الباحث: المشروع يهدف إلى توفير خدمة الإنترنت في المدارس لتطوير طرق التعليم

> “إنترنت في مدرستي” هو الأول من نوعه في الجمهورية اليمنية

لقاء/ هاشم السريحي

“إنترنت في مدرستي” هو مشروع يهدف إلى توفير خدمة الإنترنت في عدد من مدارس الثانوية العامة في الجمهورية اليمنية، مستهدفاً طلبة المدارس لرفع كفاءتهم العلمية وتحفيزهم على البدء بالدراسة الجامعية؛ وذلك من شأنه أن يساهم في دعم العملية التنموية والاقتصادية في المجتمع المحلي بشكل عام؛ كون الإنترنت أصبح وسيلة تعليمية وتنموية هامة في شتى البلدان. للمزيد حول هذا المشروع.. أهدافه وأنشطته، التقينا بالمهندس فهمي الباحث رئيس جمعية الإنترنت- اليمن.. فإلى التفاصيل:

نتمنى منك إعطاء القارئ الكريم نبذة عن مشروع “إنترنت في مدرستي”؟
يعتبر مشروع إنترنت في مدرستي من أهم مشاريع جمعية الإنترنت التي قامت بتنفيذها، إذ حصلت الجمعية على الدعم المطلوب لتنفيذ المشروع من الآيسوك بعد منافسة شديدة مع عدد كبير من المتقدمين لبرنامج التمويل Beyond the Net. وقد تم اختيار المشروع ضمن باقة من المشاريع المتميزة التي تسعى لدعم دور الإنترنت في التنمية في عدد من الدول.
ومن خلال المشروع قمنا بربط عدد من مدارس الثانوية العامة بالإنترنت عبر تقديم الخدمة خصيصاً لطلبة الصف الثالث الثانوي؛ أي تلك الفئة التي هي على وشك التخرج. بالإضافة لتوفير الإنترنت للطلاب ومدرسيهم، يقوم المشروع أيضاً بتدريبهم حول طرق استخدام الإنترنت بشكل سليم، والتعريف بوسائل البحث التي تساهم في دعم العملية التعليمية بالإضافة إلى توفير كتيب دراسي خاص باللغة العربية لتقديم لمحة عامة وشاملة للإنترنت بلغة سهلة القراءة مع رسوم توضيحية. كما يشمل المشروع إنشاء موقع ويب تفاعلي لإجراء المناقشات وربط الطلبة مع بعضهم ومع المدرسين.
ينفذ المشروع في مرحلته الأولى في أربع مدارس، اثنتان منها في مدينة صنعاء واثنتان في مدينة عدن. وقد تم اختيار مدرسة واحدة للبنين وأخرى للبنات في كلتا المدينتين. ويعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في الجمهورية اليمنية.
من أين أتت فكرة هذا المشروع؟
-لا شك بأن التعليم هو اللبنة الأولى في نهضة أي بلد، ولأن الإنترنت يعتبر من أهم مصادر التعليم حالياً، ونظراً للوضع الذي تمر به البلاد إذ تأثر قطاع التعليم بشكل كبير جداً، آخر الإحصائيات من الأمم المتحدة تقول أن هناك حوالي مليوني طفل في سن التعليم لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس، وحوالي 1600 مدرسة غير صالحة للتدريس، بالإضافة الى تدني مستوى جودة التعليم نفسه، ففكرة المشروع جاءت لتساعد الطلاب والمدرسين على حدٍ سواء في توفير مصادر حديثة تشجعهم على تطوير طرق ومحتوى المادة التعليمية، وكذلك تشجيع الطلاب على التعليم والتطوير الذاتي. المشروع تجريبي في مرحلته الحالية، وسيخضع لتقييم مدى الفائدة منه وانعكاسها على مستوى وجودة التعليم في المدارس المستهدفة، لنرى كيف يمكن تحسين أدوات ووسائل المشروع وما الذي يمكن إضافته وتطويره.
ما هي أهداف مشروع “إنترنت في مدرستي”؟
