانب الدمار الذي خلفه العدوان حيث بلغ إجمالي خسائر المناطق التي تم الوصول إليها لحصر الأضرار التي تسبب بها العدوان إلى أكثر من (16) مليار دولار.
خسائر كبيرة
وأردف: من أهم المنشآت التي تم استهدافها، محجر المخا البيطري وهيئة تطوير تهامة اللذان يعتبران من أبرز أعمدة القطاع الزراعي والاقتصادي لبلادنا، بالإضافة إلى استهداف سد مارب الذي يروي آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، هذا إلى جانب توقف كافة المشاريع الزراعية التي كانت قيد التنفيذ بسبب تعليق التمويل من قبل جهات التمويل مما أدى إلى شلل جزء كبير من الأنشطة الزراعية وإلحاق خسائر كبيرة بالمزارعين والمصدرين نتيجة الحصار الذي أعاقهم عن تصدير للمنتجات الزراعية، هذا إلى جانب العديد من الاضرار غير المباشرة والمتمثلة في ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وانعدامها في كثير من الأوقات والذي بدورة أثر سلباً على النشاط الزراعي واعاق عملية التسويق الداخلي والتنقل بين المحافظات.
زيادة الإنتاجية
وعن اهم المعالجات لمشاكل القطاع الزراعي أوضح بالقول: الوازرة حالياً تركز على الإرشاد الزراعي من خلال فرق المكافحة المتكاملة في المديريات وأهمية ذلك في رفع وعي المزارعين في مكافحة الآفات الزراعية والحفاظ على سلامة المحاصيل المزروعة، داعياً الإعلام الزراعي إلى رفع وعي المزارعين حول الممارسات الزراعية السليمة الكفيلة بتحسين وزيادة الإنتاجية، مؤكداً ان وزارة الزراعة قامت خلال الموسم الزراعي الحالي بدعم عدد من المزارعين ببذور القمح المحسنة، عبر المؤسسة العامة للبذور، وبأسعار رمزية تشجيعا لهم، ودعا بنك التسليف التعاوني والزراعي إلى منح القروض البيضاء للمزارعين خاصة في مجال البيوت المحمية والطاقة الشمسية بمعايير تساهم في زيادة الإنتاجية وتخفف من أزمة المحروقات التي تسببت في الكثير من الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي.
تضافر الجهود
وأشاد وزير الزراعة بدور السلطة المحلية في المحافظات والمكاتب التنفيذية النشطة في فروع الوزارة، مؤكدا على أهمية دورهم في معالجة المشاكل الزراعية، داعياً الجميع إلى تضافر الجهود وإيجاد شراكة مجتمعية حقيقية بين القطاعات المختلفة خاصة بين القطاع العام والخاص لتجاوز آثار هذا العدوان.
ذمار
وبدوره أوضح المهندس هلال الجشاري، مدير عام مكتب الزراعة والري بذمار، أن المحافظة كغيرها من محافظات الجمهورية كان لها نصيب من الدمار الذي ألحقه العدوان والذي اسفرت عنه أضرار مباشرة وغير مباشرة نتيجة استهداف العديد من المنشآت الزراعية، منها المجمع الزراعي في مدينة الشرق نتج عنها تدمير هنجرين من مباني المجمع بالكامل، وتدمير مشتل مدينة الشرق الذي يعد مصدراً لتزويد المزارعين في وصابين وجبل الشرق وعتمة وعدد من المحافظات الأخرى بشتلات البن والمانجو وغيرها، إضافة إلى استهداف فرع مكتب الزراعة الواقع ضمن المجمع الحكومي في مديرية عتمة، واستهداف مخازن بذور البطاطس التابعة للمؤسسة الاقتصادية بمنطقة معبر بمديرية جهران، ومزرعة البان اليمن التي تعد من المزارع النموذجية لإنتاج الألبان في الجمهورية.
آثار خطيرة
أما عن آثار العدوان على البيئة الزراعية فقال الجشاري: إن العدوان سيترك آثاراً خطيرة على البيئة الزراعية سواء في المناطق التي تعرضت للقصف المباشر أو في مناطق تساقط الأمطار نتيجة نزول أمطار ملوثة جراء الدخان الناتج عن الحرائق وما تخلفه الصواريخ من غازات سامة ستؤثر في خواص التربة إضافة الى ثلوث مياه الآبار الزراعية والسدود والمخزون المائي بشكل عام.