-تعمل جمعية الإنترنت في هذا المشروع على تحقيق واحد من أهم أهدافها وهو تحسين إمكانية الوصول إلى خدمة الإنترنت لشرائح المجتمع المختلفة. وقد بدأنا بالطلبة الذين على وشك التخرج لإعطائهم دفعة تساعدهم على تحسين فرص الوصول إلى سوق العمل ورفع كفاءتهم العلمية وتحفيزهم على البدء بالدراسة الجامعية؛ وذلك لما من شأنه أن يساهم في دعم العملية التنموية والاقتصادية في المجتمع المحلي بشكل عام؛ كون الإنترنت أصبح وسيلة تعليمية وتنموية هامة في شتى البلدان.
المشروع يشمل توفير الأجهزة اللازمة لربط المدارس بشبكة الإنترنت بالإضافة إلى التكفل بأجور الاشتراك بخدمة توفر أعلى سرعة متاحة من مزودي الخدمة. بعد إتمام الربط، يقوم المشروع بتنظيم ورش عمل ومحاضرات حول الإنترنت واستخداماته التعليمية والبحثية المتعددة والتعريف بأهمية دوره في العجلة التنموية والتعليمية بشكل عام، مع إعطاء اهتمام خاص بالشباب لأنهم يمثلون الفئة القادرة على الاستغلال الأمثل للإنترنت اقتصادياً وتعليمياً وتنموياً إن تم توجيهها بشكل صحيح، ولكنهم في نفس الوقت أكثر عرضة لمخاطر الاستخدام السيئ للإنترنت إن لم يتم توجيههم.
كيف وجدتم تفاعل المستهدفين مع هذا المشروع؟
-حقيقة لمسنا تفاعلاً كبيراً من قبل المدارس، أثناء عملية التقديم والمنافسة على المشروع، أيضا لمسنا تفاعلاً أكثر من المتوقع من قبل المدرسين والطلاب في المدارس المستهدفة، ونأمل أن يقدم المشروع الفائدة المرجوة للطلاب والمدرسين.
هل هناك دعم مجتمعي أو دعم من القطاع الخاص أو الحكومي لهذا المشروع؟
-حالياً، الدعم مقتصر على التمويل الذي حصلنا عليه من جمعية الإنترنت العالمية (الآيسوك)، ونأمل في المستقبل أن نتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة وبعض شركاء الجمعية ونبحث أيضا عن مصادر أخرى للدعم لاستمرار توسعة المشروع كماً ونوعاً في الأعوام القادمة.
ما هي رؤيتكم المستقبلية لتطوير هذا المشروع؟
-صحيح أن المشروع قد بدأ في أربع مدارس فقط، إلا أنه ذو طابع طويل الأجل، ومن المخطط أن يمتد لعشر سنوات قادمة على الأقل حيث سيشمل تهيئة عشرات المدارس الأخرى بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة وبعض شركاء الجمعية في شتى أنحاء الجمهورية وتسعى جمعية الإنترنت للبحث عن مصادر تمويل وشركاء جدد.
كلمة أخيرة..
أود التأكيد أننا في جمعية الإنترنت نؤمن بأن شبكة الإنترنت منصة فریدة وواسعة للابتكار والإبداع والفرص الاقتصادية والتنموية والعلمية. ومن أجل ذلك تسعى الجمعية إلى تمكين المواطنين في كافة أرجاء اليمن من الاستفادة من هذه الخدمة والتوعية بأهميتها وفوائدها مع الحرص على التعريف بالمخاطر من استخدامها السيىء للأشخاص وللقيم المجتمعية. وتعمل الجمعية على تشجيع الابتكارات والأفكار الجديدة التي من شأنها الارتقاء بالمجتمع. ونرحب بكل من لديه الرغبة للعمل والشراكة معنا في إطار تحقيق أهدافنا التي تسعى للرّقي بالفرد والمجتمع ككل في ظل عالم متسارع لا يلتفت إلى من تخلّف عنه في المجال العلمي. وشكرا لكم لمنحنا هذه الفرصة لتسليط الضوء على أحد أهم مشاريع الجمعية في الوقت الراهن.

قد يعجبك ايضا