حرب وحصار
مؤكداً، تأثر الإنتاج الزراعي في المحافظة نتيجة عدم توفر المدخلات الزراعية وانخفاض إنتاج الخضار والحبوب والفاكهة بنسبة تتراوح ما بين (30 -40) %، نتيجة انقطاع المشتقات النفطية حيث كانت الخسائر فادحة التي لحقت بمزارع المانجو، إضافة الى نفوق اعداد كبيرة من الحيوانات ومنها الدواجن نتيجة عدم توفر أعلاف المزارع وصعوبة الحصول على اللقاحات الهامة، عوضاً عن تأثر قطاع التسويق الزراعي نتيجة الحرب والحصار، نظراً لقلة الإنتاج وصعوبة التسويق الذي كان عاملاً أساسياً في ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية بسبب عدم قدرة الكثير من تجار الخضار والفواكه على تسويق منتجاتهم إلى محافظات اخرى نتيجة الأوضاع القائمة.
صعدة
وعن حجم خسائر محافظة صعدة التي كانت اكثر المحافظات تضرراً من العدوان، أوضح المهندس عبدالله الوادعي، مدير عام الزراعة والري بصعدة، ان حجم خسائر القطاع الزراعي في المحافظة نتيجة الاستهداف المباشر بلغ أكثر من ملياري دولار، ممثلة في استهداف مكتب الإدارة العامة بسبع غارات أدت إلى تدميره بالكامل، وكذا استهداف المجمع الزراعي بوحداته السكنية ، اضافة إلى استهداف المشاتل الزراعية التي تبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي نصف مليون شتلة، واهمها كان المشتل المركزي الذي تم تدميره علماً انه كان أكبر مشتل في الجمهورية حيث تبلغ سعته الإنتاجية حوالي ( 300) ألف شتلة سنوياً.
استهداف المراكز
وقال الوادعي: العدوان استهدف عدداً من المراكز الإرشادية في مختلف مديريات صعدة والبالغ عددها (15) مركزاً ارشادياً نتج عنها تدمير (5) بيوت بلاستيكية خاصة بالمكتب، وأكثر من (500) بيت بلاستيكي قطاع خاص تعرضت لقصف مباشر، وحوالي (40) بيتاً بلاستيكياً تضررت بشكل غير مباشر، بالإضافة إلى استهداف المختبر البيطري الإقليمي والمحجر البيطري في البقع والمحجر البيطري في منفذ علب والوحدة الحقلية للمخازن الخاصة بمكتب الزراعة، إضافة الى استهداف مراكز التخزين الثابتة والبالغة أكثر من عشرين مركز بطاقة تخزينية تقارب نصف مليون سلة.
آليات ومزارع
وأضاف: أما فيما يتعلق بالآلات والمعدات الزراعية فقد دمر العدوان عدد (8) حراثات كبيرة ومتوسطة و(4) حراثات صغيرة، وسبع مضخات للمجمع الزراعي، بالإضافة إلى أن العدوان عمد إلى استهداف وسائل النقل المبردة المخصصة لتصدير الفاكهة الى خارج اليمن والبالغ عددها أكثر من (30) ناقلة مبردة وأكثر من (50) وسيلة نقل للتسويق الداخلي ،إضافة إلى استهداف ستة مصانع تخدم النشاط الزراعي الخاصة بصناعة الدرّاسات (الحصادات) والتدوير البيئي ومصانع للسلال، كما تم استهداف الأسواق المركزية وتدميرها بالكامل الأمر الذي أثر بشكل كبير على عملية التسويق الزراعي، هذا إلى جانب ما لحق بالثروة الحيوانية منها (2) هناجر دجاج تتبع القطاع الحكومي وأكثر من (60) هنجراً تابعاً للقطاع الخاص تم استهدافها بصورة مباشرة، كم تضررت (30) مزرعة دجاج تضرراً غير مباشر، هذا إلى جانب ما تسبب به العدوان في نفوق أكثر من نصف الثروة الحيوانية بالمحافظة وقد لوحظ ولادة مواليد مشوهة من الأبقار والأغنام نتيجة الغازات الناتجة عن الأسلحة المستخدمة الملقاة على صعدة.
الحديدة
وفي ذات السياق أكد المهندس سقاف السقاف، مدير هيئة تطوير تهامة، ان العدوان السعودي الغاشم على بلادنا تسبب في تراجع الإنتاج الزراعي بمحافظة الحديدة بعد أن كانت تهامة تعد سلة الغذاء للجمهورية اليمنية كونها توفر أكثر من (40) % من الإنتاج الزراعي والحيواني على مستوى البلاد، وذلك جراء ارتفاع أسعار المحروقات وانعدامها من وقت لآخر الأمر الذي بدوره أدى إلى انتهاء وتلف مساحات زراعية كبيرة وتقليص المساحات الزراعية لاعتمادها على المضخات التي تعمل بالديزل.
خسارة كبيرة
وأشار السقاف، إلى ان طيران تحالف العدوان استهدف الهيئة العامة لتطوير تهامة بعد غارات أحدثت خسائر كبيرة في البنية التحتية للهيئة بالاضافة إلى توقف عمل المراكز الإرشادية والبالغ عددها (57) مركزاً ارشادياً، نتيجة توقف النفقات التشغيلية مما يؤثر على سير العملية الإرشادية المترتبة على ذلك، كما ان العدوان عمد إلى استهداف المختبر البيطري الإقليمي والمحجر البيطري في البقع والمحجر البيطري في منفذ علب والوحدة الحقلية للمخازن الخاصة بمكتب الزراعة، إضافة الى استهداف مراكز التخزين الثابتة البالغ عددها أكثر من عشرين مركز بطاقة تخزينية تقارب نصف مليون سلة .
إب
أما الأخ / حمود الرصاص، مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة إب، فقال: استهدف طيران تحالف العدوان القطاع الزراعي بالمحافظة بشكل مباشر من خلال ضرب العديد من المنشآت الزراعية والمشاتل والمزارع الحكومية والخاصة، مما ألحق أضراراً كبيرة في البنية التحتية الزراعية وخسائر اقتصادية كبيرة في المحاصيل والفاكهة والخضار.
وأكد الرصاص، أنه تم استهداف المشتل المركزي التابع لمكتب الزراعة بالمحافظة، مما أدى إلى تدميره، كما تم استهداف وتدمير عدد (4) بيوت محمية تابعة للمكتب واستهداف منظومة الطاقة الشمسية وتدمير عدد (40) لوحاً شمسياً خاصاً بالمكتب، هذا إلى جانب استهداف المجمعات الزراعية في المديريات وإلحاق أضرار بالغة في المباني وخسائر في الجانب الزراعي، إضافة إلى استهداف الثروة الحيوانية للمزارعين في المراعي والجبال وتدمير عدد (46) مزرعة دواجن.
واكد الرصاص في حديثه الى تراجع الإنتاجية الزراعية في المحافظة بنسبة 60% نتيجة انعدام المشتقات النفطية خاصة مادة الديزل وكذلك المدخلات الزراعية بسبب الحصار المفروض على البلاد مما أثر على انتاج المحاصيل والخضار والفاكهة.
حجة
مدير إدارة الإرشاد في مكتب الزراعة بحجة، الأخ محمد الكحلاني، تحدث قائلاً: العدوان استهدف المزارع والمنشآت الزراعية بشكل مباشر وممنهج مما أدى إلى تدمير البنية التحتية للزراعة بالكامل في مستبأ وحرض والربوعة حيث تم استهداف المركز البيطري بالربوعة في مديرية عبس بعشرين غارة وتدميره بالكامل، وكذا استهداف مركز الصادرات ومركز النضج بشكل مباشر وقضى على أكثر من خمسة آلاف وثمانمائة وخمسة وأربعين هكتاراً وخمسمائة وأربع وثمانين غرسة، مانجو، اضف إلى ذلك تأثر الثروة الحيوانية حيث تم تدمير حوالي تسعة آلاف خلية نحل نتيجة الاستهداف المباشر لها.
وأضاف: تسبب العدوان بخسائر كبيرة لهذا القطاع في المحافظة حيث بلغت التكلفة الإجمالية كحصيلة أولية أكثر من (172) ملياراً، بالإضافة، بالإضافة إلى ما تسبب به العدوان من توقف للإرشاد الزراعي خاصة في مناطق المواجهة.
صعوبة التسويق
اما عن تأثير العدوان على نشاط المزارعين فقال المزارع محمد عبدربه مشلي: ان العدوان أثر بشكل كبير على نشاط المزارعين بسبب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية خاصة الديزل الأمر الذي أدى إلى توقف الكثير من المضخات عن العمل وانعكس ذلك على إنتاجية المحاصيل وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية كالبذور والأسمدة والمبيدات ودخول مبيدات رديئة نتيجة غياب الرقابة أدت إلى ظهور الكثير من الأمراض على المحاصيل.
ويضيف: يعود ضعف التسويق إلى انخفاض القدرة الشرائية لدى المواطن نتيجة تدني الأوضاع الاقتصادية، وكذلك صعوبة التسويق بين المحافظات نتيجة انعدام المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها بسبب استهداف الطرق الرئيسية التي تربط بين المحافظات، مما اضطر المزارعون لبيع المحاصيل الزراعية بأقل من التكلفة الإنتاجية والتي تصل إلى 50% مما تسبب ذلك في تكبيد المزارعين خسائر اقتصادية كبيرة.

قد يعجبك ايضا